مقالاتمقالات المنتدى

أيُّ الفريقين أحقُّ بوصْف التخلُّف

أيُّ الفريقين أحقُّ بوصْف التخلُّف

 

بقلم الشيخ محمد الصادق مغلس (خاص بالمنتدى)

التمسك بالدِّين هو حبلُ نجاتِنا من أزماتنا ، وهو سرُّ قوَّتنا في ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا ، فعندما كان معظم المسلمين مُتمسِّكين بدينهم ، مُمتَثِلين في حياتهم لكتاب ربهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم ، وكان شرعُ الله مرجعيتهم في شؤونهم ، كانوا سادة الأمم في شتى المجالات ومنها مجالات الدنيا ، ولما ضعفتْ علاقتنا بديننا وغزَتْنا أُطروحاتُ وجيوشُ الأعداء ورضَخَ الكثير لذلك ، أصبحنا كالقصعة على المائدة ، وأصبحنا تابعين لِأراذِل الخلْق .

والمنافقون في صفوفنا لا يَفْتُرون ولا يَمَلُّون من تشويه ماضينا المشرق ويَصِفُونَ من يدعو للتمسك بالدِّين والعودة إلى عزة الماضي بالمتخلف والرجعي ، ويمدحون العصر الحاضر الذي أصبحنا فيه مستضعفين مضطهدين والفوضى تملأ فيه بلاد المسلمين .. يمدحونه بأنَّه عصر التقدُّم والتحضُّر ، وأنًَه العصر الذي وصلَ فيه الإنسان – بزعمهم – إلى أرقى الأُطروحات . فأيّّ الفريقين أحقُّ بوصْف التخلف والرجعية ؟!

ويُواصِل المنافقون إشاعة الشبهات بين المسلمين ، ويَدعُون إلى الانسلاخ من الدين باسم مراجعة التراث ، ويُنكِرون السنة كلها أو بعضها ، وينادون بالتحرر من أحكام الشريعة التي جاءت لمصلحة الخَلْق ، ويقيمون لمحاولة تحقيق ذلك البرامج والندوات والدورات والمؤتمرات عبر شتى وسائل الإعلام ، وهم بذلك الطابور الخامس الذي يُعِينُ أعداءنا علينا وإن زعموا كاذبين أنَّهم منا ، فمَن سعى لإبعاد الناس عن دينهم فهو داعيةُ ضلالٍ وخرابٍ وتخلُّفٍ وتمزيقٍ للأمة ، ولكن هيهات هيهات، فالله لهم بالمرصاد ، وصدق الله القائل : (يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) التوبة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى