مقالاتمقالات مختارة

أضواء.. من قبس عاشوراء

أضواء.. من قبس عاشوراء

بقلم د. عبد العزيز كامل

لكل أمة مستضعفة فرعون؛ ولو لم يكن مصريًا.. ولكل فرعون موسى.. وإن لم يكن نبيًا..

ولكل موسى عصًا.. تضرب قدريًا وشرعيًا.. ولكل عصا حيات.. تنتظر التقامها وبلعها -في الظرف المناسب- زمانيًا أو مكانيًا.

 لما كان بنو إسرائيل تحت حكم فرعون الثقيل الطويل؛ استكانوا  لتجبره واستناموا لتكبره، مسارعين في طاعته، خاضعين أو كارهين!

ولكنهم بعدما حكمهم موسى بلطفه بزمن يسير؛ تكبروا وتنمروا..

وسارعوا في عصيانه مختارين ومصرين، حتى عوقبوا بفراعنة جُدد من قوم جبارين،

يتجددون على مرِّ الحُقَب والقرون،

وفي هذا عبرة لمن لا يعتبرون، ممن يستبدلون الذي هو أدنى وأدنأ بالذي هو خير..

قصة اليهود مع يوم عاشوراء

 وقصة اليهود مع يوم عاشوراء معلومة، لكن لها في عصرنا امتدادات ينبغي أن تكون مفهومة؛

فبعد قدوم الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة وجدهم يصومون عاشوراء،

حمدًا وشكرًا  لله على نجاة موسى «الذي بدلوا دينه»!!

فصامه الرسول شكرًا لله وتأليفًا لهم ؛ ولكنهم بدل أن يشكروه ؛ كذبوه وآذوه وحاربوه !.. فمكنه الله منهم ونصره عليهم.. بل لعنهم، بعد أن نزع الاصطفاء عنهم ..

ولا يزال اليهود يحتفلون على طريقتهم بيوم عاشوراء ، الذي يصومونه ويسمونه يوم عاشور أو «كيبور»

وهو نفسه يوم الغفران المقدس عندهم، الذي يعتقدون بأنه اليوم الذي بدأت فيه الخليقة، ويوافق يوم العاشر من شهر «تشرى» العبري،

وهو وإن كان يوما من أيامهم التي يجددون فيها زعم الانتصار للشعب المختار..

 إلا أن المسلمين يظلون أولى بموسى  وعاشوراء، وأولى -من باب أولى- بأرض الإسراء،

وبكل مساجدها ومقدساتها،  فهي لنا لا لهم ولا لغيرهم .. لأن الله مولانا، ولا مولى لهم .

  ومن مفارقات يوم عاشوراء؛ اتخاذ رافضة الحق من الشيعة أعداء الصحابة من يومه مهرجانا للتهريج !

حولوه فيها  من يوم فرح بالنصر على الطغيان، إلى يوم عويل للثأر من أهل الإيمان،

في عبادات مخترعة، وطقوس مبتذلة، من البكائيات واللطميات، بالخناجر والسلاسل والتطيينات! مدعين أنهم بذلك يحبون عليًا ويحيون ذكرى مقتل ولده الحسين!..

ويشاء الله أن يظهر دجلهم  وخرفهم من خلال ما تصنعه مجاذيهم ومجانينهم أمام أعين كل العقلاء..

ليتبين أمام الجميع أن أهل السنة أولى بآل البيت منهم، وأن عليا -رضي الله عنه- أبرأ  وأبعد الناس عنهم.. ولو كان حيا، لقاتل مجوسهم، وفرض الجزية عليهم..

ثارات دموية ونوايا نووية

لطميات وبكائيات الشيعة يوم عاشوراء؛ لا ينبغي أن تثير شفقتنا أو حتى سخريتنا؛ بقدر ما تستجيش حذرنا وتستنهض يقظتنا،

فليس وراء تلك العاهات النفسية سوى ثارات دموية ونوايا نووية، ليوم انتقام مزعوم، ينتصرون فيه للحسين «المظلوم»..! وتمهيدا لمنتظرهم  الموهوم..!..

 وبقدر ما تثيره لطمياتهم الغوغائية من التقزز والاشمئزاز..

فعلينا أن ندرك أنها ليست إلا لتجديد مشاعر الندم وإحياء روح الانتقام وسفك الدم، انتصارًا بزعمهم من  النواصب قتلة الحسين..!

ومن يكون هؤلاء -في زعمهم- غيري أنا وأنت، وهو وهي، وهؤلاء وأولئك وهم وهن..  من عموم أهل السنة..؟

التخريفات التي تتوارثها تلك الطائفة؛ تحولت في عصرنا  إلى استراتيجيات، ذات خطط تدريجية.. لتطويق الجزيرة العربية،

وفي أقل من عقدين من الزمان كادوا أن يحكموا حولها الطوق، استعجالًا لخروج مهديهم المزعوم صاحب الزمان!..

واستعدادا للثأر الكبير في يوم الغدير.. وهو ثأر قد رأينا مقدماته في نكبات العراق، ولا زلنا نراه تبعاته في نوازل الشام عاما بعد عام..

كل هذا وهم لم يتملكوا بعد نفوذا عالميا.. ولا سلاحا نوويا..!

فتذكروا -وذكروا- بهذه الحقائق الغراء.. وأنتم تصومون يوم تاسوعاء ثم  عاشوراء.. ولا تذروها تذهب من الذاكرة.. فهي ذكريات ليست عابرة.

كتب الله أجر صيامنا وصيامكم .. وتقبل  منا ومنكم

المصدر: صحيفة الأمة الالكترونية)

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى