مقالاتمقالات مختارة

أم هارون… والتطبيع!

أم هارون… والتطبيع!

بقلم عبد العزيز الفضلي

من الحقائق المُسلّمة التي ينبغي أن يعرفها الجميع، أن الإسلام دين يدعو إلى حسن التعامل مع جميع أبناء الديانات الأخرى، ما داموا لم يؤذوا المسلمين أو يتعدوا على حقوقهم أو ينتهكوا حرماتهم.
يدل على ذلك قول الله تعالى: (لا ينهاكم الله عن الذين لم يُقاتِلوكم في الدِّين ولم يُخْرِجوكم من دِياركم أن تَبَرُّوهم وتُقْسِطوا إليهم إنّ الله يُحِبُّ المقسطين).
لكن متى ما تعدى أحد هؤلاء على حقوق المسلمين (أراضي – دماء – أرواح – أعراض – أموال…) فإنه شُرِعَ للمسلم أن يدافع عن دينه وأرضه وماله وعرضه (أُذِنَ للذّين يقاتَلون بأنهم ظُلِموا وإنّ الله على نصرهم لقدير الذين أُخْرِجوا من ديارهم بغير حقٍّ إلا أن يقولوا رَبّنا الله…) سورة الحج.
بعد قدوم النبي عليه الصلاة والسلام المدينة المنورة بعد الهجرة وجد اليهود يسكنونها، فأعطاهم العهد والميثاق والأمان، وكان يحسن معاملتهم.
لكنهم بعد غدرهم بالمسلمين وتعديهم على حرماتهم وخيانتهم لهم في مواطن عدة، لم يكن أمام النبي عليه الصلاة والسلام سوى حصارهم وقتالهم وطردهم من المدينة.
لو تساءلنا عن الحكم الشرعي في التعامل مع اليهود في عصرنا الحاضر؟
فنقول إن اليهود المسالمين الذين يعيشون في بلاد المسلمين، لهم الأمان، وحقوقهم محفوظة، ويعتبرون أهل ذمة، وبعضهم يتمتع بحقوق المواطنة في البلاد التي يحملون جنسيتها.
وأما اليهود الذين اغتصبوا أراضي المسلمين كما في فلسطين ولبنان والجولان، وقتلوا أبناءها وشردوا شعبها، وارتكبوا المجازر في حق أهلها، فهؤلاء لا أمان لهم ولا سلام.
فهؤلاء قتلة مجرمون، ومحتلون غاصبون، وجب على المسلمين كافة وليس الفلسطينيون وحدهم، أن يعملوا جاهدين على طردهم من بلاد المسلمين، واسترداد القدس والأقصى الشريف وعموم أرض فلسطين من أيديهم.
من المؤسف محاولات البعض السياسية والإعلامية والفنية لتبسيط مسألة الاحتلال والتهوين من شأنه، والعمل على تغييب العقل العربي وخداعه برسم صورة جميلة لليهود القتلة المحتلين!
لقد خرجت علينا في رمضان بعض المسلسلات الخليجية عبر إحدى القنوات العربية لتحاول تزيين صورة القتلة، وإرسال رسائل غير مباشرة للتطبيع مع الصهاينة!
ونقول لهؤلاء إن خبثكم وعبثكم مكشوف أمام وعي الشعوب العربية والإسلامية، ولقد فضحكم الإعلام العبري الإسرائيلي عندما احتفى بمسلسلاتكم هذه، وقام بنشر بعض مقاطعها مع الترجمة!
لن نأمن جانب اليهود الصهاينة مهما طال الزمن لأن الله تعالى يقول عنهم:
(لتَجِدَنّ أشدّ الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا).
وسنظل نرفع شعار (فلسطين قضيتنا) لأنها أرض إسلامية تعني جميع المسلمين، ولن نتخلّى عنها كما فعل بعض المتصهينين الذين رفعوا شعار (فلسطين ليست قضيتنا) وستظل قلوب المسلمين تهفو إلى الصلاة في رحاب المسجد الأقصى، ونرجو من الله تعالى أن يكون ذلك قريبا:
(ويقولون متى هو * قل عسى أن يكون قريبا).

(المصدر: صحيفة الراي الالكترونية)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى