مقالاتمقالات المنتدى

اتَّقوا اللَّهَ يا مَداخِلَة وَجامِيَّة فلِسطين

اتَّقوا اللَّهَ يا مَداخِلَة وَجامِيَّة فلِسطين

 

أ.د. محمّد حافِظ الشّريدة (خاص بالمنتدى)

 

ناقَشتُ رِسالَة دُكتوراة لِأحَد الطّلبة مِن المَداخِلة الجامِيّة الألبانِيّة لمْ يُصَلّ كاتِبها علیٰ رَسول اللّهِ ﷺ في مُقدّمة رِسالتهِ؟! وَلمْ يَترَضّ عَن كثيرٍ مِن الصّحابَة حينَ رَویٰ عَنهم (رِضوان اللَّهُ عَنهم) وَقد ذَكرَ كَثيراً مِن أئمّة وجهابذة وَأعلام الإسلامِ كَالطّبَريّ وَابن كَثير وَابن حَجر وَالشّافعيّ وَالنّوَويّ وَالسّيوطيّ (رَحمهُم اللَّهُ) وَلمْ يَقُل عَن أيٍّ مِنهم الإمام وَلمْ يَترَحّم علیٰ أيّ مِنهم؟! وَلٰكنّه في كلّ مَرّة كانَ يَذكرُ فيها الشّيخَ الألبانيّ في المَتنِ أوْ في الحاشِيَة كانَ يَقول: الإمامُ محمّد ناصِر الدّين الألبانيّ رَحمهُ اللَّهُ! وَلمْ يَعرِف هٰذا المُسَيْكين حينَ ناقشتُه الفَرق بينَ قَولِ اللَّهِ عزّ وَجلّ: ﴿ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ﴾ وَبينَ قَولهِ تعالی: ﴿ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ﴾؟! وَزُرتُ يَوماً بَلدَة في مُحافَظة نابلِس لمْ أرَ فيها أصدِقائي مُنذ فَترَة طَويلَة وَدَخَلتُ المَكان المُعَدَّ لِلضّيافَة وَقد فُرِشَ بِزَرابيّ مَبثوثَة فَقامَ الحُضور لِمُصافحَتي وَكان مِن بَينِهم طُوَيلب عِلم مِن أتباعِ المَداخِلة: رَفضَ أن يَقف لِلسّلام عَليّ فَاضطُرِرتُ أن أنحَني لهُ لِلسّلام عَليه؟! فَقال لي بِفَظاظَة: إنّ قِيامي لِمُصافَحَتِك بِدعَة؟! فَقلتُ لهُ: علیٰ فَرَض أنّ القِيام لِلضّيفِ وَكِبار السِّنِّ بِدعَة: فَهل اطَّلَعتَ علیٰ ما في صَدري وَعَلِمتَ أننّي أحِبُّ أن يتَمَثَّل ليَ النّاسُ قِياماً؟! وَهَل قِيامك للسّلام علیٰ أبيكَ بِدعَة؟! وَلِماذا لمْ تَقبَل علیٰ نَفسِك ارتِكاب بِدعَة صُغریٰ: ثمّ تَقبَل لي أنا الضّيف الدّاعِيَة إلیٰ اللَّهِ أن أَركَعَ وَأنحَني لكَ وَأُسَلِّم عَليكَ وَأرتَكِبَ بِدعَة كُبریٰ؟! إنّ فاطِمة (رَضي اللَّهُ عَنها) لمْ تُخطِئ حينَ كانَت تقومُ لِلسَّلام علی أبيها رَسول اللّهِ ﷺ! وَسَبَق أن تَحَدّثتُ مَع شابٍّ غَبِيّ مِن جَماعة الألبانيّ قالَ: إنّه لا يَأخُذ بِقَول أيّ عالِمٍ حتّیٰ لوْ كانَ مِن الصّحابَة الكِرام إلّا ما قالهُ الألبانيّ؟! وَقُلت لِطالبٍ مِن جَماعة الألبانيّ: هلْ أخطَأ الأئمّة الأربَعة؟ قال: نَعم! فقُلت له: إئتِني بِخَطَأ واحدٍ لِلألبانيّ! فقال: لا أدري؟! وَأعرِفُ شَباباً مِن أتباعِ الألبانيّ يَتَسَحَّرون في شَهر رَمَضان: بَعد أن يَرجع المُصَلّونَ مِن أداءِ صَلاةِ الفَجر؟! وَيُفطِرونَ قبلَ أذانِ المَغرِب بِرُبع ساعَة اتّباعاً لِلسّنّة حَسبَ زَعمِهم؟! وَكادَ زَميلي فَضيلة عَميد كُلّيّة الشّريعة في جامِعة النّجاح الوطنيّة سابِقاً أن يَضرِب أناساً مِنهم تَعَمّدوا أن يُفطِروا في المَسجدِ قبلَ أذانِ المَغرب بِحُجّة أنّ توقيتَ فلِسطين غير سَليم؟! إنّ شَيخنا الألبانيّ رَحمه اللّهُ يا قَوْم بَريءٌ مِن هٰؤلاء الجُهَلاء! إنّ كثيراً مِن هٰؤلاء مَع الأسفِ الشّديد يَتحدّثون في خُطَبهم وَدُروسِهم عَن دَم الحَيض وَالنّفاس وَلا يَتحدّثون عَن الدّماءِ الزّكيّة التي تُراق في غزّة هاشِم الأبيّة وَالضّفة الغربيّة؟! والجُنونَ فُنون وَللَّهِ في خَلْقهِ شُؤون! خِتاماً: قَطع اللّهُ لِسانَ كلّ مَن اتّهَمني بِأنّني مِن عُلماءِ السّلاطين أو مِن المَداخِلَة الجامِيّين!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى