أيها المرابطون موعدكم جنات النعيم بإذن اللّه رب العالمين
بقلم أ.د. محمد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)
١. يقول اللّه تعالى: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ﴾ وقال النبي ﷺ: {عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن: إن أصابته سراء: شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء: صبر فكان خيرا له}! أيها الإخوة المرابطون -في الثغر- في أرض المحشر والمنشر إن مثل البلاء الذي نعيشه اليوم كعابر سبيل وهو بإذن مولانا القدير علی وشك الرحيل وهو سحابة صيف ستنقشع عما قليل ولو اطلعتم أيها الأحبة على الغيب لاخترتم الواقع لأن ما قدره اللّه وقضاه حتم ليس له دافع ٢. أقسم باللّه الرحمن التواب المنان إن الخير في كل ما يختار اللّه لنا هو مولانا أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا ومنه لم ولن نقطع رجاءنا ما دام ذلك كذلك فلنصبر علی البلية ولنستغفر من المعصية ولنشكر علی العطية ولولا البلاء نسأل اللّه المعافاة لوردنا في يوم القيامة فقراء من الحسنات لأن بضاعة كثير منا من الخير مزجاة وهذه الدنيا لا تدوم على حال ودوام الحال من المحال وصدق من قال: ضاقت فلما استحكمت حلقاتها: فرجت وكنت أظنها لا تفرج! ٣. سئل الإمام الشافعي: ما الأفضل للمؤمن أن يبتلی أم أن يمكن؟ فأجاب: [لا يمكن إلا بعد أن يبتلى]! نعم أخي المحترم لقد ابتلى اللّه يوسف ﷺ بالإلقاء في غيابة البئر ثم أصبح بعد الابتلاء سيّدا للقصر والخازن بمصر وحينما رجع موسى ﷺ من مدين -وإذا صح التعبير- من المنفى أكرمه المولی بمعجزات أهمها العصا التي صارت حية تسعى وابتلى اللّه تعالی ذا النون ﷺ لكنه فرج عنه وتاب على يديه مائة ألف أو يزيدون وقالت مريم عليها السلام حين جاءها المخاض: ﴿يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَٰذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا﴾ ثم أكرمها ربها بعيسى ﷺ صديقا نبيا وقد رجع النبي ﷺ سيّد البشر والقائد المظفر من المهجر فاتحا مكة طائفا بالكعبة مستلما الحجر ونشر أصحابه الكرام دين اللّه في بلاد العرب والعجم والبربر ٤. لولا الصبر على البلاء لم يتميز الأتقياء عن السفهاء والسعداء عن الأشقياء والعلماء عن الجهلاء.. وإن من أسماء اللّه الصبور والغفور والشكور فالصبور: الذي لا يعجل بعقوبة المذنبين والغفور: الذي يقبل توبة عباده المنيبين والشكور: الذي يزيد من فضله الحامدين إن العطية في البلية والمنح بالمحن وفي الكربات كرامات أيها الإخوة والأخوات!