مقالاتمقالات مختارة

إنهم يهود، شياطين الإنس.. لا سلام معهم، ولا تطبيع (1)

إنهم يهود، شياطين الإنس.. لا سلام معهم، ولا تطبيع (1)

بقلم د. موفق السباعي

إن ملامح بني إسرائيل ، وصفاتهم ، وما يعتلج في صدورهم ، وما تضمره قلوبهم ، من حقد وحسد وضغينة .. تتراءى من أيام أبيهم إسرائيل عليه السلام !!!

حينما تآمروا .. وخططوا .. وبيتوا تحت جنح الظلام .. مكيدة خبيثة شيطانية .. لقتل أخيهم الصغير يوسف عليه السلام .. والتخلص منه .. بذريعة واهية .. وحجة ضعيفة .. أن أباهم كان يحبه .. ويهتم به أكثر منهم .. ويؤثره عليهم !!!

 إِذۡ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَىٰٓ أَبِينَا مِنَّا وَنَحۡنُ عُصۡبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٍ ﴿٨﴾ ٱقۡتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ ٱطۡرَحُوهُ أَرۡضٗا يَخۡلُ لَكُمۡ وَجۡهُ أَبِيكُمۡ وَتَكُونُواْ مِنۢ بَعۡدِهِۦ قَوۡمٗا صَٰلِحِينَ ﴿٩﴾ .. يوسف ..

منذ تلك اللحظة تتظاهر .. مورثاتهم التي تحمل كل صفات الإجرام .. والقتل .. والكيد .. والتآمر .. والتي انتقلت بعد ذلك .. عبر الأجيال .. إلى أبنائهم وأحفادهم .. فتضخمت .. وتجذرت في أعماقهم  .. وترسخت أكثر وأكثر .. وتشبثت وتوطدت في سلالة بني إسرائيل !!!

 ( فَخَلَفَ مِنۢ بَعۡدِهِمۡ خَلۡفٌ أَضَاعُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَٱتَّبَعُواْ ٱلشَّهَوَٰتِۖ فَسَوۡفَ يَلۡقَوۡنَ غَيًّا ) .. مريم 59

وبالرغم من كونهم .. أبناء يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم .. أبي الأنبياء عليهم جميعا السلام !!!..

ومن سلالة طيبة .. زكية .. طاهرة ..

إلا أن الأبناء .. لم يكونوا على ذلك المستوى الراقي .. الذي كان عليه أبوهم وجدهم وجد أبيهم ..

فقد تغلغل الشيطان الخبيث اللعين .. إلى نفوسهم الضعيفة .. المهترئة .. المهتزة .. فزين لهم قتل أخيهم البريء الصغير .. المحبوب عند أبيهم الهرم العجوز .. فكادوا له كيدا تكاد الجبال تتزلزل !!! ..

وخانوا .. وغدروا بأبيهم وأخيهم في نفس الوقت .. ولم يرعوا حرمتهما .. ولم يرحموا شيبة أبيهم .. ولم يعطفوا على طفولة أخيهم الصغير البريء .. الوادع .. المسالم يوسف !!! ..

فطعنوا الاثنين بخنجر مسموم .. دون خوف من الله .. ولا خشية من عقابه !!!..

لولا أن الله الحكيم القدير .. قد لطف بيوسف .. ونقله إلى قصر عزيز مصر .. قبل حكم الفراعنة في عصر حكم الهكسوس !!!

( وَجَآءُو عَلَىٰ قَمِيصِهِۦ بِدَمٖ كَذِبٖۚ قَالَ بَلۡ سَوَّلَتۡ لَكُمۡ أَنفُسُكُمۡ أَمۡرٗاۖ فَصَبۡرٞ جَمِيلٞۖ وَٱللَّهُ ٱلۡمُسۡتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ ﴿١٨﴾ .. يوسف ..

ثم بعد ذلك ..

ظهرت حرب يهود على دين الله .. وعلى أنبيائه .. بشكل سافر .. وفاضح .. حينما جاء موسى عليه السلام .. الذي أرسله الله إليهم .. والذي جاهد جهادا كبيرا مع فرعون مصر .. وذهب إليه خصيصا .. انقيادا لأمر ربه ..  لانقاذهم من براثنه .. ومما كان يستعبدهم .. ويذيقهم شتى صنوف العذاب .. حيث كان يقتل أبناءهم ويستحيي نساءهم !!!..

وتحمل الأذى .. لأجل إخراجهم من العبودية لفرعون .. إلى عبودية الله سبحانه ..

فكانت مكافأتهم لجميله وإحسانه هي : معصيته والنكال عن أوامره .. والإساءة له .. والزوغان عن عبادة الله الواحد الأحد .. والإقبال على عبادة العجل والأصنام .. تقليدا لعبدة الأصنام .. وانبهارا وإعجابا بها .. والاستهانة بنبيهم .. وعدم احترامه .. ولا تقديره !!!

( وَجَٰوَزۡنَا بِبَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ ٱلۡبَحۡرَ فَأَتَوۡاْ عَلَىٰ قَوۡمٖ يَعۡكُفُونَ عَلَىٰٓ أَصۡنَامٖ لَّهُمۡۚ قَالُواْ يَٰمُوسَى ٱجۡعَل لَّنَآ إِلَٰهٗا كَمَا لَهُمۡ ءَالِهَةٞۚ قَالَ إِنَّكُمۡ قَوۡمٞ تَجۡهَلُونَ ) .. الأعراف 138

بل الاستخفاف به .. ومخاطبته بكل جلافة وغلظة .. وصفاقة ووقاحة .. حينما طلب منهم دخول الأرض المقدسة .. لتكون وطنا مستقلا .. خالصا لهم .. بعيدا عن سيطرة فرعون وجنوده ..

( يَٰقَوۡمِ ٱدۡخُلُواْ ٱلۡأَرۡضَ ٱلۡمُقَدَّسَةَ ٱلَّتِي كَتَبَ ٱللَّهُ لَكُمۡ وَلَا تَرۡتَدُّواْ عَلَىٰٓ أَدۡبَارِكُمۡ فَتَنقَلِبُواْ خَٰسِرِينَ ﴿٢١﴾ قَالُواْ يَٰمُوسَىٰٓ إِنَّ فِيهَا قَوۡمٗا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدۡخُلَهَا حَتَّىٰ يَخۡرُجُواْ مِنۡهَا فَإِن يَخۡرُجُواْ مِنۡهَا فَإِنَّا دَٰخِلُونَ ﴿٢٢﴾ …

قَالُواْ يَٰمُوسَىٰٓ إِنَّا لَن نَّدۡخُلَهَآ أَبَدٗا مَّا دَامُواْ فِيهَا فَٱذۡهَبۡ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَٰتِلَآ إِنَّا هَٰهُنَا قَٰعِدُونَ ﴿٢٤﴾ .. المائدة

ولكن الله الرقيب العتيد .. عاقبهم بمسخهم قردة وخنازير .. جزاء كفرهم ونقضهم مواثيقهم .. وعتوهم وبغيهم وظلمهم .. وسفاهتهم وفجورهم .. وطغيانهم !!!..

( فَلَمَّا عَتَوۡاْ عَن مَّا نُهُواْ عَنۡهُ قُلۡنَا لَهُمۡ كُونُواْ قِرَدَةً خَٰسِ‍ِٔينَ ) الأعراف 172.

  ثم جاء التيه في صحراء سيناء أربعين سنة ..

( قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيۡهِمۡۛ أَرۡبَعِينَ سَنَةٗۛ يَتِيهُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِۚ فَلَا تَأۡسَ عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡفَٰسِقِينَ﴿٢٦﴾ المائدة ..

ومع كل هذه العقوبات الربانية المتوالية .. والمتعاقبة !!!!..

فإنهم لم يتعظوا .. ولم يعتبروا .. ولم يتوقفوا لحظة واحدة .. عن الكيد للمؤمنين والنبيين .. ومحاربتهم ..

بل تمادى بهم الأمر .. وبلغت بهم الجراءة .. أنه كلما جاءهم نبي .. كذبوه وقتلوه !!!

( فَبِمَا نَقۡضِهِم مِّيثَٰقَهُمۡ وَكُفۡرِهِم بِ‍َٔايَٰتِ ٱللَّهِ وَقَتۡلِهِمُ ٱلۡأَنۢبِيَآءَ بِغَيۡرِ حَقّٖ وَقَوۡلِهِمۡ قُلُوبُنَا غُلۡفۢ بَلۡ طَبَعَ ٱللَّهُ عَلَيۡهَا بِكُفۡرِهِمۡ فَلَا يُؤۡمِنُونَ إِلَّا قَلِيلٗا ) النساء 155.

فإذا كانوا يقتلون الأنبياء .. الذين هم صفوة البشر .. وخيرة الخلق !!!..

فهل سيتورعون عن قتل أدنى منهم ؟!

هذا هو تاريخهم الأسود .. الحافل بالإجرام .. والقتل والغدر .. والخيانة والتطاول على الله .. ووصفه بأوصاف مهينة .. لا تليق بجلال عظمته سبحانه !!!

( لَّقَدۡ سَمِعَ ٱللَّهُ قَوۡلَ ٱلَّذِينَ قَالُوٓاْ إِنَّ ٱللَّهَ فَقِيرٞ وَنَحۡنُ أَغۡنِيَآءُۘ ) آل عمران 181.

هذه هي صفاتهم الذميمة، القبيحة ، القميئة، وسوء أدبهم مع خالقهم ، الذي فضلهم على العالمين، وأغدق عليهم نعماً كثيرةً، لا تعد ولا تحصى ، ونجاهم من فرعون .. الذي كان يقتل أبناءهم ، ويستحيي نساءهم !!!

( وَإِذۡ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوۡمِهِۦ يَٰقَوۡمِ ٱذۡكُرُواْ نِعۡمَةَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ إِذۡ جَعَلَ فِيكُمۡ أَنۢبِيَآءَ وَجَعَلَكُم مُّلُوكٗا وَءَاتَىٰكُم مَّا لَمۡ يُؤۡتِ أَحَدٗا مِّنَ ٱلۡعَٰلَمِينَ ) المائدة 20 ..

( وَإِذۡ أَنجَيۡنَٰكُم مِّنۡ ءَالِ فِرۡعَوۡنَ يَسُومُونَكُمۡ سُوٓءَ ٱلۡعَذَابِ يُقَتِّلُونَ أَبۡنَآءَكُمۡ وَيَسۡتَحۡيُونَ نِسَآءَكُمۡۚ ) الأعراف 141.

بل تمادت بهم الوقاحة ، والبجاحة ، أن اجترؤوا على الله العظيم ، فطلبوا من موسى عليه السلام ، بكل فجاجة .. وغباء .. وسفالة .. وسوء أدب .. أن يروه جهرة .. سبحانه جل شأنه !!!

( فَقَالُوٓاْ أَرِنَا ٱللَّهَ جَهۡرَةٗ فَأَخَذَتۡهُمُ ٱلصَّٰعِقَةُ بِظُلۡمِهِمۡۚ ثُمَّ ٱتَّخَذُواْ ٱلۡعِجۡلَ مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَتۡهُمُ ٱلۡبَيِّنَٰتُ ) النساء 153.

فمن يجترئ على الله سبحانه، ويتطاول عليه، ويتشرط على نبيه، شروطا تعجيزية، واختبارية، كي يؤمنوا به!

أيثقل أو يكبرعليهم .. أن لا يجترؤوا على خلقه .. ويستكبروا .. ويتعالوا عليهم ؟؟؟!!!

خاصة وأنهم يعتقدون في قرارة نفوسهم .. أنهم شعب الله المختار !!!

( وَقَالَتِ ٱلۡيَهُودُ وَٱلنَّصَٰرَىٰ نَحۡنُ أَبۡنَٰٓؤُاْ ٱللَّهِ وَأَحِبَّٰٓؤُهُۥۚ قُلۡ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُمۖ بَلۡ أَنتُم بَشَرٞ مِّمَّنۡ خَلَقَۚ )المائدة 18.

كانت آخر أعمالهم الخسيسة الدنيئة .. وآخر مكرهم .. وكيدهم ..لآخر رسول من بني قومهم !!!

هو اجتراؤهم على المسيح بن مريم عليه السلام .. والتخطيط لقتله .. مع سبق الإصرار والترصد !!!

لولا أن الله رفعه إليه ، وحماه من بين أيديهم ، الملطخة بدماء النبيين السابقين ، وأوقع بين أيديهم الآثمة ،  شخصا شبيها به !!!

فقتلوه .. وصلبوه تشفيا .. وتنفيسا لحقدهم على المسيح بن مريم .. وهم يظنون أنهم قتلوا المسيح .. وتخلصوا منه .. لأنه كان يدعوهم إلى توحيد الله .. وما يريدون إلا الشرك بالله !!!

( وَقَوۡلِهِمۡ إِنَّا قَتَلۡنَا ٱلۡمَسِيحَ عِيسَى ٱبۡنَ مَرۡيَمَ رَسُولَ ٱللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمۡۚ وَإِنَّ ٱلَّذِينَ ٱخۡتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكّٖ مِّنۡهُۚ مَا لَهُم بِهِۦ مِنۡ عِلۡمٍ إِلَّا ٱتِّبَاعَ ٱلظَّنِّۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينَۢا ﴿١٥٧﴾ بَل رَّفَعَهُ ٱللَّهُ إِلَيۡهِۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمٗا ﴿١٥٨﴾ النساء .

هذا هو حالهم .. وهذا هو شأنهم مع أنبيائهم .. من بني جلدتهم من بني إسرائيل ! ومع ذلك فعلوا معهم الأفاعيل المشينة .. من تكذيب .. واضطهاد .. وتنكيل .. وقتل .. وسفك لدمائهم الطاهرة .. الزكية .. البريئة !!!..

وما كان ذنبهم .. إلا أنهم آمنوا بالله الواحد الأحد .. ودعوهم لعبادته دون سواه ..

فكيف سيكون حالهم مع نبي من غير جنسهم !!!

ومع رسول عربي .. هو خاتم الرسل ؟؟؟!!!

هذا ما سنستعرضه في الجزء الثاني بإذن الله تعالى ..

(المصدر: رسالة بوست)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى