أدعياء الانتساب إلى آل البيت
بقلم عارف بن أحمد الصبري “عضو هيئة علماء اليمن” (خاص بالمنتدى)
من المسلمات والبدهيات اليوم أن أكثر من ٩٩٪ من المنتسبين لآل البيت أدعياء، ولا صحة لانتسابهم إلى الحسن والحسين أبناء علي بن أبي طالب رضي الله عنهم.
من الغرائب:
يقول الدكتور علي جمعة مفتي مصر:
(إن أولاد الحسن والحسين اليوم يزيدون على خمسةٍ وعشرين مليوناً)
وفي الواقع فإن أدعياء الانتساب إلى الحسن والحسين أكثر مما ذكره الدكتور علي جمعة، فلا تكاد بلدة من بلاد العرب أو العجم تخلوا من مُدَّعٍ أنه من ذرية الحسن أو من ذرية الحسين.
ولست هنا بصدد الطعن في نسب أحدٍ حاشا وكلا، ولكن لأبين هذا الزور الذي صار ذريعةً للتعالي على عباد الله، والتكبُّر عليهم، والتشيع المكذوب لآل البيت، واتخاذه لافتةً لمحاربة المسلمين وتكفيرهم واستحلال دمائهم وأعراضهم وأموالهم، كما لا يخفى على أحدٍ.
ومن جهة أخرى فإن تزوير الأنساب وتكثير المنتسبين إلى آل البيت سلوك متبع عند الشيعة.
_وللتوضيح إليكم هذه الحقائق:
الحقيقة الأولى:
كم العدد اليوم، أو كم متوسط ذرية شخصٍ عاش في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
سواء كان علياً أو أبا بكر أو عمر أو مسيلمة الكذاب أو رستم أو هرقل أو غيرهم؟
الجواب:
لا يمكن أن يكونوا على أعلى تقدير مائة ألف نسمة ذكوراً وإناثاً.
الحقيقة الثانية:
بنو شيبة فصيل من بني عبد مناف يقابل فصيل بني هاشم، بينما علي بن أبي طالب رضي الله عنه هو واحدٌ من بني هاشم.
وبنو شيبة من أكثر القبائل احتفاظاً بنسبها؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم جعل مفتاح الكعبة المشرفة بيدهم إلى يوم القيامة.
فكم عدد بني شيبة اليوم؟ والمفترض أن يكونوا أضعاف أضعاف أبناء علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
الحقيقة الثالثة:
عدد البشرية اليوم أقل من ثمانية مليار.
فإذا كان الآن عدد أبناء الحسنين كما يزعم الدكتور علي جمعة أكثر من خمسة وعشرين مليوناً.
فهذا يعني أن عدد البشرية كلها في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا ثلاثمائة وعشرين نسمة تقريباً.
يظهر ذلك بقسمة ثمانية مليار على خمسة وعشرين مليوناً.
٨٠٠٠٠٠٠٠٠٠ قسمة ٢٥٠٠٠٠٠٠= ٣٢١.
الحقيقة الرابعة:
في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كان الفرس يحكمون اليمن.
وهذا يعني أنه كان يوجد عدد كبير من الفرس في اليمن.
وعند ولادة علي بن أبي طالب رضي الله عنه، لو قلنا جدلاً بأن الفرس الذين كانوا في اليمن كان عددهم مائة شخص فقط.
فهذا يعني أن علي بن أبي طالب كان يمثل واحداً في المائة من عدد الفرس الذين كانوا في اليمن، وبناءً عليه فإن ذرية علي بن أبي طالب رضي الله عنه في جميع أنحاء العالم لا يساوون إلا واحد في المائة من عدد ذرية الفرس الذين في اليمن فقط.
فلماذا لا نجد اليوم أحداً في اليمن ينتسب إلى فارس؟
الحقيقة الرابعة:
لو قلنا جدلاً أن عدد البشرية اليوم عشرة مليار.
ثم قلنا جدلاً: إن متوسط ذرية كل شخص عاش في زمن علي بن أبي طالب رضي الله هو عشرة آلاف الآن.
فهذا يعني أن متوسط عدد البشرية في زمن علي بن أبي طالب كانوا مائة ألف نسمة فقط.
فهل يعقل هذا؟
النتيجة الحتمية:
مع كثرة منتحلي الانتساب إلى آل البيت اليوم فإن أكثر من ٩٩٪ أدعياء.
أختم بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من ادَّعى إلى غير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه فالجنة عليه حرام) متفق عليه.
ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وَمَنِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أبيهِ، أَوْ انتَمَى إِلَى غَيْرِ مَوَاليهِ، فَعلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّه وَالملائِكَةِ وَالنَّاسِ أجْمَعِينَ، لا يقْبَلُ اللَّه مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامةِ صَرْفًا وَلا عَدْلًا). متفقٌ عليه.
(مثال)
لو كان عدد البشرية جميعاً جدلاًفي عهد الصحابة مائة ألف ثم قلنا إن متوسط ذرية كل شخص اليوم مائة ألف نسمة ذكوراً وإناثاً لأصبح عدد أبنائهم اليوم عشرة مليار!!!
فأين ذرية بقية البشرية؟!
المقصود:
خاطبوا الناس بما يعقلون فالمسألة عملية حسابية بحتة.
ولا يمكن لأحدٍ أن يعلل ذلك بالبركة إلا إذا كان هناك صنفٌ من الناس يتكاثرون بالبيض ولا يتكاثرون بالولادة!!
فمن العجائب أن يتحول سكان مناطق وبلدان ودول إلى أغلبية من أدعياء الانتساب إلى ذرية الحسن والحسين.
حتى أن شخصاً ممن ينتسبون إلى بني هاشم قال في مجموعة علماء أن بني هاشم يمثلون عشرين في المائة من سكان اليمن
فقلت له معنى قولك إن أول هاشمي جاء إلى اليمن كان عدد اليمنيين أربعة أشخاص فقط!!