أعلام نُسبوا إلى غير بلدانهم
بقلم عبد الآخر حماد
انتساب المرء إلى قبيلته أو بلده أو صنعته أمرٌ معروفٌ مشهور، وقد كانت العرب تنسب إلى قبائلها، والعجم تنسب إلى قراها. وفي علم مصطلح الحديث ما يُعرَف بالنِّسَب التي على خلاف ظاهرها، ويقصدون بذلك – كما ذكر السيوطي في التدريب -: أن يُنسب الراوي إلى مكان أو وقعة أو قبيلة أو صنعة، ولا يكون الظاهر الذي يسبق إلى الذهن من تلك النسبة مراداً، بل يكون ذلك لعارض من نزوله ذلك المكان أو تلك القبيلة ونحو ذلك[1].
وفي هذه السطور أعرض لأربعةٍ من مشاهير علماء المسلمين نُسِبوا إلى غير بلدانهم التي عاشوا فيها، مع بيان علة ذلك، ملتزماً الاختصار وترتيبهم من الأقدم للأحدث:
أولاً: أبو جعفر الطحاوي:
(طحا) قرية من أعمال محافظة المنيا بصعيد مصر (واسمها الآن (طحا العمدة، أو طحا الأعمدة)، وهي تابعة لمركز سمالوط) ينسب إليها الإمام أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي الشافعي ثم الحنفي، المتوفى سنة (321هـ)، صاحب المتن المعروف باسمه في العقيدة، وصاحب المختصر في الفقه الحنفي، وله كذلك شرح مشكل الآثار، وشرح معاني الآثار، وغير ذلك.
وقد انتسب الإمام أبو جعفر – رحمه الله – إلى قرية طحا، مع أنه لم يكن من أهلها، وإنما كان – كما يذكر ياقوت الحموي في معجم البلدان – من قرية قريبة من طحا يقال لها: (طَحْطُوط)، فكره أن يقال: طحطوطي فيُظن أنه منسوب إلى الضراط، فانتسب إلى طحا[2]. والمفهوم من كلام ياقوت أن كلمة (طحطوط) تعني الضراط، وإنْ كنتُ لم أجد ذلك في ما بين يديَّ من المعاجم اللغوية؛ فلعلها كانت كلمة عامية!
هذا في ما يتعلق بانتسابه المكاني، أما انتسابُه المذهبي فقد رأينا أنه يقال له الشافعي ثم الحنفي؛ وذلك أنه كان في أول أمره شافعياً يقرأ على خاله المزني وهو من تلاميذ الإمام الشافعي رحمه الله، لكنه لما بلغ العشرين من عمره ترك المذهب الشافعي وتحول للمذهب الحنفي، وقد قيل في سبب ذلك: إن خاله قال له يوماً: والله! لا جاء منك شيء، فغضب من ذلك، وانتقل للمذهب الحنفي، فلما صنف مختصره في الفقه قال: «رحم الله أبا إبراهيم (يقصد خاله المزني) لو كان حياً لكفَّر عن يمينه»[3]؛ أي أنه بتأليفه لذلك الكتاب قد جاء منه شيء، وقيل بل كان سبب تحوله أنه كان يرى خاله – وهو شافعي – يديم النظر في كتب أبي حنيفة، نقل ذلك الداودي في طبقات المفسرين[4].
ثانياً: جلال الدين السيوطي:
أسيوط مدينة بصعيد مصر على الجانب الغربي من النيل، وهي الآن محافظة كبيرة، وقد ذكر صاحب معجم البلدان أنها مدينة جليلة كبيرة، وأشار إلى بعض الأمور التي ما تزال موجودة فيها إلى الآن؛ وذلك مثل كثرة النصارى فيها، وقد ذكر أن بها خمساً وسبعين كنيسة. ومن عجيب ما ذكره ياقوت عن أسيوط: أن الدنيا قد صُوِّرت لهارون الرشيد فلم يستحسن إلا كورة أسيوط، وأنها كانت أحد متنزهات خمارويه بن أحمد بن طولون[5].والنسبة إلى أسيوط أسيوطي أو سيوطي؛ لأنه يقال لها سيوط أيضاً، والإمام السيوطي يذكر أن الذي تحرر له «بعد مراجعة كتب اللغة ومعاجم البلدان ومجاميع الحفَّاظ والأدباء وغيرهم أن في أسيوط خمسَ لُغاتٍ: أسيوط بضم الهمزة وفتحها، وسيوط بتثليث السين»[6]، أي: أُسيوط وأَسيوط وسُيوط وسَيوط وسِيوط.
والإمام السيوطي هو جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر الخُضَيْري السيوطي المتوفى سنة (911هـ)، وقد نُسب – رحمه الله – إلى أسيوط مع أنه لم يكن من أهلها، بل لم يثبت أنه قد دخلها قط؛ وإنما الثابت – كما ذكر في كتابه (التحدث بنعمة الله) – أنه ولد في القاهرة وعاش فيها، كما ذكر أنه كتب مجلداً في تاريخ أسيوط، رغم أنه لم يرَ أسيوط ولم يسافر إليها البتة، وأنه إنما كتب ذلك الكتاب لأن أسيوط بلد أبيه وأجداده[7]. وقد عاش الشيخ رحمه الله – تحديداً – في منطقة جزيرة الروضة بالقاهرة، وله عن تلك المنطقة كتاب بعنوان: (كوكب الروضة)، وقد بقي فيها إلى أن توفاه الله سبحانه، حيث دُفن بحوش قوصون خارج باب القرافة كما ذكر تلميذه ابن إياس في بدائع الزهور[8]، وهو عند ما يسميه العامة الآن (بوابة السيدة عائشة) على ما حققه العلامة أحمد تيمور باشا[9].
وإنما جاءت نسبته إلى أسيوط لأن أجداده كانوا قد عاشوا بها كما ذكرنا، وكان لهم بها وجاهة ورياسة؛ فمنهم من وَلِي القضاء والحسبة بها، ومنهم من بنى بها مدرسة وأوقف عليها أوقافاً، وبها وُلِد والده[10].
وعلى ذلك فالقبر الموجود بالمسجد المسمى باسمه في أسيوط – ويسميه العامة مسجد سي جلال – لا صلة له به، وقد ذكر هو في كتابه (التحدث بنعمة الله) أن جده الأعلى الشيخ (همام الدين) كان أحد مشايخ الصوفية، وأن له قبراً بأسيوط يُزار ويُتَبرك به جهلاً من العامة، وابتداعاً واستغلالاً ممن يقومون على القبر[11]، فلعل هذا القبر هو الذي يُنسَب الآن إلى جلال الدين السيوطي والله أعلم. كما أن المحققين على أن السيوطي لم يعقب نسلاً، مع أن هناك من ينتسب إليه في أسيوط، ويَتسمَّون ببيت (الجَلالي)، فلعل نسبتهم إليه – كما يذكر تيمور باشا – كانت لاتصالهم بالقبر المنسوب إليه بأسيوط[12]؛ أي أنهم من نسل نظار الضريح وخدامه.
هذا بخصوص نسبة الشيخ جلال الدين إلى أسيوط، وأما نسبته (الخُضَيري) فإنه هو نفسه لا يعرف من أين جاءت، ويتعجب كيف يعجز – وهو العالم بأنساب الناس – عن معرفة نسب نفسه، ولكنه ذكر أن هناك محلة ببغداد تسمى (الخُضَيرية)، فلا يبعد أن يكون أجداده قد وفدوا منها، وبخاصة أنه قد حدثه من يثق به أنه سمع والده يقول: إن جده الأعلى كان أعجمياً أو من المشرق[13]. قلت: وفي مدينة أسيوط منطقة تسمى (الخُضَرية)، وهي قريبة جداً من موقع المسجد والقبر المنسوبين للشيخ جلال الدين السيوطي؛ فلعلها – والعلم عند الله – كانت موطن أجداده، وسميت بهذا الاسم نسبة إليهم.
ثالثاً: محمد نجيب المطيعي:
(الـمُطيعة) بلـدة تابعـة لمـركـز ومحـافظة أسـيوط تقـع جنوب أسيوط على الجانب الغربي من النيل، وقد كانت تسمى (القَطيعة)، ولكن أحد أبنائها وهو الشيخ محمد بخيت المطيعي المتوفى سنة (1354هـ – 1935م) – وكان مفتياً للديار المصرية – قد استطاع أن يغير اسمها، فسماها (المطيعة) وانتسب إليها. والظاهر أنه كره اسم القطيعة لما فيه من معنى القطع والهجر، فغير اسمها جرياً على سنة النبي صلى الله عليه وسلم في تغيير الأسماء القبيحة إلى أسماء حسنة.
وإلى هذه البلدة ينتسب أيضاً الشيخ (محمد نجيب المطيعي) المتوفى سنة (1406هـ – 1985م)، وهو واحد من العلماء المعاصرين الذين نفع الله بهم، وله مؤلفات عدة أشهرها: (تكملة المجموع شرح المهذب للشيرازي)في الفقه الشافعي، وهو الشرح الذي بدأه الإمام النووي رحمه الله، فتوفي قبل أن يتمَّه، فشرع في تكملته تقي الدين السُّبكي رحمه الله، فمات دون أن يتمَّه أيضاً، فأكمله الشيخ المطيعي رحمه الله. كما نشرت له مجلة الأزهر في سبعينيات القرن الماضي سلسلة مقالات في الدفاع عن السنة النبوية بعنوان: (البخاري المفترى عليه). وفي مجال الإفتاء ظل – رحمه الله – مدة طويلة يرد على أسئلة المستمعين في برنامج بريد الإسلام بإذاعة القرآن الكريم من القاهرة.
وقد كنت قرأت في موقع معجم البابطين للشعراء العرب في القرنين التاسع عشر والعشرين؛ أن الشيخ محمد نجيب المطيعي، ولد في (الطوَّابِيَّة)، وذلك نقلاً عن حوار أجراه أحد الباحثين مع ابن الشيخ المطيعي رحمه الله. والطوابية هي قرية من قرى أسيوط أيضاً، كانت تتبع مركز أبنوب، وهي الآن تابعة لمركز الفتح. وقد وجدت الشيخ – رحمه الله – قد انتسب إلى الطوابية في تقديمه لرسالة له بعنوان (أحكام التصوير في الإسلام) وإن كان قد انتسب للمُطيعة أيضاً، حيث ذيَّل مقدمته لتلك الرسالة باسم: محمد نجيب المطيعي بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن أحمد بن بخيـــــــت المطيعـي الطوابـي.
وقد بقيتُ مدة لا أجد تفسيراً لذلك الأمر، إلى أن يسر الله لي التواصل مع أحد أبنائه، وهو الأستاذ الدكتور عاطف محمد نجيب المطيعي الأستاذ بجامعة حلوان، ومن خلال التواصل معه عرفت أن الشيخ تمتد جذوره إلى بلدة المطيعة، وأنه من عائلة معروفة بها تسمى (بيت الديب)، وأن له صلةَ قرابةٍ بالمفتي السابق الشيخ محمد بخيت رحمه الله، وبالفعل وَجدتُ في بعض كتابات الشيخ محمد نجيب أنه إذا نقل عن الشيخ بخيت يقول: قال جدنا، فهو تقريباً عم جده.
ولكنه – كما ذكرنا – ولد في قرية الطوابية، وسبب ذلك أن جده كان قد نزح من المطيعة إلى الطوابية؛ لأنه كان مطلوباً في حادثة قتل، وفي الطوابية اشترى بيتاً وتزوج ووُلِد له، وفي تلك القرية ولد الشيخ رحمه الله، ثم ارتحل به أبوه وهو صغير إلى الإسكندرية، وبها بدأ يتلقى علوم اللغة والفقه والعقيدة والأصول على يد بعض المشايخ، ثم استمر يعلِّم نفسه دون أن ينتسب إلى المعاهد الأزهرية ولا حتى المدارس العامة، ثم انتقل بعد ذلك إلى القاهرة وعاش بها منشغلاً بالعلم والتدريس والكتابة.
ومن أهم ما عرفته من الدكتور عاطف أن الاسم الذي اشتهر به والده ليس اسمه الحقيقي، وأن اسمه الحقيقي هو: محمود إبراهيم عبد الرحمن أحمد بخيت. وأن السبب في ذلك أنه كان في شبابه المبكر قد انتسب إلى مجموعة فدائية كانت تحاول تعقب اليهود الذين عُرِفوا بمواقفهم العدائية ضد العرب والمسلمين، وأنه استطاع في ثلاثينيات القرن الميلادي المنصرم أن يقتل أحد زعماء المنظمات الصهيونية بمدينة الإسكندرية، وأنه لأجل ذلك طُلِب القبض عليه، فهرب من الإسكندرية، متجولاً في مدن الوجه البحري وقراه. ومن أجل التغطية على السبب الحقيقي لهروبه كان يدَّعي أنه كان نصرانياً فأسلم، وأنه من أجل ذلك يخشى على حياته، فآواه بعض أعيان تلك القرى من المسلمين وتعاطفوا معه، حتى إنه استطاع أن يستخرج أوراقاً رسمية باسمٍ منتَحلٍ اختاره لنفسه وهو: محمد نجيب إبراهيم المطيعي.
ولم يكن يذكر لأحدٍ شيئاً عن تاريخه القديم، حتى إنه كان يقول لأولاده إذا سألوه عن أعمامهم: إنه لا أهل له، وإنه مقطوع من شجرة (بحسب التعبير المصري الدارج)، إلى أن اعتقل في عام 1968م، ويبدو أنه عند التحقيق معه قد حُقِن – كما ذكر لي الدكتور عاطف – بحقنة جعلته شبهَ مغيَّب، وتحت تأثيرها حكى قصته كلَّها، فسجلوا ذلك، ورفعوا به تقريراً إلى الرئيس جمال عبد الناصر، فكان ردُّه أن قال لهم: نعم! أنا أعرف هذا الرجل، لقد كان يخرج معنا في المظاهرات ضد الإنجليز بالإسكندرية. وأوصاهم بإكرامه، فوضعوه في مستشفى السجن بدلاً من الزنزانة، ثم أفرجوا عنه، فلما خرج من السجن حكى لأبنائه ما كان يخفيه عنهم، وعرَّفهم ببعض أقاربه من أهل الصعيد[14]، ثم ظل يواصل سعيه في نشر العلم والصدع بالحق إلى أن توفاه الله تعالى بالمملكة السعودية سنة (1406هـ – 1985م)، ودفن ببقيع المدينة النبوية على ساكنها أفضل الصـــلاة وأتم السلام.
رابعاً: علي الطنطاوي:
الشيخ (علي مصطفى أحمد الطنطاوي) عالم وأديب سوري معاصر، أمضى حياته معلماً وقاضياً وكاتباً وداعياً إلى الله عز وجل، وقد نشأ وترعرع في دمشق، وتنقل في شبابه بين الشام ومصر والعراق، ثم استقر به المقام في ستينيات القرن الميلادي المنصرم في المملكة السعودية، فأمضى بها العقود الأربعة الأخيرة من حياته حتى كانت وفاته – رحمه الله – بجدة في عام 1420هـ – 1999م.
وقد أمدَّ الله له في عمره، وبارك فيه، ونفع كثيراً بما قدم سواء في مجال الوعظ أو تأليف الكتب أو كتابة المقالات وغير ذلك. ومن مؤلفاته: تعريف عام بدين الإسلام، وذكريات علي الطنطاوي، وفتاوى علي الطنطاوي، وتحقيقه لكتاب صيد الخاطر لابن الجوزي… وغير ذلك كثير.
وقد نُسب الشيخ إلى مدينة طنطا، وهي إحدى مدن وسط الدلتا بمصر، وهي الآن عاصمة محافظة الغربية، وقد ذكرها ياقوت في معجم البلدان باسم (طَنْتَثَنَا)، كما تسميها بعض المصادر باسم (طندتا).
وإنما نسب الشيخ علي الطنطاوي إلى طنطا رغم أنه لم يكن من أهلها، لأن جده (أحمد بن علي بن مصطفى)، كان من طنطا، وقد رحل منها إلى دمشق سنة (1255هـ) – كما ذكر الشيخ علي الطنطاوي في مذكراته[15] – بصحبة عمه محمد بن مصطفى الطنطاوي الذي كان عالماً من علماء الأزهر، وله دراية بعلوم الفلك والرياضيات وغيرها، وقد كان جده أحمد إمامَ طابور متقاعداً في الجيش العثماني، وقد سكن أولاً مع عمه محمد في داره الكبيرة وتزوج ابنته؛ فرزق منها بالشيخ مصطفى والد الشيخ علي، وقد كان الشيخ مصطفى معدوداً في العلماء أيضاً، وانتهت إليه أمانة الفتوى في دمشق؛ كما ذكر الأستاذ مجاهد مأمون ديرانية، وهو حفيد الشيخ الطنطاوي في مقال له عنه نشر بمجلة الأدب الإسلامي[16].
[1] تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي للسيوطي (2/ 340)، ط: دار الكتب العلمية، بيروت، 1409هـ – 1989م .
[2] معجم البلدان لياقوت الحموي (4/ 22)، ط: دار صادر، بيروت، 1404هـ – 1984م.
[3] تذكر ة الحفاظ للذهبي (3/809)، ط: دار إحياء التراث العربي، دون تاريخ.
[4] طبقات المفسرين للداوودي (1/75)، ط: دار الكتب العلمية بيروت .
[5] معجم البلدان: (1/ 192).
[6] التحدث بنعمة الله (ص: 12)، ط: المطبعة العربية الحديثة – القاهرة.
[7] التحدث بنعمة الله، (ص: 16).
[8] بدائع الزهور في وقائع الدهور لابن إياس (ص: 735)، ط: دار الشعب – القاهرة 1960م.
[9] قبر الإمام السيوطي وتحقيق موضعه لأحمد تيمور باشا (ص: 16)، ط: القاهرة 1346هـ.
[10] التحدث بنعمة الله، (ص: 7).
[11] التحدث بنعمة الله، (ص: 5).
[12] قبر الإمام السيوطي وتحقيق موضعه، (ص: 20).
[13] التحدث بنعمة الله، (ص: 6).
[14] مصدري في هذه المعلومات هو الدكتور عاطف المطيعي في حوار لي معه، وقد استأذنته في نشرها فأذن لي.
[15] ذكريات علي الطنطاوي (1/ 132 وما بعدها)، ط: دار المنارة بجدة 1405هـ – 1985م.
[16] سيرة الشيخ علي الطنطاوي، مجلة الأدب الإسلامي العددان الرابع والثلاثون والخامس والثلاثون 1423 هـ – 2002م.
(المصدر: مجلة البيان)