نظم مركز ابن أبي الربيع السبتي للدراسات اللغوية والأدبية، التابع للرابطة المحمدية للعلماء، بتعاون مع فرقة البحث الأدبي والسيميائي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان ــ المغرب، ندوةً علمية دولية في موضوع “أصول البيان في فهم الخطاب القرآني وتأويله” يومي الأربعاء والخميس5 و 6 من ربيع الأول 1437ه بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان.
وذكرت “صحيفة دنيا الوطن” أنه قد شارك في فعاليات هذه الندوة عدد من العلماء والباحثين من الجزائر، والمملكة العربية السعودية، إضافة إلى المغرب، وتوزعت أشغالها على جلسة افتتاحية، تلتها ثلاث جلسات علمية، فجلسة ختامية.
افتُتحت أعمال هذه الندوة بآيات من كتاب الله تعالى تلاها الأستاذ عبد الواحد الصمدي، أعقبتها كلماتٌ ثلاثٌ, أولها للدكتور محمد سعد الزموري، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان، وثانيها للدكتور عبد الرحمن بودرع، منسق اللجنة المنظمة وفرقة البحث الأدبي والسيميائي بالكلية, وثالثها للدكتور محمد الحافظ الروسي، رئيس مركز ابن أبي الربيع السبتي للدراسات اللغوية والأدبية.
ثم كان موعد الحضور مع محاضرة افتتاحية ألقاها الدكتور الشاهد البوشيخي، رئيس مؤسسة البحوث والدراسات العلمية، في موضوع عنونه بـ”نحو تصور أولي لمشروع بناء علم أصول بيان القرآن”.
رأس الجلسة العلمية الأولى الدكتور محمد الحافظ الروسي، رئيس مركز ابن أبي الربيع السبتي بتطوان.
قُدّمت في هذه الجلسة ورقتان بحثيتان كانت أولاهما بعنوان “بين أيدي البيان والخطاب والنص والتفسير والتأويل: نحو ضبط أولي للمفاهيم والمصطلحات” للدكتور عبد القادر سلامي، الأستاذ بجامعة تلمسان بالجزائر، عُني فيها بالتوقف عند مصطلحات البيان، والنص، والخطاب، والتفسير، والتأويل، في أصل وضعها اللغوي، وفي معانيها الاصطلاحية عند عدد من العلماء والباحثين العرب والأجانب.
بعد ذلك تناولت الكلمة الدكتورة فاطمة الزهراء الناصري، الباحثة بمركز الدراسات القرآنية التابع للرابطة المحمدية للعلماء، في موضوع “حدود اللغة العربية وعلومها في فهم لسان القرآن الكريم وتأويله”.
الجلسة العلمية الثانية كانت برئاسة الدكتور محمد مفتاح، أستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان, وكان أول المتدخلين في هذه الجلسة الدكتورة سعاد الناصر، الأستاذة بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان، وقد تحدثت في موضوع “بلاغة القصّ في سورة طه”.
أما المداخلة الثانية في هذه الجلسة فكانت للدكتور عبد الله بن محمد بن جار الله النغيمشي، الأستاذ بجامعة القصيم بالمملكة العربية السعودية، وكانت بعنوان “التأثير والتأثر بين المعنى والصنعة النحوية عند ابن جرير الطبري في تفسيره”.
تلته مداخلة الدكتور عدنان أجانة، الأستاذ الباحث بأكاديمية التربية والتعليم بكلميم، في موضوع “النحو العربي والقرآن الكريم، قراءة في حدود العلاقة وآفاقها”، أما الدكتور عبد الله بن سرحان القرني من جامعة أم القرى بمكة المكرمة فقدم بحثا بعنوان “الأصول النحوية والصرفية في تأويل القرآن: معاني القرآن وإعرابه أنموذجا”، أثبت فيه أن مذهب أبي إسحاق الزجاج في الاشتقاق لا يصلح لأن يؤسَّسَ عليه علم التفسير، مستدلا على هذه الخلاصة بقراءة نماذج من كلام الزجاج في اشتقاق بعض الكلمات يؤكد مبالغة الرجل في هذا الجانب وابتعاده عن الصواب.
وجاءت الجلسة العلمية الثالثة برئاسة الدكتورة سعاد الناصر، أستاذة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان, قدمت في هذه الجلسة أربع ورقات علمية، أولها للدكتور راشد بن حمود بن راشد الثنيان، من كلية الزلفى بالمملكة العربية السعودية، بعنوان “كتب الغريب وأثرها في فهم القرآن، تفسير غريب القرآن لابن قتيبة أنموذجا”، بعد ذلك أُعطيَ الكلمةَ الدكتور نصر الدين وهابي، الأستاذ بجامعة الشهيد حمّه لخضر، الوادي بالجزائر، فقدّم بحثه الموسوم بـ”التوجيه النحوي للشاذ في لغة القرآن الكريم”.
أما المداخلة الموالية فكانت للدكتور عبد الرحمن بودرع، الأستاذ بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان، وتمحورت حول “النسق والبنية في دراسة النص القرآني واستجلاء بيانه”.
وخُتمت هذه الجلسة بمداخلة للدكتور محمد الفرجي، الأستاذ بكلية اللغة العربية بمراكش، عنوانها “السياق موجها دلاليا في التفسير اللغوي بالغرب الإسلامي، البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي أنموذجا”.
وبعد هذه الجلسات العلمية المفيدة التي تخللتها مناقشات علمية صريحة وجادة من لدن الأساتذة الباحثين والطلبة، ونُظم على هامشها معرضٌ لبعض منشورات الرابطة المحمدية للعلماء، أنهت الندوة أشغالها بجلسة ختامية ترأسها الدكتور عبد الرحمن بودرع، تُليتْ فيها آيات قرآنية كريمة، وقدم فيها الدكتور راشد الثنيان كلمة باسم الضيوف المشاركين في الندوة، ثم قرأ الدكتور عدنان أجانة ما أسفرت عنه الجلسات العلمية من توصيات، ومنها:
1- العنايةُ بوضع دليل شامل لما طُبع أو نُشرَ من المؤلفات المهتمة بأصول البيان القرآني.
2- جرد شامل لما لم يُطبَعْ من التفاسير المَخطوطَة المنتشرة في خَزائن المكتبات العالَمية.
3- التفكير في تأسيس خليةِ بحث يُعهَد إليْها النظر في اختيار من يضطلع بالتأصيل للدراسات القرآنية.
4- التواصُل والتعاقُد بعَقْد الشراكات والتعاوُن مع مؤسسات ومراكز ذات اهتمام مشترَك، بالخطاب القرآني وأصول بيانه.
5- رقمنة جميع ما طُبع ونُشرَ من مؤلفات ودراسات مرتبطة بالقرآن الكريم من الناحية البيانية.
6- الحرصُ على طَبْع بحوث الندوة ونشرها لتيسير تداولها والإفادَة منها.
7- السماح للمتفوقين من طلاب الدكتوراه بالمشارَكَة بورقات علمية، لاستطلاع قدراتهم واكتشاف مواهبهم البحثية المبكرة لتطويرها وتقديمها للناس.
8- الحرص على عَقد ندوة دولية في بلاغة القرآن ولغته مرة في كل سنة.
9- الحرص على تنظيم ورشات مصاحبة للندوة لإعداد مشاريع علمية في محاور كل ندوة.
المصدر: مركز تفسير للدراسات القرآنية.