توفي أكثر من 32 شخصا في بلدة مضايا في ريف دمشق الغربي التي تحاصرها قوات النظام السوري وحزب الله اللبناني منذ نحو سبعة أشهر، في حين لم تسفر التحركات لمساعدة البلدة عن أي نتائج.
وقد سجلت حالة وفاة الليلة الماضية بسبب سوء التغذية في البلدة، وذلك بعد نقل عدد كبير من المسنين والأطفال إلى المراكز الطبية المحلية جراء حالات إغماء وإعياء بسبب سوء التغذية.
وبث ناشطون صورا مروعة لمدنيين ماتوا جوعا بعد أن تحولوا إلى هياكل عظمية، في الوقت الذي يشرف فيه آخرون على الموت للسبب ذاته.
وينتظر المدنيون في مضايا والبالغ عددهم أكثر من أربعين ألفا أي لفتة إنسانية لإدخال مواد غذائية إلى المدينة التي تدفع ثمن معركة الزبداني وما نتج عنها من حصار يقابله حصار على بلدتي كفريا والفوعة.
لكن الإنسانية على ما يبدو لم تكترث حتى الساعة بواحدة من أقسى المجاعات التي شهدتها الحرب السورية، حيث تظهر الصورة القاسية التي يبثها الناشطون حجم الجريمة التي يتعرض لها سكان المدينة.
ويقول أبو عبد الرحمن إنه منذ نحو عشرة أيام لم يعد هناك أي نوع من المواشي أو الطيور التي كانوا يصطادونها على قيد الحياة، فيما يباع كيلو الأرز إذا وجد بأكثر من 150 دولارا، أما الخبز فقد نسي معظم الموجودين في مضايا شكله.
طرقات المدينة شبه فارغة، فمعظم الأهالي فقدوا القدرة على الحركة، وأما من لا يزال جسمه يختزن بعض الطاقة فيفضل عدم التحرك حفاظا على طاقته ليبقى على قيد الحياة أكثر وقت ممكن.
وبينما يحتضر معظم الموجودين في مضايا ينتظر هؤلاء أي خبر يأتيهم حاملا جزءا جديدا من تسوية الزبداني يشمل إدخال مواد غذائية إليهم بعد أن شهدت نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي عملية تبادل أسفرت عن خروج مسلحين مصابين من الزبداني المحاصرة مقابل خروج عدد من المحاصرين من كفريا والفوعة.
ولم تدخل أي شاحنة مواد غذائية إلى البلدة منذ أكثر من ثلاثة أشهر، وبلغ الحصار يومه الـ175، بينما كان يفترض أن تدخل المساعدات الأسبوع الماضي بعد يوم من عملية التبادل.
المصدر: الجزيرة.