مقالاتمقالات المنتدى

أيها المصلحون: اتحدوا

أيها المصلحون: اتحدوا

بقلم الشيخ: أنور الخضري (خاص بالمنتدى)

أيُّها الثوَّار ضدَّ الظلم والفساد،
أيُّها المقاومون للعدوان والبغي،
أيُّها المقاتلون لأجل الحق والعدل،
مِن عدل الله تعالى أنَّه جعل سنن الإصلاح، والثورة، والمقاومة، والحرب، سننًا واضحة، متاحة لكم ولأعدائكم، فمَن أخذ بها ظفر وانتصر، ومَن أهملها خسر وانكسر،
ومِن هذه السنن (وحدة الصف)،
عندما أراد الدعاة إصلاح أوضاع بلدانهم، مع اختلاف مناهجهم ومواقفهم وصفِّهم، فشلوا رغم مسار نصف قرن مِن الجهود،
وعندما أراد الرجال الثورة على أنظمة الجور والفساد والاستبداد، مع اختلاف مناهجهم ومواقفهم وصفِّهم، فشلوا رغم تضحياتهم الكبيرة جميعًا،
أمَّا عندما اتَّحد الناس في الثورات، كثورة مصر مثلا، لم يستغرقهم إسقاط نظام حسني مبارك البائد سوى (١٧) يوما، من ٢٥ يناير وحتى ١١ فبراير ٢٠١١م، وكأنه حلم وزال،
وعندما اتَّحدت فصائل النضال بغزززة في مقاومة المحتلِّ مع الحاضنة الشعبية أفشلوا عدوان الكيان المحتل مِن إحراز أيِّ نصر يذكر،
وعندما اتَّحدت تشكيلات المعارضة السورية ضدَّ نظام البعث النصيري حقَّقت نصرًا كاسحًا خلال ١٢ يوما، رغم أنَّهم في فترة سابقة أحاطوا بدمشق وهم مختلفون، فشاء الله أن يرتدَّ الأمر عليهم!
أيُّها الأحباب..
الاتِّحاد ليس أمرًا شاقًا، إنَّه أمر سهل، وهو الطريق الأقلُّ كلفة لمواجهة المخاطر والأعداء، لهذا قال تعالى: ((وَقَـٰتِلُوا۟ المشرِكِین كاۤفَّةࣰ كما یُقَـٰتِلُونَكم كَاۤفَّةࣰ واعلَمُوا أنَّ اللَّهَ مع المتَّقِینَ))، التَّوبَةِ: ٣٦.
أمَّا إن اخترتم أن تظلُّوا مفرَّقين.. سترتفع الكلفة مع أعدائكم، كما أنَّ احتمال أن تتواجهوا مع بعضكم كما تواجه الذين مِن قبلكم احتمال كبير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى