مقالاتمقالات المنتدى

(اغتنام الأجر في صلاة الوتر)!(١)

(اغتنام الأجر في صلاة الوتر)!(١)

بقلم: أ.د. محمّد حافِظ الشريدة( خاص بالمنتدى)

حُكم صلاة الوِتر اختلف العلماء في حكم صلاة الوتر والرّاجح من أقوال العلماء: أنّها من آكد السّنن كراتبة الفجر وليست بواجبة لحديث عليّ رضي اللّه عنه: (إنّ الوِتر ليس بِحَتمٍ كصلاتكم المكتوبة ولكنّ رسول اللّه ﷺ أوتَر ثمّ قال: يا أهل القرآن أوتِروا فإنّ اللّه وِترٌ يحبّ الوِتر) ومن الجدير بالذّكر أنّ الرّسول ﷺ لم يترك صلاة الوِتر لا في سَفر ولا في حَضر! وَقت صَلاة الوِتر: يبدأ وقت صلاة الوِتر من بعد أداء صلاة العشاء إلى طلوع الفجر وامتناع الصّائم عن المُفطّرات قال ﷺ: (إنّ اللّه زادكم صلاةً وَهي الوِتر فَصلُّوها فيما بينَ صَلاة العِشاء إلى صَلاة الفَجر) ومن الأفضل تأخير صلاة الوِتر إلا إذا خشي المصلّي أن تفوته لقوله ﷺ: (مَن خافَ ألّا يَقومَ مِن آخرِ الليلِ فَليُوتِر أوّلَه ومَن طمِع أن يقومَ آخرَه فَليُوتِر آخرِ الليل فإنّ صلاة آخِر الليل مَشهودةٌ وَذلك أفضَل) وعن عائشة رضي اللّه عنها: (مِن كلِّ الليل قد أوتَر النّبيّ ﷺ من أوّل الليل وأوسَطه وآخِره فانتهى وِتره إلى السَّحَر) وأقلّ عدد لصلاة الوتر ركعة واحدة لقوله ﷺ: (الوِتر رَكعة من آخِر الليل) والغالب في صلاة الوِتر ثلاث ركعات ولا حَدّ لأكثر الوتر وقيام الليل لقولهﷺ: (صَلاة الليل مَثنى مَثنى فإذا خِفت الصّبح فأوتِر بِواحدة) وقد كان ﷺ يُصلّي في أكثر الأحيان إحدى عشرة ركعة وصحّ عن ابن عبّاس رضي اللّه عنهما: (أنّ النّبيّ ﷺ أوتَر بِثلاث عَشرة رَكعة) وَمن السّنّة عدم صلاة الوِتر كالمغرب تمامًا لقوله ﷺ: (لا تُوتِروا بِثلاث تشبهوهُ بِالمغرب) وهناك حالتان لصلاة الوِتر بثلاث ركعات: الأولى: أن تُصلّى الثّلاث ركعات بِتَشهّد واحد لحديث عائشة: (كان النّبيّ ﷺ لا يُسَلّم في ركعتَيِ الوِتر) وفي رواية: (كان يُوتر بثلاثٍ لا يَقعد إلا في آخِرهنّ) الثّانية: أن يُسلّم المصلّي من الرّكعتين ثمّ يُوتر بعد ذلك بِركعة واحدة فعن ابن عمر رضي اللّه عنهما: (أنّه كان يَفصل بين شَفعه وَوترِه بِتَسليمة وأخبر: أنّ النّبيّ ﷺ كان يَفعل ذلك) وهناك صِفة أخرى لِلوتر هي: أنّه إذا أوتَر المصلّي بخمس أو بسبع ركعات أن يجعلها مُتّصلة لا فاصل بينها بحيث لا يَتشهّد إلا تَشهّدًا واحدًا في آخِر الصّلاة ثمّ يُسلّم بعد ذلك لِحديث عائشة رضي اللّه عنها: (كان رَسول اللّه ﷺ يُصلّي مِن الليل ثَلاث عشرة ركعة يُوتِر مِن ذلك بِخَمس لا يَجلس في شيءٍ إلا في آخِرها) ولحديث أمّ سلَمة رضي اللّه عنها قالت: (كان النّبيّ ﷺ يُوتر بِخمس وبِسبع ولا يفصل بينهنّ بِسلام ولا كَلام) وإذا أحبّ المصلّي أن يُوتر بِتسع رَكعات فإنها تكون متّصلة لا تَسليم فيها ولكنّه يجلس للتّشهّد في الرّكعة الثّامنة ويقوم ولا يُسلّم ثمّ يَتشهّد في الرّكعة التّاسعة ويُسلّم لحديث عائشة: (إنّ النبيّ ﷺ كان يُصلّي تِسع ركعات لا يجلس فيها إلا في الثّامنة فَيذكر اللّهَ ويَحمده ويَدعوه ثمّ ينهض ولا يُسلّم ثمّ يقوم فيصلّي التّاسعة ثمّ يَقعد فَيَذكر اللّه ويَحمده ويَدعوه ثمّ يُسلّم تَسليماً يُسمِعنا) وإذا أوتَر المصلّي بإحدى عشرةَ ركعة فَمن السنّة أن يُسلّم مِن كلّ ركعتين وأن يُوتر في نهاية صلاته بِركعة واحدة لقوله ﷺ: (اجعَلوا آخِر صَلاتكم بِالليل وِتراً) والأفضل أن يجمع المسلم بين جميع ما وَرد في السنّة مِن كَيفيّات لِصلاة الوِتر فَمرّة يُصلّي هكذا وأحياناً هكذا واللّه تعالی أعلم

إقرأ أيضا:معاناة المرأة في زمن موسى ( 5)

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى