كتاباتكتابات المنتدى

أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ ٱلْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِى بُرُوجٍۢ مُّشَيَّدَةٍۢ

أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ ٱلْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِى بُرُوجٍۢ مُّشَيَّدَةٍۢ

 

بقلم د. عمر عبدالله (خاص بالمنتدى)

 

من أجمل الأشياء وأقواها في تثبيت العقيدة لدى الفرد المسلم، هو القرآن الكريم..
وهذا جزء من نص في سورة النساء، يخاطب في مطلعه كل الذين يخافون من القتال، مَظَنّة الموت فيه، فيمتنعوا عنه.. فيقول الله سبحانه، إن ظننتم أنّ عدم قتالكم سيمنعكم من الموت، وينجيكم منه، فأنتم مخطئون، لأن الموت قادم لا محالة إليكم، ولا هروب منه، سواء كان في القتال، أو في الفراش.. فهذا الموت الذي تحاولون الهروب منه، حتى لو حبستم أنفسكم واختفيتم منه في أكثر الأماكن تحصيناً، فإنه سيأتيكم حينما يستوفي الأجل..
فلا الهروب من القتال ينجيكم من الموت، ولا الاختباء في أكثر الأماكن تحصيناً.. يطيل في أعماركم..
هذا الفهم القرآني الجميل لمسألة الحياة والموت، بكل تأكيد يعزز الإيمان في قلب الفرد المسلم.. ونموذج خالد بن الوليد رضى الله عنه، من خير النماذج التي تتناول مسألة النجاة من الموت لو هرب الإنسان من القتال.. فقد خاض زهاء مائة معركة، ولكنه لم يقتل في واحدة منها، رغم الإصابات العديدة التي نالت منه.. فأين الموت منه فيها..؟؟
والذي يتابع قصص أهل غزة الأبطال، في جهادهم وثباتهم وصبرهم، يرى بعض النماذج كيف تصنع الموت لعدوها، ولكنها لم تمت أو تقتل في ذات الموقف، والذي في ظاهره أن الموت قادم نحوهم.. وهناك من النماذج التي شاهدها أغلب العالم على شاشات التلفزة، كيف يخرج من تحت الأنقاض، رافعاً علامة النصر، ولم يقتل في حادث الاستهداف أو المجزرة التي حدثت، وقد نجا منها بأقدار الله سبحانه.. فهو المحيي.. وهو المميت.. فمن كتب الله له القتل في الميدان.. فهذا قد نال كرم الشهادة من الله سبحانه.. ومن لم يمت بالقصف أو برصاص قناصة العدو، رغم استهدافه، فهذا لأن الله سبحانه، كتب له أجلاً لم يحن موعده بعد..
فيا كل أهلنا الصابرين، شهداء وأحياء.. من العقيدة الصحيحة، والإيمان السليم، هو الإيمان بالقضاء والقدر، خيره وشره.. فمنى قضى الله عليه القتل في ملحمة الشرف والعزة في غزة، فقد فاز، وتحقق قدر الله فيه.. ومن لم يشأ الله له بعد، أن يقتل في هذه الملحمة البطولية، فسيبقى حتى لو أطلقت عليه كل قذائف الدنيا، أو رصاصات العدو الغادرة.. فلكل أجل كتاب.. فإذا جاءت لحظة المغادرة، فإن الصواريخ والقذائف والرصاص، ما هي إلا أسباب للانتقال من الحياة الدنيا، إلى جنة عرضها السموات والأرض.. ففي ملك الله، لا يحدث إلا ما أراد الله.. فقد كتب الله سبحانه، أنه لم تمت نفس، قبل أن تستوفي أجلها..
اللهم ثباتاً على الحق.. وغلبة في الميدان.. ونصرة على يهود.. صباحكم صباح العقيدة الراسخة.. صباحكم صباح غزة.. تواصل قتالها بمعيّة الله.. فتنتصر بإذن الله ✌️✌️

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى