مقالاتمقالات المنتدى

إلى من يلوم حماس

إلى من يلوم حماس

 

بقلم د. عبدالله المشوخي (خاص بالمنتدى)

 

هذه الخاطرة موجهة تحديدا لمن يلوم المقاومة أو يعتب عليها لقيامها بما حدث يوم السابع من أكتوبر عندما اقتحمت غلاف غزة، وهل كانت تتوقع حجم ردة فعل الكيان الصهيوني؟ وهل كانت تتوقع ما حل بأهلنا في غزة العزة من مصائب جمة؟.

للإجابة على هذا السؤال اطرح العديد من الأسئلة التالية:

هل قادة العدو الذين يملكون مراكز بحثية استراتيجية ومعلومات استخبارية متطورة وأقمار صناعية وتقنيات وتكنولوجيا معاصرة ومراكز تجسس وأجهزة تخطيط.. الخ؟
هل كانو يتوقعون أن دخولهم لغزة سيكلفهم خسائر جسيمة في العتاد والجنود؟.

هل كانوا يتوقعون أن المقاومة تملك قذائف من صنعهم تستطيع تدمير أقوى دباباتهم المحصنة؟.

هل كانوا يتوقعون أن الحرب ستمتد لأشهر طويلة ؟.

هل كانو يتوقعون أن تحقيق أهدافهم ستصبح في مهب الريح ؟.

هل كانوا يتوقعون أن محكمة العدل الدولية ستدينهم وتشهر بهم؟.

هل كانوا يتوقعون أن اليمن والعراق ولبنان سيشارك في المعركة بمناوشات توثر على اقتصادهم؟٠

هل كانوا يتوقعون مظاهرات تدينهم عبر دول العالم بهذا الحجم؟ .

هل كانوا يتوقعون احتجاجات طلابية في أمريكا وسائر دول أوروبا وبينهم طلاب يهود ينددون بالكيان الصهيوني ويطالبون بدولة للفلسطينيين بهذا الزخم؟.

هل كانوا يتوقعون أنهم سيصبحون منبوذين في العالم وأن كلمة يهودي أصبحت تعادل كلمة نازي؟.

هل كانوا يتوقعون تباين في مواقفهم على كافة المستويات من طوفان الأقصى؟.

هل كانوا يتوقعون أن قضية فلسطين ستعود إلى زخمها وأهميتها بعد أن كادت أن تصبح نسيا منسيا؟.

هل كانوا يتوقعون ان دولتهم أصبحت في مهب الريح من الناحية الأمنية والرفاهية ليهود العالم بعد أن كانت محطة آمالهم واستقرارهم ورفاهيتهم؟٠

في الختام إن مستقبل الأمور لأي أمر من الأمور لا يعلمه إلا الله رغم التخطيط والأخذ بكافة الأسباب وعلى سبيل المثال الذين صنعوا مكوك الفضاء (تشالنجر) ما كانوا يتوقعون أنه سينفجر بعد انطلاقه بـ٧٣ ثانية لظنهم أنهم اتخذوا كافة تدابير سلامة انطلاقه .

كذلك سفينة الركاب الإنجليزية (تايتنك) العملاقة العابرة للقارات تحطمت بجبل جليدي بعد مرور أربعة أيام من انطلاقها رغم صناعتها على أيدي أمهر المهندسين وأكثرهم خبرة وزودت بأعلى معايير السلامة..

وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطط ليوم بدر من أجل الظفر بالعير لكن مشيئة الله أرادت غير ذلك وحدثت معركة بدر التي سماها الله بالفرقان ليقضي الله أمرا كان مفعولا لتبقى مشيئة الله هي الغالبة مصداقا لقوله سبحانه تعالى: {وما تشاؤون إلا أن يشاء الله}.

فلا يقع في هذا الكون شيئا إلا وفق مشيئته سبحانه وتعالى، ولا يعني ذلك عدم الأخذ بالأسباب، والإنصاف يقتضي الوقوف مع المقاومة صفا واحدا وفي خندق واحد لاسيما والمعركة دائرة في أوجها وليس من الحكمة اللوم أو العتاب في هذا الوقت بالذات .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى