إقرار الإسلام لحقوق أتباع الأديان الأخرى على ضوء صحيفة المدينة
إعداد أسعير البشير
تعتبر صحيفة المدينة ميثاقًا تاريخيًّا تَضَمَّن إقرار الإسلام بحقوق أهل الأديان الأخرى من يهود ووثنيين، وفي الوقت نفسه يمكن اعتبار هذه الوثيقة التاريخية أقدم معاهدة بين المسلمين وغير المسلمين، سواء من حيث شموليتها للحقوق المتعارف عليها بين البشر، بما في ذلك حق الاعتقاد، أو من حيث تأسيسها لقواعد السلم والتعايش بين أفراد المجتمع الواحد، بغض النظر عن انتماءاتهم العرقية والدينية، وهو ما يسمى في الوقت المعاصر حق المواطنة في الدول الديمقراطية.
وعلاوة على هذا، يمكن اعتبار صحيفة المدينة أيضًا وثيقة تؤرخ للأديان التي انتشرت في شبه الجزيرة العربية، ولا سيما اليهودية والنصرانية، فضلًا عن الديانة الوثنية التي تعتبر الأقدم رسوخًا في هذه الرقعة الجغرافية من العالم، ولذلك فإن إقرار الإسلام بحقوق أتباع هذه الأديان كان منطلقه واقعيًّا؛ فاليهود إلى جانب النصارى والوثنيين، كان لهم وجود سابق في التاريخ، وكانوا يعيشون في المنطقة العربية منذ قرون طويلة.
(المصدر: مركز نماء للبحوث والدراسات)