مقالاتمقالات المنتدى

( أخي اللبيب إياك أن تبتذل كلمة شهيد)! (الحلقة الثّانية)

( أخي اللبيب إياك أن تبتذل كلمة شهيد)! (الحلقة الثّانية)

بقلم أ.د. محمّد حافظ الشريدة. (خاص بالمنتدى)

قال ﷺ: {الأعْمَالُ بالنِّيَّةِ ولِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى فمَن كَانَتْ هِجْرَتُهُ إلى اللَّهِ ورَسولِهِ فَهِجْرَتُهُ إلى اللَّهِ ورَسولِهِ وَمَن كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيبُهَا أوِ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا فَهِجْرَتُهُ إلى مَا هَاجَرَ إلَيْهِ} قال شيخنا ابن عثيمين ما ملخّصه: إنّ من كان ظاهره الصّلاح فإنّنا نرجو له الشّهادة ولكن لا نشهد له بذلك ولا نسيء به الظّنّ والرّجاء مرتبة بين المرتبتين ولكنّنا نعامله في الدّنيا بأحكام الشّهداء فإذا كان مقتولًا في الجهاد في سبيل اللّه دفن بدمه في ثيابه من غير صلاة عليه وإن كان من الشّهداء الآخرين فإنّه يغسّل ويكفّن ويصلّى عليه! ولو أنّنا شهدنا لأحد بعينه أنّه شهيد لزم من ذلك أن نشهد له بالجنّة؟! وهذا خلاف ما اتّفق عليه أهل الجماعة والسّنّة فإنّهم لا يشهدون لأحد بالجنان إلا لمن شهد له خير الأنام ﷺ بالوصف أو بالشّخص! وذهب بعض العلماء: إلی جواز قول شهيد لمن اتّفقت الأمّة الإسلاميّة على الثّناء عليه بسبب جهوده الكبيرة في خدمة الإسلام والمسلمين وهذا ما رجّحه شيخ الإسلام ابن تيمية! وهكذا يتبيّن لنا أنّه لا يجوز أن نشهد لأحد بعينه أنّه شهيد إلا بنصّ شرعيّ أو اتّفاق علمائيّ! ومن كان ظاهره الصّلاح فإنّنا نرجو له ذلك وعلمه عند مولانا الخالق! ونقول للإخوة الكرام: لا مجاملة في الحقّ في دين الإسلام! فليقل غير المسلمين عن أمواتهم ما يشاؤون وأنّهم شهداء عند ربّهم يرزقون! أمّا أن نصفهم نحن المسلمين بذلك فنكون قد كذّبنا قول ربّنا: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا﴾ وقوله: ﴿وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ وقوله: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ وَٱلۡمُشۡرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَٰلِدِينَ فِيهَآۚ أُوْلَٰٓئِكَ هُمۡ شَرُّ ٱلۡبَرِيَّةِ﴾ وفي هذا ما فيه من كفر وردّة عن الدّين وخسارة في الدّارين! ونقول قبل الختام: يجوز شرعًا تعزية غير المسلمين بشرطين هما الأوّل: أن يكونوا غير محاربين والثّاني: أن لا تتعارض ألفاظ تعازينا لهم مع ما جاء في نصوص الوحيين الشّريفين: القرآن الكريم وسنّة الصّادق الأمين ﷺ!

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى