مقالاتمقالات مختارة

أين مشروع أهل السنة؟!

بقلم د. مدثر أحمد الباهي

الحمدلله القائل ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون، والصلاة والسلام على رسوله القائل ( إن العلماء ورثة الأنبياء).
أما بعد، فثمة سؤال كبير طالما طرحه المصلحون وتداولوه، والكثير منهم لم يتجاوزوه إلى ما بعد التداول ليجيبوا عنه؟
إنه السؤال عن مشروع أهل السنة، ماهو؟! شاهدت مقطعا في اليوتيوب لفضيلة الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة
أعجبني فيه تعاطيه لهذا السؤال بطريقة ذكية حيث تساءل ؟ أين المشروع العربي وتنبيهه في نفس الوقت لمشاريع بعض الأمم فمن جملة ماقاله(أمة محمد صلى الله عليه وسلم أمة القرآن الذي نزل القرآن بلغتها لا تملك مشروعا)وضرب أمثلة لمشاريع غير عربية تحيط بالمنطقة العربية، ثم قال (أين المشروع العربي أنا كمواطن عربي أريد مشروعا أفتخر به أنتمي إليه لا يوجد هذه مصيبة كبرى).
ولعلي في مقالي هذا أنسج على منواله ولكن بعبارة أصرح وأوضح وبخطاب موجه ومقصود أتساءل وغيري يتساءل وحق لنا هذا التساؤل إذا كان لليهود والنصارى مشروعا واضحا يعلمه كل يهودي ونصراني ويعمل له وكذا للصفوية الفارسية مشروعا واضحا يعلمونه ويعملون له، وكلهم أحرزوا فيه تقدما لا يخفى علينا جميعا ؟؟؟
فأين مشروع أمة محمد صلى الله عليه وسلم ؟؟
أين مشروع أهل السنة ؟؟
هلا فكرنا في الإجابة على هذا السؤال، ياترى من الذي يتوجب عليه أن يرسم ويبين لهذه الأمة مشروعها أو بعبارة أدق من المسؤل عن قيادة الأمة بمشروع واضح المعالم!!!
هنا يستوقفني الإمام العلامة ابن القيم عند أبيات من نونيته ليجيب فيقول
يامحنة الإسلام والقران من جهل الصديق وبغيه طغيان
الجهلُ داء قاتلٌ وشفاؤه أمران في التركيب متفقان
نص من القرآن أو من سنة وطبيب ذاك العالم الرباني
رحم الله ابن القيم حقا كما قال وطبيب ذاك العالم الرباني، إن المسؤل عن قيادة أمة محمد صلى الله عليه وسلم نحو مشروعها هم العلماء الربانيون، إن مشروع هذه الأمة مرسوم وموضوع بل واضح المعالم ومحدد الإجراءات، مشروع الأمة هو ما أبانه الله في كتابه وعلى لسان رسوله(ويكون الدين كله لله)، وإجراءاته عبر مشروعات تنخرط الأمة بمجموعها فيها كل ميسر لما خلق له، فمن المفترض أن يعلم كل مسلم أن لديه مشروعا يفتخر به وينتمي إليه وتكون رسالته في الحياة من خلال هذا المشروع فيحيا في ظلال هم يحمله وواجب يؤديه ورسالة يبلغها..
الأمة لديها مشروع دعوي
والأمة لديها مشروع علمي
والأمة لديه مشروع سياسي
والأمة لديها مشروع جهادي
إن من أقسى الحقائق وأشدها إيلاما أن قادة أمة محمد صلى الله عليه وسلم ممن كنا نظن أنهم من الربانيين أهملوا بعض تلك المشاريع ولم يولوها ما تستحقه من الجهد والاجتهاد والهم والاهتمام شغلوا أو تشاغلوا غفلوا أو تغافلوا نسوا أو تناسوا لا أدري أي وصف ينطبق عليهم؟؟؟
حتى وقعت الأمة فيما هي فيه من الحيرة والتخبط فمشروع الأمة السياسي اختطفه من ليسوا أهلا له وماهم بالربانيين، ومشروع الأمة الجهادي حل به ماحل من تصدر حدثاء الأسنان وسفهاء الأحلام، لا تنقصنا الإمكانات والطاقات التي تجعل مشروع الأمة منافسا بل وظاهرا على غيره. المال والرجال والعقول والحشود والجنود والبنود كلها عندنا معشر أهل السنة وفينا من الخير مانتميز به على كثير ممن خلق الله ولكن نفتقد شيئا من الجرأة والصدق والصراحة والشجاعة، لنعترف بأخطأءنا ولنصحح مسارنا ؟؟ نعم وبكل جرأة يجب أن نقول أننا بحاجة لمراجعة وصياغة فكرنا الدعوي والعلمي والسياسي والجهادي هنالك هنات كانت تعتري المسيرة ، كم وكم وقعنا في خلاف الأولى فكان الإفراط أو التفريط، ولاغرو فنحن بشر نجتهد فنصيب ونخطئ أفلا نعترف بهذا إن نهوض الأمة من كبوتها وإفاقتها من سباتها يتوقف على مراجعة قادتها وعقلاءها لمسيرتهم الماضية وإن حفلت بخير كثير فالتعويل على الماضي المزكى، لا يغني عند الكبوات والهفوات إن الرسالة التي أحببت توجيهها تتلخص:
في مايلي:
١- أمتنا لديها مشروع واضح المعالم والإجراءات.
٢- جماهير الأمة مهيئة للانخراط في مشروعات نهضوية للأمة.
٣- عندنا المال والرجال والعقول والحشود والجنود والبنود.
٤- مشروع الأمة السياسي ومشروعها الجهادي يجب أن يأخذ زمامه العلماء.
ويوقفوا من ليسوا له أهلا عند حده وفق الله الجميع لمرضاته والسلام.

(المصدر: رابط علماء المسلمين)

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى