مقالاتمقالات مختارة

أخبار النساء العالمات

أخبار النساء العالمات

بقلم أجمد محمد باقيس

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

طلبُ العلمِ والتميّز فيه وتعليم الناس لم يكن يوماً مُقتصراً على الرجال بل تاريخ الأمة زاخر بنساء عالمات طلبنَ العلم وتميزنَ فيه وأصبحنَ مِمّن يُشار إليهنّ وتكتبُ سيرُهنّ بجانب الرجال ومنهن:

١ – ترجم الحافظ ابن حجر لزينب بنت الكمال وهي مُحدِّثة مشهورة لم تتزوج وقال: “جاوزت التسعين ونزل الناس بموتها درجة في شيء كثيرٍ من الحديث”.

– الدرر الكامنة ٢/٢٠٩

 

٢ – ترجم ابن كثير لستيتة بنت القاضي الحسين المحاملي فقال:قرأت القرآن وحفظت الفقه والفرائض والحساب والدرر والنحووغير ذلك، وكانت من أعلم الناس في وقتها بمذهب الشافعي

– البداية والنهاية ١٢/٣٢١

 

٣- ترجم المؤرِّخ محمد القاضي لفاطمة الفضيلية فقال:وكانت متبحرة في الفقه الحنبلي وفي الحديث والفرائض وحسابها؛ وكانت تدِّرس الطلبة وتضع حجاباً بينها وبينهم!

– روضة الناظرين في مآثر علماء نجد ١٢٧/٢

 

٤ – ذكر الحافظ  ابن الجوزي في [مناقب الإمام أحمد] الرجال الذين روى عنهم الإمام ولم يذكر من النساء سوى : أم عُمر بنت حسان بن زيد الثقفي.

 

٥- وصف الإمام ابن القيم في مُقدِّمةِ كتابه  أعلام المُوقّعين الصحابة العلماء وذكر منهم أُمّي عائشة -رضي الله عنها- وقال عنها:وكانت مُقدّمة في العلم بالفرائض والأحكام والحلال والحرام وكان من الآخذين عنها الذين لا يجاوزون قولها – القاسم بن محمد وعروة بن الزبير

– أعلام الموقعين ٢/٣٩

 

٦ – ترجم ابن كثير لأمِّ زينب فاطمة بنت عباس فوصفها بإنها كانت من العالمات الفاضلات وقد كانت تحضر مجالس شيخ الإسلام ابن تيمية وقال:وقد سمعتُ الشيخ تقي الدين ابن تيمية يُثني عليها ويصفُها بالفضيلة والعلم ويذكر عنها أنَّها كانت تستحضر كثيراً من (المغني) وأنّه كان يستعد لها من كثرة مسائلها وحسن سؤالتها وسرعة فهمها!

– البداية والنهاية  ١٠٩/١٦

وقال السيوطي في حسن المحاضرة:كانت وافرة العلم حريصة على النفع والتذكير ذات إخلاص وحشمة وأمرٍ بالمعروف انصلح بها نساء دمشق ثم نساء مصر وكان لها قبول زائد

– حسن المحاضرة ١/٣٠٠

 

٧ -.ذكر أبونُعيم أنَّ الإمام سعيد بن المسيّب زوّج أحد تلاميذه ابنته دُرّة؛ وكان اسمه كثير بن أبي وداعة فقال عن زوجه:وكانت من أحفظ الناس لكتاب الله، ولسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأرعاهن لحق زوجها، فمكثت شهراً لا ألقى سعيداً، فلما أردت أن أخرج أمسكت بإزاري، وقالت: إلى أين؟ قلت: أذهب إلى سعيد أتعلم منه، قالت: اجلس أعلمك علم سعيد

 

٨ – ذكرَ القاضي أبوالحسين في طبقات الحنابلة ممن أخذَ عن الإمام أحمد [خديجة أُمُّ محمّد]

حدّثت عن يزيد بن هارون وإسحاق الأزرق وأبي النضر هاشم بن القاسم وروى عنها عبدالله بن أحمد بن حنبل.

– طبقات الحنابلة ٢/٥٨٠

 

٩- ذكر العلّامة أبوغدّة في كتابه العلماء العُزّابالشيخة العالمة الفاضلة المُسندة أمُّ الكرام كريمة بنت أحمد المروزيّة سمعت من أبي الهيثم الكُشمِيهَني صحيح البخاري ولها فهم ومعرفة مع الخير والتعبّد روت الصحيح مراتٍ كثيرةً مرَّة بقراءة أبي بكر الخطيب البغدادي وماتت بِكراً لم تتزوج أبداًتوفيت سنة ٤٦٣ وكانت بلغت المئة.

 

١٠ – ترجم الحافظ ابن كثير  للشيخة العابدة الصالحة العالمة قارئة القرآن أم فاطمة عائشة بنت إبراهيم بن صديق فقال: “زوجة شيخنا الحافظ جمال الدين المزي كانت عديمة النظير في نساء زمانها لكثرة عبادتها وتلاوتها وإقرائها القرآن العظيم بفصاحة وبلاغة وأداء صحيح، يعجز كثير من الرجال عن تجويده، وختمت نساء كثيرا، وقرأ عليها من النساء خلق وانتفعن بها وبصلاحها ودينها وزهدها في الدنيا، وتقللها منها، مع طول العمر بلغت ثمانين سنة أنفقتها في طاعة الله صلاة وتلاوة”.

وكان الشيخ محسنا إليها مطيعاً لا يكاد يخالفها لحبه لها طبعاً وشرعاً  فرحمها الله وقدس روحها، ونور مضجعها بالرحمة آمين.

– البداية والنهاية ١٤/١٨٩.

 

١١ –  ترجم الشيخ عبدالله البسّام لهذه العالمة فقال: “الشيخة فاطمة بنت الشيخ محمد بن عبدالوهاب وكانت الشيخة ( فاطمة ) عالمة تدرّس في منزلها العلوم الشرعية والسيرة النبوية ونقل الأستاذ حمد الجاسر أنّ فاطمة اتجهت لطلب العلم منذ صغرها حتى عنست ولم تتزوج! وأنها كانت موصوفة بالجمال ومنتهى العفّة توفيت بالرياض”.

– علماء نجد ٣٦٤- ٣٦٥ / ٥

بشيء من التصرّف

 

١٢ – عَنْ أَشْهَبَ أَنَّهُ كَانَ فِي الْمَدِينَةِ -عَلَى سَاكِنِهَا أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ- وَأَنَّهُ اشْتَرَى خَضِرَةً مِنْ جَارِيَةٍ، وَكَانُوا لَا يَبِيعُونَ الْخَضِرَةَ إلَّا بِالْخُبْزِ، فَقَالَ لَهَا: إذَا كَانَ عَشِيَّةً حِينَ يَأْتِينَا الْخُبْزُ فَائْتِينَا نُعْطِيك الثَّمَنَ. فَقَالَتْ: ذَلِكَ لَا يَجُوزُ، فَقَالَ لَهَا: وَلِمَ؟ فَقَالَتْ: لِأَنَّهُ بَيْعُ طَعَامٍ بِطَعَامٍ غَيْرُ يَدٍ بِيَدٍ. فَسَأَلَ عَنْ الْجَارِيَةِ فَقِيلَ لَهُ إنَّهَا جَارِيَةُ بِنْتِ م َالِكِ بْنِ أَنَسٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى!»

– الإمام ابن الحاج المالكي / المدخل

 

١٣ – ترجم ابن حميد النجدي للعالمة فاطمة بنت حمد الفُضَيْلِيِّ فقال عنها:وأكثرت عن الشيخ ابراهيم بن جديد فأخذت عنه التفسير والحديث والأصلين والفقه وقرأت على غيره كثيراً وتوجهت إلى العلم توجهاً تامّاً وتعلّمت الخطَّ من صِغرِها فأتقنته وكتبت كتباً كثيرة في فنون شتى وصار لها همةٌ في جمع الكتب فجمعت كتباً جليلة في سائر الفنون ولها محبة في الحديث وأهله فسمعت كثيراً من المُسلسلاتِ وقرأت شيئاً كثيراً من كتب الحديث واشتُهِرت في مصرها بل وفي عصرها وأرشدت خلقاً من النّاس سيَّما النِّساء  فقد لازمنها مُلازمةً كُليَّة وانتفعنَ بها انتفاعاً ظاهراً وصلحت أحوال كثيرٍ منهنَّ وكانت لها شهرة عظيمة ولم نسمع في هذا العصر ولا في ما قبله بأعصارٍ بمثلها ولا من يُدانيها في عِلمِها وصلاحها وزُهدِها وجمعها للفضائل ووقفت كُتُبها جميعها على طلبة العلم من الحنابلة توفيت سنة ١٢٤٧ (مختصر )

– السحب الوابلة ٣/١٢٢٧

– قال الشيخ ابن بسّام في علماء نجد عنهاوذكرَ بعضُ من ترجم لها من علماء الزبير أنها شرحت صحيح مسلم وأكملته، وحاشية على الروض المربع

قلتُ: وأيضاً لها متنٌ في فقه الحنابلة أسمته بمختصر الغالب من متن دليل الطالب طبعته دار النوادر بتحقيق الدكتور نور الدين طالب.

– قال الدكتور محمود الطناحي في مقالاته:

ولا أعرف من النساء من مدّت  يداً في نشر التراث خارج هذه الدائرة -مجال الدراسات الجامعية- إلا:

١ – الأدبية اللّبنانية وداد قاضي التي زاحمت كبار المحققين الرجال ولا عجب في ذلك فقد تلقت أصول هذا الفنّ على يد شيخها إحسان عباس وقد أعانته في نشر موسوعات تراثيّة كبار، ومن أبرز تحقيقات وداد القاضي البصائر والذخائرلأبي حيان عشر أجزاء.

٢- ومن هؤلاء النسوة اللاتي عملن في التحقيق خارج دائر الدراسة الجامعية: العراقية خديجة الحديثي فقد نشرتديوان أبي حيان النحويوالبرهان في وجوه البيانلابن وهب والتبيان في علم البيانلابن الزملكاني.

٣- ثم السورية سكينة الشهابي التي حققت:تلخيص المتشابهللخطيب البغدادي وكتابوجوه القرآنلإسماعيل بن أحمد الضرير والمنتخب من كتاب أزواج النبيللزبير بن بكار والجزء الخاص بتراجم النساء منتاريخ دمشق لابن عساكر.

٤- ونأتي إلى العالمة الأدبية الراحلة (عائشة بنت عبدالرحمن) الملقبة (بنت الشاطىء) ولها في تاريخ نشر النصوص مكان ومكانة وقد دلفت إلى ذلك المجال التراثي من باب الدراسات الجامعية أيضاً؛ ولكنها دخلت ولم تبرح؛ فقد أقامت أطروحتها للدكتوراه بعنوانالغفران – دراسة نقدية مع تحقيق رسالة الغفرانلأبي العلاء المعري وأجيزت بتقدير ممتاز ثم حصلت بهذا التحقيق على جائزة مجمع اللغة العربية في تحقيق النصوص

– مقالات الطناحي ٦٦٩- ٦٧١ /٢

بشيء من التصرّف.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

 

 

(المصدر: موقع مداد)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى