مقالاتمقالات المنتدى

إجابة المسلم السّائل عن قنوت النّوازل! (الحلقة الثّانية)

إجابة المسلم السّائل عن قنوت النّوازل! (الحلقة الثّانية)

بقلم: أ.د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)

يشرع قنوت النّوازل في جميع الصّلوات وهو من السّنن الثّابتة عن نبيّنا سيّد السّادات ﷺ فعن أنس بن مالك رضي اللّه عنه قال: (بَعَثَ رَسولُ اللّهِ ﷺ سَبْعِينَ رَجُلًا لِحَاجَةٍ يُقَالُ لهمُ القُرَّاءُ فَعَرَضَ لهمْ حَيَّانِ مِن بَنِي سُلَيْمٍ رِعْلٌ وذَكْوَانُ عِنْدَ بئْرٍ يُقَالُ لَهَا بئْرُ مَعُونَةَ فَقالَ القَوْمُ وَاللَّهِ ما إيَّاكُمْ أرَدْنَا إنَّما نَحْنُ مُجْتَازُونَ في حَاجَةٍ للرّسول ﷺ فَقَتَلُوهُمْ فَدَعَا عليهم الرّسول ﷺ شَهْرًا في صَلَاةِ الغَدَاةِ وَذلكَ بَدْءُ القُنُوتِ وَما كُنَّا نَقْنُتُ! وَسَأَلَ رَجُلٌ أنَسًا عَنِ القُنُوتِ أبَعْدَ الرُّكُوعِ أوْ عِنْدَ فَرَاغٍ مِنَ القِرَاءَةِ؟ فَقالَ: لا بَلْ عِنْدَ فَرَاغٍ مِنَ القِرَاءَةِ) والمراد بالنّوازل التي يُشرع فيها الدّعاء في الصّلوات: كلّ ما كان مُتعلّقًا بعموم المسلمين! وإنّ محلّ قنوت النّوازل هو بعد الرّفع من الرّكوع في آخر ركعة في جميع الصّلوات المفروضة فعن ابن عبّاس رضي اللّه عنهما: (قَنَتَ رسولُ اللّهِ ﷺ شهرًا مُتتابعًا في الظّهر وَالعصر وَالمغرب وَالعشاء وَصلاة الصّبح في دُبُر كلّ صَلاة إذا قال: سَمع اللّهُ لمن حَمده من الرّكعة الأخيرة يَدعو على أحياء من بَني سليم على رَعل وَذَكوان وَعصيّة وَيؤمّن من خَلفه وَكان أرسَلَ يَدعوهم إلى الإسلامِ فَقتلوهم) يقول الحافظ ابن حجر: (والحكمة في جعل قنوت النّازلة في الاعتدال دون السّجود مع أنّ السّجود مظنّة الإجابة كما ثبت: {أقرَب ما يكونُ العَبد مِن رَبّه وَهو ساجِد} وثبوت الأمر بالدّعاء فيه أنّ المطلوب من قنوت النّازلة أن يشارك المأموم الإمام في الدّعاء ولو بالتّأمين ومن ثمّ اتّفقوا على أنّه يجهر به) قال الإمام ابن تيمية: (والدّعاء على جنس الظّالمين من الكفّار مشروع ومأمور به وشرع القنوت والدّعاء للمؤمنين) ومن الجدير بالذّكر أنّ للإمام أن يدعو عند كلّ نازلة بالدّعاء المناسب لتلك النّازلة وليس هناك أدعية محدّدة في النّوازل بل يدعو المصلّي في كلّ وقت بما يناسب الحال منذ أن تقع المصيبة حتّی تزول! اللّهمّ ربّنا كن في عون المنكوبين الصّابرين!

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى