أنقرة.. أمين عام مجموعة الدول الثماني الإسلامية يعرض خططها المستقبلية
قال أمين عام مجموعة الدول الثماني الإسلامية، داتو كو جعفر كو شعاري، إن تأسيس الكتلة كان بهدف التعاون الاقتصادي بين أعضائها الثمانية ذات الأغلبية المسلمة.
جاء ذلك خلال محاضرة عامة، الأربعاء، نظمها مركز البحوث الاقتصادية والاجتماعية في العاصمة التركية أنقرة، والتي تحدث خلالها شعاري عن الخطط المستقبلية للكتلة.
ولفت شعاري إلى أن المجموعة تلقت دعمًا هائًلا من تركيا في قطاع النقل، مبينًا أن الأخيرة ستستضيف اجتماعًا على المستوى الوزاري حول قطاع النقل في مارس/ آذار القادم.
وأضاف: “لقد كانت تركيا داعمة للغاية، وقد حققنا نجاحًا كبيرًا في مجال الطيران المدني، كما أن تركيزنا الحالي يتمحور حول 5 مجالات جديدة للتعاون، تشمل الأراضي والسكك الحديدية ومجالات البحر والجو والأقمار الصناعية”.
وأشار شعاري أن السياحة قطاع آخر للتعاون، فهناك “تعاون نشط للغاية” بين ماليزيا وتركيا العضوتين في الكتلة.
ومضى: “نعمل على وضع استراتيجية شاملة للسياحة، وقد أسسنا مبادرة بشأن السياحة، وستستضيف نيجيريا هذا العام قمة حول السياحة تليها باكستان عام 2021”.
وحول قطاع الطاقة، ذكر شعاري أن المجموعة تحاول جاهدةً إنشاء آلية لها، مضيفًا أنها تعمل مع الوكالة الدولية للطاقة المتجددة التي بدورها تساعد المجموعة على صياغة استراتيجية بهذا القطاع.
ووصف شعاري التجارة بين الدول الثمانية بأنها “أهم مجال للتعاون”، مضيفًا أن قادة الدول سيطلقون “المبادئ التوجيهية للاستثمار” في قمة دكا هذا العام بالعاصمة البنغالية.
وفي السياق ذاته، أكد على تشجيع الكتلة للدول الأعضاء على “توقيع اتفاقيات التجارة الحرة الثنائية”، في إشارة منه لماليزيا وإندونيسيا، اللتين وقعتا اتفاقية تجارة حرة من خلال رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان).
وتابع: “نعمل حاليًا على نظام التأشيرات الذي نحاول بموجبه إقناع الدول الأعضاء بتنفيذ اتفاقية تأشيرة مجموعة الدول الثماني الإسلامية، التي ستسهل السفر لرجال الأعمال من هذه البلدان”.
وأوضح شعاري أن “نظام البطاقات الخاصة” الذي اقترحه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال القمة السنوية للمجموعة الأخيرة في إسطنبول، قيد الدراسة حاليًا.
وأضاف أن قادة الدول سيطلقون “نظام بطاقات الدفع لمجموعة الدول الثماني الإسلامية”، الذي يهدف لإيجاد طريقة للقيام بأعمال تجارية بالعملات المحلية.
وأكد أن المجموعة تعمل أيضًا على تطوير “مناطق اقتصادية خاصة”، مضيفًا أن بنغلاديش وإندونيسيا وفرتا أراض لهذا الغرض، فيما تشارك شركة تركية نجحت في تطبيق مثل هذا النموذج في مصر، في مساعدة المجموعة لإنشائها.
وأشار شعاري أن مطار “صبيحة كوكجن” في إسطنبول سيضم مقهى وصالة خاصة لمجموعة الدول الثماني الإسلامية.
ومضى بالقول: “نعمل على تخصيص مسارات سريعة لرجال الأعمال من دول المجموعة في مطارات هذه البلدان، وقد وافق مطار صبيحة كوكجن بالفعل على القيام بذلك”.
وفي السياق ذاته، تبنى مطارا كراتشي وجناح الدوليين في باكستان، نظمًا مشابهة، ومنذ عام 2017 تعمل الكتلة “بشكل وثيق” مع “البنك الإسلامي للتنمية” لتحقيق أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة.
وبين أن المجموعة تحضر لإصدار مجلتها العلمية الخاصة، وتكوين شبكة من الجامعات والباحثين للمساعدة في بناء قاعدة معرفية، مضيفًا أن جامعة الدول الثماني الإسلامية الدولية بدأت العمل بالفعل في مدينة همدان بإيران عام 2019.
وأضاف أن الكتلة تؤسس في باكستان “شبكة رواد معهد البحوث” هذا العام، مشيرًا أنها ستطلق أول مركز أبحاث لها في الزراعة والأمن الغذائي في أبريل/ نيسان القادم.
وشدد شعاري على أن الكتلة تعتبر قطاع الصحة “مجالًا مهمًا للغاية”، مضيفًا أن نيجيريا ستستضيف الأمانة العامة للصحة لمجموعة الدول الثماني لبرنامج الصحة والضمان الاجتماعي في العاصمة أبوجا.
وفي ختام حديثه، أكد شعاري أن وسائل الإعلام مهمة لتعريف الناس بالإنجازات، ولهذا عقدت الكتلة “اتفاقيات مع وسائل الإعلام، بما في ذلك وكالة الأناضول وشبكة TRT، التي توفر لها مساحة لمشاركة أعمالها مع الناس”.
وتأسست الكتلة عام 1997، من دول واقعة غرب إفريقيا وجنوب وشرق آسيا، وتضم تركيا وبنغلاديش ومصر وإندونيسيا وإيران وماليزيا ونيجيريا وباكستان.
وحاليا تتولى تركيا رئاستها التي تتعاقب عليها الدول الأعضاء كل عامين، ومن المقرر أن تسلم تركيا رئاسة الكتلة إلى بنغلاديش التي ستستضيف قمتها لهذا العام في مايو/ أيار أو يونيو/ حزيران القادم.
(المصدر: وكالة الأناضول)