متابعات

آيات بينات

آيات بينات

بقلم أ. أنور الخضري (خاص بالمنتدى)

أخي القارئ العزيز..
أرجو منك أن تتلوا هذه الآيات بكامل وعيك وحضورك الذهني والروحي..
((إِنَّ ٱللَّهَ یُدَ ٰ⁠فِعُ عَنِ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا إِنَّ ٱللَّهَ لَا یُحِبُّ كُلَّ خَوَّانࣲ كَفُورٍ * أُذِنَ لِلَّذِینَ یُقَـٰتَلُونَ بِأَنَّهُم ظُلِمُوا وَإِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ نَصۡرِهِم لَقَدِیرٌ * ٱلَّذِینَ أُخرِجُوا مِن دِیَـٰرِهِم بِغَیرِ حَقٍّ إِلَّاۤ أَن یَقُولُوا۟ رَبُّنَا ٱللَّهُ وَلَولَا دَفعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعضَهُم بِبَعضࣲ لَّهُدِّمَتۡ صَوَ ٰ⁠مِعُ وَبِیَعࣱ وَصَلَوَ ٰ⁠تࣱ وَمَسَـٰجِدُ یُذۡكَرُ فِیهَا ٱسۡمُ ٱللَّهِ كَثِیرࣰاۗ وَلَیَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن یَنصُرُهُۥۤۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِیٌّ عَزِیزٌ * ٱلَّذِینَ إِن مَّكَّنَّـٰهُمۡ فِی ٱلۡأَرۡضِ أَقَامُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُا۟ ٱلزَّكَوٰةَ وَأَمَرُوا۟ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَنَهَوۡا۟ عَنِ ٱلۡمُنكَرِۗ وَلِلَّهِ عَـٰقِبَةُ ٱلۡأُمُورِ))،
الحَجِّ: ٣٨- ٤١.
….
أرأيت السياق العجيب الذي يحكي الله المولى سبحانه للبشرية لماذا بدأ أول قتال في دعوة النبي محمد؟!
يبتدئ السياق أولا بالتأكيد على أنه سبحانه يدافع عن الذين آمنوا، قبل أن يتحدث عن المعركة والمواجهة!.
تأملت الآية وقلت: ما هو الدفاع الذي خص الله به نفسه وابتدأ به هذه السردية عن بدء القتال عن المشركين.
في الحقيقة، معظم التاريخ هو حركة تدافع وصراع، ومعظم البشر لا يقرؤون التاريخ بالمنطق الديني والأيدولوجي، وإن قرؤوه كذلك زوروه تجاه خصومهم ومخالفيهم. لهذا كانت حكمة المولى تعالى أن لا يبتدئ القتال في دعوة الإسلام إلا دفعا عن الحقوق المشروعة التي لا يمكن لأحد أن ينكرها.. فالإنسان -أيا كان دينه ومعتقده- تحكمه الفطرة والجبلة في الحكم على الأمور، فإذا رأى ظلما وعدوانا أنكره.
لهذا كان من حكمة الله تعالى في دفاعه عن تاريخ نبيه -عليه الصلاة والسلام- وصحابته -رضي الله عنهم- أن يسرد مظلوميتهم ويوضح سبب حملهم للسيف، حيث ظلموا واضطهدوا وأخرجوا من ديارهم بغير حق.
وعبر التاريخ التالي، لم يأت من يتهم محمدا وأصحابه بأنهم كانوا متمردين أو إرهابيين أو لصوصا، فالقصة لم تبدأ ببدر بل بدأت قبلها بقرابة ١٠ أعوام، حين جهر النبي بدعوته.
إذن ليس المقصود بالدفاع دفاع الله عن المؤمنين في حياتهم، فهذا شأنهم يتولونه هم حسب قدرتهم واستطاعتهم، لكنه يدافع عنهم بعد موتهم بحيث لا تغيب سردية تاريخهم الناصع أمام سيل الاتهامات والإدانات.
وعندما يكون القتال مبررا، والصراع واجبا، ستتغير مواقف الأطراف خارجه، وهذا ما يسهم في حيادهم، ومن ثم تضييق دائرة الصراع بين أصحاب الحق ومن ظلموهم، ومن ثم يأت التمكين.
اليوم، يشاء الله تعالى بحكمته أن يظهر للعالم الذي لطالما غلبت عليه السردية السهيونية أن تتفتح آذان وأعين وضمائر الناس على سردية جديدة تقول: إن ما جرى للفلسطينيين ظلم وعدوان واحتلال وإجرام، فإذا ما أشهروا سيفهم دفاعا عن أنفسهم واستردادا لحقوقهم وتحريرا لأوطانهم فإن هذا حق لهم تقره شرائع السماء والأرض والفطر الإنسانية.
هكذا يدافع الله تعالى بقدره عن المؤمنين ليبقى تاريخهم ناصعا بعد مماتهم، متوهجا بالصبر والتضحية والتمسك بالحق، لا متوشحا الإرهاب والقتل.
اليوم، يتحرك النشطاء والنخب على أرض الواقع وفي الفضاء الافتراضي ليعيدوا سردية فلسطين المحتلة وينصروا عدالة القضية.
نعم الثمن مكلف، لكن قدر الله تعالى منته بالتمكين لأولئك الذين سيناصرهم العالم، إن لم يكن بالانحياز فبالحياد، حتى لا يجد اليهههووود مفرا لا وراء شجر أو حجر.
اقرؤوا الآيات مجددا بعد هذا التعليق تكرما.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى