مقالاتمقالات المنتدى

إغاثة المنكوبين واجبة علی كلّ القادرين

إغاثة المنكوبين واجبة علی كلّ القادرين

بقلم أ.د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)

قال تعالى: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ﴾ وقال تعالی: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾ وقال تعالی: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ وقال تعالى: ﴿وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ﴾ وقال ﷺ: {ما تَصَدَّقَ أحَدٌ بصَدَقَةٍ مِن طَيِّبٍ وَلا يَقبَلُ اللَّهُ إلَّا الطَّيِّبَ إلَّا أخَذَها الرَّحمَنُ بيَمِينِهِ وإن كانَت تَمرَةً فَتَربُو في كَفِّ الرَّحمَنِ حتَّى تَكُونَ أعظَمَ مِنَ الجَبَلِ كما يُرَبِّي أحَدُكُم فَلُوَّهُ أو فَصِيلَهُ} وقال ﷺ: {السَّاعِي عَلَى الأرمَلَةِ وَالمِسكِينِ كَالمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَكَالقَائِمِ لَا يَفتُرُ وَكَالصَّائِمِ لَا يُفطِرُ} وقال ﷺ: {وَمَن كانَ فِي حَاجَةِ أخِيهِ كانَ اللّهُ فِي حَاجَتِهِ وَمَن فَرَّجَ عَن مُسلِمٍ كُربَةً فَرَّجَ اللّهُ عَنهُ كُربَةً مِن كُرُبَاتِ يَومِ القِيَامَةِ} وقال ﷺ: {تَرَى المُؤمِنِينَ فِي تَراحُمِهِم وتَوادِّهِم وتَعاطُفِهِم كَمَثَلِ الجَسَدِ إذا اشتَكَى عُضوًا تَداعَى لهُ سائِرُ جَسَدِهِ بالسَّهَرِ وَالحُمَّى}

إنّ إغاثة المنكوبين خلق إسلاميّ قويم وقد كانت حياة خاتم النّبيّين محمّد ﷺ خير مثال يحتذى به في هذا الصّدد ولا سيّما إغاثة الملهوفين وتقديم العون لمن يحتاج إليه وعرف بذلك قبل البعثة النّبويّة حين نزل عليه جبريل الأمين لأوّل مرّة فقال لخديجة رضي اللّه عنها: {قَد خَشِيتُ عَلى نَفسِي} فقالت له: (كَلَّا أبشِر فَوَاللَّهِ لا يُخزِيكَ اللَّهُ أبَدًا إنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ وَتَصدُقُ الحَدِيثَ وتَحمِلُ الكَلَّ وَتَقرِي الضَّيفَ وَتُعِينُ عَلى نَوَائِبِ الحَقِّ) إنّ مساعدة المنكوبين في الثّغر بأرض المحشر والمنشر فرض كفاية! وكم نحن بحاجة اليوم لاستشعار معاني الأخوّة الإيمانيّة في وقت تعالت فيه آهات المرضی والعجزة والنّسوة الثّكالی بقطاع غزّة العزّة! قال ﷺ: {مَن جَهَّزَ غَازِيًا في سَبيلِ اللَّهِ فقَدْ غَزَا وَمَن خَلَفَ غَازِيًا في سَبيلِ اللَّهِ بخَيرٍ فقَد غَزَا} بيّن لنا ﷺ في هذا الحديث بأنّ من أعان مربطًا بأن هيّأ له أسباب الثّبات فإنّ له مثل أجره دون أن ينقص من ثوابه شيء! لأنّ المرابط لا يستطيع الصّمود إلا بعد أن يكفى العمل فأصبح كلّ من أعان المرابطين في الثّغر مشاركًا لهم في العمل والأجر!

اقرأ أيضا: غزّة أعظمُ مدرسةٍ في العصر الحديث:

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى