بقلم الشيخ محمد بن شاكر الشريف
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين الرحمة المهداة والنعمة المسداة وحجة الله على الخلق أجمعين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم رسول رب العالمين إلى الثقلين الأنس والجن إلى يوم الدين
أما بعد
فهذه رسالة مختصرة عزمت فيها على جمع أربعين حديثا نبويا في السياسة الشرعية مما تقوم به الحجة كأن يكون الحديث في الصحيحين أو في أحدهما أو حكم له جهابذة علماء الحديث بالصحة أو عمل به الخلفاء الراشدون، وقد سرت فيها سيري في الأربعين النسائية التي سبقتها من حيث تقسيمها إلى كتب وأبواب ثم نشرحها فيما بعد إن شاء الله كما شرحنا الأربعين النسائية في مجلد كبير بعنوان “للنساء أحكام وآداب”
كتاب: النظام السياسي الإسلامي
باب اسم النظام السياسي الإسلامي المطلوب شرعا: الخلافة
1-عَنْ سَفِينَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم -يَقُولُ: “الْخِلاَفَةُ بَعْدِي ثَلاَثُونَ سَنَةً، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكاً”. قَالَ: أمْسِك: خِلاَفَةَ أَبِي بَكْرٍ-رَضِيَ الله عَنْهُ-سَنتين، وَ [خلاَفَةَ] عُمَرَ- رِضْوَانُ الله عَلَيْهِ- عَشْراً، وَ [خِلاَفَةَ]عُثمَانَ – رَضِيَ الله عَنْهُ- ثِنْتَيْ عَشْرَةَ، وَ [خِلاَفَةَ] عَلِيٍّ- رَضِي الله عَنْهُ- سِتَّ [سِنِين]
باب تغير الخلافة بعد فترة الخلافة الراشدة إلى الملك
2-عَنْ سَفِينَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم -قَالَ:” الْخِلاَفَةُ ثَلاتُونَ سَنَةً، وَسَائِرُهُمْ مُلُوكٌ”.
باب لا يجوز خلع الامام ولا الخروج عليه ما لم يتغير حاله ولا يجوز الاستجابة لمن يطلب ذلك من الرعية بغير سبب يوجبه
3-قال رسول الله صلى الله عليه وسلم َلعثمان رضي الله تعالى عنه: “يا عُثْمَانُ، إِنَّ الله لَعَلَّهُ يُقَمِّصُكَ قَمِيصاً، فَإنْ أَرَادُوكَ عَلَى خَلْعِهِ فَلا تَخْلَعْهُ”-ثَلاثاً-. قُلْتُ (القائل النعمان بن بشير): يَا أُمَّ المؤمنين، فَأيْنَ كُنْتِ عَنْ هذَا الْحَدِيثِ؟. قَالَتْ: يَا بُنَيَّ أُنْسِيتُهُ، كَأَنِّي لَمْ أَسْمَعْهُ قَطُّ، وفي رواية أخرى: “قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “يا عثمان، إن ولاك الله هذا الأمر يوما، فأرادك المنافقون أن تخلع قميصك الذي قمصك الله، فلا تخلعه”، يقول: ذلك ثلاث مرات، قال النعمان: فقلت لعائشة: ما منعك أن تعلمي الناس بهذا؟ قالت: أنسيته[قال الألباني]: صحيح، فوصف القائمين في خلع الخليفة الراشد بالنفاق، والقميص المذكور في الحديث المراد به الخلافة
باب لا يحل خلع الخليفة بغير سبب يوجب الخلع ولا يجوز الاستجابة لرغبات الرعية لو أرادوا ذلك
4-يَا عُثْمَانُ، إِنَّ الله لَعَلَّهُ يُقَمِّصُكَ (1) قَمِيصاً، فَإنْ أَرَادُوكَ عَلَى خَلْعِهِ فَلا تَخْلَعْهُ”.- ثَلاثاً-. قُلْتُ: يَا أُمَّ المؤمنين، فَأيْنَ كُنْتِ عَنْ هذَا الْحَدِيثِ؟. قَالَتْ: يَا بُنَيَّ أُنْسِيتُهُ، كَأَنِّي لَمْ أَسْمَعْهُ قَطُّ
باب الأحوال التي سيمر بها النظام السياسي الإسلامي أو التطورات الداخلة على الخلافة مع تغير الزمن
5-قَالَ حُذَيْفَةُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : ” تَكُونُ النُّبُوَّةُ فِيكُمْ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا عَاضًّا، فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا جَبْرِيَّةً، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ نُبُوَّةٍ ” ثُمَّ سَكَتَ،
باب وجوب لزوم جماعة المسلمين وإمامهم
6-عن حذيفة قال قلت يا رسول الله! إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال:
“نعم”، قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال:
“نعم، وفيه دخن “، قلت: وما دخنه؟ قال:
“قوم يهدون بغير هدي، تعرف منهم وتنكر”.
قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال:
“نعم، دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها”.
قلت: يا رسول الله! صفهم لنا، قال هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا”.
قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال:
“تلزم جماعة المسلمين وإمامهم
باب وجوب الاعتزال إذا تفرقت الامة فلم يكن لهم جماعة ولا إمام
7-حدثني أبو إدريس الخولاني، أنه سمع حذيفة بن اليمان يقول: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: «نعم» قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: «نعم، وفيه دخن» قلت: وما دخنه؟ قال: «قوم يهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر» قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: «نعم، دعاة إلى أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها» قلت: يا رسول الله، صفهم لنا؟ فقال: «هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا» قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم، قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال «فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض بأصل شجرة، حتى يدركك الموت وأنت على ذلك»
باب عقوبة الخارج من الطاعة المفارق للجماعة
8-عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ – رضي الله عنه – عَنْ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – أَنَّهُ قَالَ مَنْ خَرَجَ مِنْ الطَّاعَةِ وَفَارَقَ الْجَمَاعَةَ فَمَاتَ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً وَمَنْ قَاتَلَ تَحْتَ رَايَةٍ عِمِّيَّةٍ (1) يَغْضَبُ لِعَصَبَةٍ (2) أَوْ يَدْعُو إِلَى عَصَبَةٍ أَوْ يَنْصُرُ عَصَبَةً فَقُتِلَ فَقِتْلَةٌ جَاهِلِيَّةٌ وَمَنْ خَرَجَ عَلَى أُمَّتِي يَضْرِبُ بَرَّهَا وَفَاجِرَهَا وَلَا يَتَحَاشَ مِنْ مُؤْمِنِهَا وَلَا يَفِي لِذِي عَهْدٍ عَهْدَهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُ.
باب عقوبة خلع اليد من الطاعة وعقوبة من مات وليس في عنه بيعة
9- عَنْ نَافِعٍ قَالَ جَاءَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُطِيعٍ حِينَ كَانَ مِنْ أَمْرِ الْحَرَّةِ مَا كَانَ زَمَنَ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ فَقَالَ اطْرَحُوا لِأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ وِسَادَةً فَقَالَ إِنِّي لَمْ آتِكَ لِأَجْلِسَ أَتَيْتُكَ لِأُحَدِّثَكَ حَدِيثًا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – يَقُولُهُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – يَقُولُ مَنْ خَلَعَ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ لَقِيَ اللَّهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا حُجَّةَ لَهُ وَمَنْ مَاتَ وَلَيْسَ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً.
باب: قتل من فرَّق أمر الأمة وهي جميع كائنا من كان
10-عن عَرْفَجَةَ -رضي الله عنه -قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم -يَقُولُ إِنَّهُ سَتَكُونُ هَنَاتٌ وَهَنَاتٌ فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُفَرِّقَ أَمْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَهِيَ جَمِيعٌ فَاضْرِبُوهُ بِالسَّيْفِ كَائِنًا مَنْ كَانَ.
باب جواز الاستخلاف من الأمير السابق المختار وفق قواعد الشريعة
12-عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قِيلَ لِعُمَرَ: أَلَا تَسْتَخْلِفُ؟ قَالَ: إِنْ أَتْرُكْ؛ فَقَدْ تَرَكَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي: رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، وَإِنْ أَسْتَخْلِفْ؛ فَقَدِ اسْتَخْلَفَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي: أَبُو بَكْرٍ
باب حرمة نكث البيعة
13-سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من خلع يدا من طاعة، لقي الله يوم القيامة لا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة، مات ميتة جاهلية»
باب قبح هيئة ميتة من ليس له إمام
14-قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: ” من مات وليس له إمام، مات ميتة جاهلية
باب عقوبة من فارق الجماعة أو مفرقها
15-عن عرفجة بن شريح الأشجعي – رضي الله عنه – قال: (” رأيت النبي – صلى الله عليه وسلم – على المنبر يخطب الناس، فقال: إنه سيكون بعدي هنات وهنات فمن رأيتموه فارق الجماعة، أو يريد) (أن يفرق أمر هذه الأمة وهي جميع)(على رجل واحد) (فاقتلوه كائنا من كان من الناس) (فإن يد الله على الجماعة , وإن الشيطان مع من فارق الجماعة يركض “
باب عقوبة الخارج الذي يفرق بين الأمة
16-وعن أسامة بن شريك العامري-رضي الله عنه-قال: قال رسول الله-
صلى الله عليه وسلم -: ” أيما رجل خرج يفرق بين أمتي، فاضربوا عنقه”
باب فضل الإمامة الكبرى
17-قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم -: (” سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل… الحديث
باب السلطان المقسط من أهل الجنة
18-عن عياض بن حمار المجاشعي – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: (” أهل الجنة ثلاثة: ذو سلطان مقسط متصدق موفق… الحديث
باب خطورة الإمامة العظمى ومسئولية الإمام
19-عن ابن عمر – رضي الله عنهما – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ” كلكم راع , وكلكم مسئول عن رعيته)
فالأمير الذي على الناس راع , وهو مسئول عن رعيته
والرجل راع في أهله , وهو مسئول عن رعيته،
والمرأة راعية في بيت زوجها وولده , وهي مسئولة عنهم،
والخادم راع في مال سيده , ومسئول عن رعيته)
ألا فكلكم راع , وكلكم مسئول عن رعيته “
باب أهمية الشورى وفضلها
20-عن سعيد بن المسيب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لن يهلك رجل بعد مشورة” حديث مرسل
21-عن الحسن قال: والله ما استشار قوم قط إلا هدوا لأفضل ما بحضرتهم، ثم تلا (وأمرهم شورى بينهم) صحيح الإسناد.
باب المشورة لا رخصة فيها
22-حدثنا أحمد، نا ابن قتيبة؛ قال: قرأت في كتاب الهند: من التمس من الإخوان الرخصة عند المشورة، ومن الأطباء عند المرض، ومن الفقهاء عند الشبهة؛ أخطأ الرأي، وازداد مرضا، وحمل الوزر
باب الصواب مع الشورى
23-قال أحمد بن يونس: سمعت أبا بكر بن عياش يقول: قال بعض الحكماء: من أعطي أربعا لم يمنع أربعا: من أعطي الشكر لم يمنع المزيد، ومن أعطي التوبة لم يمنع القبول، ومن أعطي الاستخارة لم يمنع الخيرة، ومن أعطي المشورة، لم يمنع الصواب
باب الاستشارة من القائد تدل على الكمال لا على النقص
24-عن عائشة، قالت: «ما رأيت رجلا أكثر استشارة للرجال من رسول الله صلى الله عليه وسلم »
25-باب الإمارة المشروعة تكون بالاختيار ولا تكون غصبا بالسيف
عن جرير بن عبد الله البجلي-رضي الله عنه – قال: ” بعثني رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إلى اليمن ” , فلقيت بها رجلين: ذا كلاع , وذا عمرو فجعلت أحدثهم عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم – فقال لي ذو عمرو: إن كان صاحبكم نبيا , فقد مات منذ ثلاث وأقبلا معي حتى إذا كنا في بعض الطريق ، رفع لنا ركب من قبل المدينة، فسألناهم , فقالوا: ” قبض رسول الله-صلى الله عليه وسلم – ” , واستخلف أبو بكر , والناس صالحون , فقالا: أخبر صاحبك أنا قد جئنا , ولعلنا سنعود إن شاء الله , ورجعا إلى اليمن , فأخبرت أبا بكر بحديثهم , فقال: أفلا جئت بهم؟ قال: ثم لقيت ذا عمرو, فقال لي: يا جرير إن بك علي كرامة , وإني مخبرك خبرا , إنكم معشر العرب لن تزالوا بخير ما كنتم إذا هلك أمير , تآمرتم في آخر فإذا كانت بالسيف كانوا ملوكا , يغضبون غضب الملوك , ويرضون رضا الملوك.
26-باب لا يحل تولي الإمارة إلا ببيعة أهل الشورى وهم أهل الحل والعقد
وعن ابن عباس -رضي الله عنهما -قال: كنت أقرئ رجالا من المهاجرين , منهم عبد الرحمن بن عوف – رضي الله عنه – فبينما أنا في منزله بمنى – وهو عند عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – في آخر حجة حجها -إذ رجع إلي عبد الرحمن فقال: لو رأيت رجلا أتى أمير المؤمنين اليوم فقال: يا أمير المؤمنين , هل لك في فلان؟ , يقول: لو قد مات عمر لقد بايعت فلانا فوالله ما كانت بيعة أبي بكر إلا فلتة فتمت , فغضب عمر ثم قال: إني إن شاء الله لقائم العشية في الناس فمحذرهم هؤلاء الذين يريدون أن يغصبوهم أمورهم قال عبد الرحمن: فقلت: يا أمير المؤمنين لا تفعل , فإن الموسم يجمع رعاع الناس وغوغاءهم فإنهم هم الذين يغلبون على قربك حين تقوم في الناس , وأنا أخشى أن تقوم فتقول مقالة يطيرها عنك كل مطير وأن لا يعوها وأن لا يضعوها على مواضعها فأمهل حتى تقدم المدينة , فإنها دار الهجرة والسنة , فتخلص بأهل الفقه وأشراف الناس , فتقول ما قلت متمكنا , فيعي أهل العلم مقالتك ويضعونها على مواضعها , فقال عمر: أما والله إن شاء الله لأقومن بذلك أول مقام أقومه بالمدينة فلما صدر عمر من منى أناخ بالأبطح , ثم كوم كومة بطحاء , ثم طرح عليها رداءه واستلقى , ثم مد يديه إلى السماء فقال: اللهم كبرت سني , وضعفت قوتي , وانتشرت رعيتي , فاقبضني إليك غير مضيع ولا مفرط قال ابن عباس: ثم قدمنا المدينة في عقب ذي الحجة , فلما كان يوم الجمعة عجلت الرواح حين زاغت الشمس , فوجدت سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل – رضي الله عنه – جالسا إلى ركن المنبر , فجلست حوله تمس ركبتي ركبته , فلم أنشب أن خرج عمر بن الخطاب , فلما رأيته مقبلا قلت لسعيد بن زيد: ليقولن العشية مقالة لم يقلها منذ استخلف , فأنكر علي وقال: ما عسيت أن يقول ما لم يقل قبله؟ , فجلس عمر على المنبر , فلما سكت المؤذنون قام فأثنى على الله بما هو أهله , ثم قال: أما بعد , فإني قائل لكم مقالة قد قدر لي أن أقولها , فمن عقلها ووعاها فليحدث بها حيث انتهت به راحلته , ومن خشي أن لا يعقلها فلا أحل لأحد أن يكذب علي إني رأيت كأن ديكا أحمر نقرني ثلاث نقرات , وإني لا أراه إلا حضور أجلي فقصصتها على أسماء بنت عميس امرأة أبي بكر – رضي الله عنهما – فقالت: يقتلك رجل من العجم وإن أقواما يأمرونني أن أستخلف , وإن الله لم يكن ليضيع دينه ولا خلافته ولا الذي بعث به نبيه – صلى الله عليه وسلم – , فإن عجل بي أمر فالخلافة شورى بين هؤلاء الستة الذين توفي رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وهو عنهم راض فمن بايعتم منهم فاسمعوا له وأطيعوا وإني قد علمت أن أقواما منكم يطعنون في هذا الأمر أنا قاتلتهم بيدي هذه على الإسلام فإن فعلوا ذلك فأولئك أعداء الله الكفرة الضلال فلا يغترن امرؤ أن يقول: إنما كانت بيعة أبي بكر فلتة وتمت إلا وإنها قد كانت كذلك ولكن الله وقى شرها وليس منكم من تقطع الأعناق إليه مثل أبي بكر من بايع رجلا عن غير مشورة من المسلمين , فلا يبايع هو ولا الذي بايعه تغرة أن يقتلا وإنه قد كان من خبرنا حين توفى الله نبيه – صلى الله عليه وسلم – أن الأنصار خالفونا واجتمعوا بأسرهم في سقيفة بني ساعدة , وخالف عنا علي والزبير ومن معهما واجتمع المهاجرون إلى أبي بكر , فقلت لأبي بكر: يا أبا بكر , انطلق بنا إلى إخواننا هؤلاء من الأنصار فانطلقنا نريدهم فلما دنونا منهم لقينا منهم رجلان صالحان شهدا بدرا فذكرا ما تمالأ عليه القوم , فقالا: أين تريدون يا معشر المهاجرين , فقلنا: نريد إخواننا هؤلاء من الأنصار , فقالا: لا عليكم أن لا تقربوهم , اقضوا أمركم فقلت: والله لنأتينهم , فانطلقنا حتى أتيناهم في سقيفة بني ساعدة , فإذا رجل مزمل بين ظهرانيهم فقلت: من هذا؟، فقالوا: هذا سعد بن عبادة , فقلت: ما له؟ , قالوا: يوعك , فلما جلسنا قليلا تشهد خطيبهم فأثنى على الله بما هو أهله , ثم قال: أما بعد , فنحن أنصار الله وكتيبة الإسلام وأنتم معشر المهاجرين رهط وقد دفت دافة من قومكم فإذا هم يريدون أن يختزلونا من أصلنا وأن يحضنونا من الأمر فلما سكت أردت أن أتكلم – وكنت قد زورت مقالة أعجبتني أريد أن أقدمها بين يدي أبي بكر , وكنت أداري منه بعض الحد , فلما أردت أن أتكلم قال أبو بكر: على رسلك فكرهت أن أغضبه , فتكلم أبو بكر , فكان هو أحلم مني وأوقر , والله ما ترك من كلمة أعجبتني في تزويري إلا قال في بديهته مثلها أو أفضل منها , حتى سكت، فقال: ما ذكرتم فيكم من خير فأنتم له أهل فتكلم أبو بكر فلم يترك شيئا أنزل في الأنصار ولا ذكره رسول الله – صلى الله عليه وسلم – من شأنهم إلا وذكره , وقال: ولقد علمتم أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: لو سلك الناس واديا وسلكت الأنصار واديا لسلكت وادي الأنصار , ولقد علمت يا سعد أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال وأنت قاعد: ” قريش ولاة هذا الأمر , فبر الناس تبع لبرهم , وفاجرهم تبع لفاجرهم “ولن يعرف هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش , هم أوسط العرب نسبا ودارا فنحن الأمراء , وأنتم الوزراء فقال له سعد: صدقت , نحن الوزراء وأنتم الأمراء قال أبو بكر: وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين , فبايعوا أيهما شئتم , فأخذ بيدي وبيد أبي عبيدة بن الجراح – وهو جالس بيننا – فلم أكره مما قال غيرها , ووالله لقد كان أن أقدم فتضرب عنقي لا يقربني ذلك من إثم أحب إلي من أن أتأمر على قوم فيهم أبو بكر , اللهم إلا أن تسول إلي نفسي عند الموت شيئا لا أجده الآن فقال الحباب بن المنذر: لا والله لا نفعل , منا أمير ومنكم أمير يا معشر قريش فقال أبو بكر: لا , ولكنا الأمراء وأنتم الوزراء , هم أوسط العرب دارا وأعربهم أحسابا فكثر اللغط وارتفعت الأصوات حتى فرقت من الاختلاف فتشهدت فقلت: كنت أرجو أن يعيش رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حتى يدبرنا فإن يك محمد – صلى الله عليه وسلم – قد مات , فإن الله تعالى قد جعل بين أظهركم نورا تهتدون به كما هدى الله محمدا – صلى الله عليه وسلم -وإن أبا بكر صاحب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – , ثاني اثنين , فإنه أولى المسلمين بأموركم ألستم تعلمون أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قد أمر أبا بكر أن يصلي بالناس؟ , فأيكم تطيب نفسه أن يتقدم أبا بكر؟ , فقالوا: نعوذ بالله أن نتقدم أبا بكر فقلت: فقوموا فبايعوه ابسط يدك يا أبا بكر , فبسط يده فبايعته , وبايعه المهاجرون , ثم بايعته الأنصار , ونزونا على سعد بن عبادة , فقال قائل منهم: قتلتم سعد بن عبادة , فقلت: قتل الله سعد بن عبادة , قال عمر: وإنا والله ما وجدنا فيما حضرنا من أمر أقوى من مبايعة أبي بكر , خشينا إن فارقنا القوم ولم تكن بيعة أن يبايعوا رجلا منهم بعدنا , فإما بايعناهم على ما لا نرضى , وإما نخالفهم فيكون فساد فتكون فتنة تكون بعدها ردة وكانت بيعة العامة على المنبر قال أنس بن مالك – رضي الله عنه -: سمعت عمر يقول لأبي بكر يومئذ: اصعد المنبر، فلم يزل به حتى صعد المنبر فتشهد قبل أبي بكر فقال: أما بعد , فاختار الله لرسوله – صلى الله عليه وسلم – الذي عنده على الذي عندكم , وهذا الكتاب الذي هدى الله به رسولكم , فخذوا به تهتدوا , وإنما هدى الله به رسوله فبايعه الناس عامة قال عمر: فمن بايع رجلا على غير مشورة من المسلمين , فلا يتابع هو ولا الذي بايعه , تغرة أن يقتلا
27-باب من بايع من غير مشورة المسلمين فلا تقبل بيعته ولا بيعة له بعد ما فعل
قال عمر رضي الله تعلى عنه: ” فمن بايع رجلا على غير مشورة من المسلمين , فلا يتابع هو ولا الذي بايعه
28-باب الخلافة في قريش
عن ابن عمر: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -:
“لا يزال هذا الأمر في قريش، ما بقي منهم اثنان”.
وبلغ معاوية أن عبد الله بن عمرو، يحدث: أنه سيكون ملك من قحطان، فغضب، فقام فأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال: أما بعد، فإنه بلغني أن رجالا منكم يحدثون أحاديث ليست في كتاب الله، ولا توثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأولئك جهالكم، فإياكم والأماني التي تضل أهلها، فإني سمعت رسول اللهصلى الله عليه وسلم يقول: «إن هذا الأمر في قريش، لا يعاديهم أحد إلا كبه الله في النار على وجهه، ما أقاموا الدين»
28-باب وجوب طاعة الأمير في المعروف
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ،: «من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن أطاع أميري فقد أطاعني، ومن عصى أميري فقد عصاني
29-باب لا سمع ولا طاعة في المعصية
عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال: «السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب وكره، ما لم يؤمر بمعصية، فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة»
30-باب لا تسأل الإمارة
عن عبد الرحمن بن سمرة، قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم : «يا عبد الرحمن بن سمرة، لا تسأل الإمارة، فإنك إن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها، وإن أعطيتها عن غير مسألة أعنت عليها
31-باب كراهية الحرص على الإمارة
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال: «إنكم ستحرصون على الإمارة، وستكون ندامة يوم القيامة، فنعم المرضعة وبئست الفاطمة
32-باب لا ينبغي تولية من سأل الإمارة أو حرص عليها
عن أبي موسى رضي الله عنه، قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم أنا ورجلان من قومي، فقال أحد الرجلين: أمرنا يا رسول الله، وقال الآخر مثله، فقال: «إنا لا نولي هذا من سأله، ولا من حرص عليه»
33-باب وجوب إحاطة الأمير رعيته بنصحه
عاد الأمير عبيد الله بن زياد معقل بن يسار في مرضه الذي مات فيه، فقال له معقل إني محدثك حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، سمعت النبيصلى الله عليه وسلم يقول: «ما من عبد استرعاه الله رعية، فلم يحطها بنصيحة، إلا لم يجد رائحة الجنة
34-باب حرمة غش الوالي لرعيته واستمراره عليه
عن الحسن، قال: أتينا معقل بن يسار نعوده، فدخل علينا عبيد الله، فقال له معقل: أحدثك حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال: «ما من وال يلي رعية من المسلمين، فيموت وهو غاش لهم، إلا حرم الله عليه الجنة»
35-باب علام تكون بيعة الأمير
عن عبادة بن الصامت، قال: «بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في المنشط والمكره، وأن لا ننازع الأمر أهله، وأن نقوم أو نقول بالحق حيثما كنا، لا نخاف في الله لومة لائم
36-باب حكم الاستخلاف
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قال: قيل لعمر ألا تستخلف؟ قال: «إن أستخلف فقد استخلف من هو خير مني أبو بكر، وإن أترك فقد ترك من هو خير مني، رسول الله صلى الله عليه وسلم » فأثنوا عليه فقال: «راغب راهب، وددت أني نجوت منها كفافا، لا لي ولا علي، لا أتحملها حيا ولا ميتا»
37-باب لا يصلح متابعة الأمير إذا خالف النص في اجتهاده
أخرج الإمام البخاري في صحيحه من حديث عبد الله بن عمر-رضي الله عنهما-قال : بعث النبي صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد إلى بني جذيمة، فلم يحسنوا أن يقولوا أسلمنا، فقالوا: صبأنا صبأنا، فجعل خالد يقتل ويأسر، ودفع إلى كل رجل منا أسيره، فأمر كل رجل منا أن يقتل أسيره، فقلت: واللهِ ! لا أقتل أسيري، ولا يقتل رجل من أصحابي أسيره، فذكرنا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال : « اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد بن الوليد مرتين »[1].
38-باب لا يحل بيعة خليفة ما دام على رأس السلطة خليفة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما»[2]
39-باب وجوب الوفاء ببعة الأول فالأول ولا يحل تعدد الخلفاء
روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء، كلما هلك نبي خلفه نبي، وإنه لا نبي بعدي، وسيكون خلفاء فيكثرون» قالوا: فما تأمرنا؟ قال: «فوا ببيعة الأول فالأول، أعطوهم حقهم، فإن الله سائلهم عما استرعاهم”[3] .
40-باب وجوب ضرب عنق من ينازع الإمام المبايع
لقولهr: «ومن بايع إمامًا، فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه، فليُطعه إن استطاع. فإن جاء آخر يُنازعه فاضربوا عُنُق الآخر»[4].
41-باب وجوب السمع والطاعة للأمير متى قاد الأمة بالكتاب والسنة
أخرج مسلم في صحيحه عن يحيى بن حصين، عن جدته أم الحصين قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “إن أمر عليكم عبد مجدع-حسبتها قالت: أسود يقودكم بكتاب الله، فاسمعوا له وأطيعوا “[5]
42-باب لا يقضي القاضي بعلمه وإنما يقضي بنحو مما يسمع
عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّهَا سَمِعْتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ، يَقُولُ: «إِنَّمَا أَنَا بِشْرٌ، وَإِنَّكُمْ تَخْتَصِمُونَ إِلَيَّ وَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَلْحَنَ بِحُجَّتِهِ مِنْ بَعْضٍ فَأَقْضِي لَهُ عَلَى نَحْوٍ مِمَّا أَسْمَعُ مِنْهُ فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ بِشَيْءٍ مِنْ حَقِّ أَخِيهِ فَلَا يَأْخُذَنَّ مِنْهُ شَيْئًا فَإِنَّمَا أَقْطَعُ لَهُ جَذْوَةً مِنَ النَّارِ» ، قَالَ أَبُو الْأَزْهَرِ: «إِنَّمَا أَقْطَعُ قِطْعَةً مِنَ النَّارِ
باب طاعة الأمير الواجبة إنما تكون في الطاعة وليس المعصية
43-عن علي رضي الله عنه، قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم سرية، وأمر عليهم رجلا من الأنصار، وأمرهم أن يطيعوه، فغضب عليهم، وقال: أليس قد أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن تطيعوني؟ قالوا: بلى، قال: قد عزمت عليكم لما جمعتم حطبا، وأوقدتم نارا، ثم دخلتم فيها فجمعوا حطبا، فأوقدوا نارا، فلما هموا بالدخول، فقام ينظر بعضهم إلى بعض، قال بعضهم: إنما تبعنا النبي صلى الله عليه وسلم فرارا من النار أفندخلها؟ فبينما هم كذلك، إذ خمدت النار، وسكن غضبه، فذكر للنبي صلى الله عليه وسلم ، فقال: «لو دخلوها ما خرجوا منها أبدا، إنما الطاعة في المعروف»
باب البيعة ليست مطلقة بل مقيدة بالاستطاعة
44-عن جَرير بن عبد الله قال: “بَايعْتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم -على إقام الصَّلاة، وإيتاء الزكاةِ والنُّصْح لكلِّ مُسْلِمٍ”. -قالَ الشَّعْبيُّ: وَكانَ جَرير رَجُلًا فَطِنًا-“فقلتُ: يا رسولَ الله فيما استطعْتُ! قال: فيما استطعْت”. فكانَتْ رخصةً
باب البيعة التي يعتد بها بيعة العامة التي تسبقها بيعة الخاصة
45-أخبرني أنس بن مالك رضي الله عنه: أنه سمع خطبة عمر الآخرة حين جلس على المنبر، وذلك الغد من يوم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأبو بكر -رضي الله عنه- صامت لا يتكلم. قال: كنت أرجو أن يعيش رسول الله صلى الله وسلم حتى يدبرنا -يريد بذلك أن يكون آخرهم-، فإن يك محمد قد مات، فإن الله تعالى قد جعل بين أظهركم نورا تهتدون به، هدى الله محمدا صلى الله عليه وسلم ، وإن أبا بكر -رضي الله عنه- صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وثاني اثنين، وإنه أولى المسلمين بأموركم، فقوموا فبايعوه، وكانت طائفة قد بايعوه قبل ذلك في سقيفة بني ساعدة، وكانت بيعة العامة على المنبر.
باب لا يجوز للأمير قبول الهدية المهداة له من أجل إمارته
46-استعمل النبي صلى الله عليه وسلم رجلا من بني أسد يقال له ابن اللتبية على صدقة، فلما قدم قال: هذا لكم وهذا أهدي لي، فقام النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر – قال سفيان أيضا فصعد المنبر – فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ” ما بال العامل نبعثه فيأتي يقول: هذا لك وهذا لي، فهلا جلس في بيت أبيه وأمه، فينظر أيهدى له أم لا، والذي نفسي بيده، لا يأتي بشيء إلا جاء به يوم القيامة يحمله على رقبته، إن كان بعيرا له رغاء، أو بقرة لها خوار، أو شاة تيعر «، ثم رفع يديه حتى رأينا عفرتي إبطيه» ألا هل بلغت ” ثلاثا، قال سفيان: قصه علينا الزهري، وزاد هشام، عن أبيه، عن أبي حميد قال: سمع أذناي، وأبصرته عيني، وسلوا زيد بن ثابت فإنه سمعه معي، ولم يقل الزهري سمع أذني، خوار: صوت، «والجؤار من» تجأرون: «كصوت البقرة»
وهذه الأحاديث هي جل أو كل ما استطعنا جمعه في هذا الأمر وربما تكون هناك أحاديث قد خفيت علينا أو لم ننتبه لدلالتها فلم ندرجها ها هنا
اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك وصل اللهم على رسولك الأمين وسلم تسليما كثيرا
_________________________________________________________________________________________
[1] أخرجه البخاري رقم 4339 (13/193) فتح الباري .
[2] أخرجه مسلم ، (12/337) شرح النووي
[3] أخرجه البخاري رقم 3455 ومسلم رقم 1842
[4] أخرجه مسلم كتاب الإمارة باب وجوب الوفاء ببيعة الخلفاء الأول فالأول [12/323 شرح النووي].
[5] أخرجه مسلم في صحيحه رقم 1298
(المصدر: مركز البيان للبحوث والدراسات)