AFP : الصين تحول مقابر المسلمين لمواقف سيارات وملاعب
كشفت وكالة الأنباء الفرنسية (AFP) عن تدمير الصين مقابر مدفون فيها أجيال من أقلية الإيغور المسلمة، مخلفة وراءها عظام آدمية ومدافن مدمرة، وهو ما وصفه نشطاء بانه محاولة لمحو هوية الجماعة العرقية في إقليم شينجيانج.
ووفقا لتحقيق للوكالة بالتعاون مع مؤسسة “إيرث رايز ألاينس” المتخصصة في تحليل الصور الملتقطة بالأقمار الصناعية فإنه خلال عامين فقط فإن عشرات المقابر تعرضت للتدمير في شمال غرب المنطقة.
وأظهرت الصور أن بعض المقابر تحولت إلى مواقف للسيارات وحتى إلى ملاعب، بحسب تقرير للوكالة تناقلته وسائل إعلام غربية.
وفي مقاطعة شايار شاهد صحفيون يعملون في الوكالة عظاما آدمية ملقاة على الأرض في ثلاثة مواقع، وفي مواقع أخرى تحولت المقابر إلى تلال من الطوب.
وبينما يتراوح التفسير الرسمي بين التنمية الريفية وتوحيد معايير بناء المقابر القديمة، يقول إيغوريون مقيمون خارج البلاد إن هذا التدمير جزء من حملة قمع تقوم بها الدولة للتحكم في كل جوانب حياتهم.
يقول صالح هوداير الذي كشف عن تدمير المقبرة التي دفن بها أجداده:” إذا دمرت هذه المقبرة فأن تستأصل من يعيش على هذه الأرض وكل من ينتمي لهذه الأرض”.
ويضيف:” هذا كله جزء من حملة صينية لمحو أي دليل على هويتنا لتجعلنا مثل الصينيين الهان”، مشيرا إلى قومية الأغلبية التي تمثل حوالي 92% من الشعب الصين.
وتابع:” هذا هو سبب تدميرهم لكل هذه المواقع التاريخية ولهذه المقابر لتفصلنا عن تاريخنا وعن آبائنا وأجددنا”.
ويأتي الكشف عن تدمير المقابر بعد أيام من نشر فيديو مسرب يظهر عملية مئات الرجال من الإيغور معصوبي الأعين وأيديهم مقيدة خلف ظهورهم ويرتدون سترات مرقمة وهم ينزلون من قطار.
هذه الصور التي أكد صحتها باحث أسترالي تسلط الضوء على ظروف احتجاز السجناء في “مراكز إعادة التربية” الصينية، حيث تم إرسال عدد كبير من مسلمي الأويغور للعيش في شينجيانغ، غرب الصين.
وسجل الفيديو الأصلي الذي نشر في 17 سبتمبر أكثر من 460 ألف مشاهدة، وهو يظهر “إلغاء الحكومة الصينية، على المدى الطويل، حقوق الإنسان والحريات الأساسية في منطقة الأويغور شينجيانغ الذاتية الحكم”.
وهذا هو الفيديو الوحيد الذي نشر على قناة يوتيوب”War on Fear” ، التي تم إنشاؤها في نفس اليوم. ولكن هذه القناة لم تحدد بدقة لا تاريخ ولا مكان ولا سياق هذا الفيديو الذي صور بواسطة طائرة مسيرة.
وكانت لجنة حقوقية تابعة للأمم المتحدة أفادت أن الصين تحتجز نحو مليون مسلم من أقلية الإيغور بمعسكرات سرية في تركستان الشرقية لإعادة التأهيل السياسي.
لكن بكين تنفي هذه الاتهامات وتتحدث عن “مراكز للتدريب المهني” بهدف مكافحة “التطرف” الإسلامي. وتؤكد أيضا أن الإجراءات الأمنية في شنجيانج ضرورية لمحاربة “التطرف” ولا تستهدف مجموعة إثنية محددة.
ومنذ 1949، تسيطر الصين على إقليم تركستان الشرقية الذي يعد موطن أقلية الإيغور التركية المسلمة، وتطلق عليه اسم شنجيانج أي الحدود الجديدة بحسب مصر العربية
للإطلاع على التقرير:
https://www.afp.com/en/news/3954/even-death-uighurs-feel-long-reach-chinese-state-doc-1ky71r1
(المصدر: مجلة المجتمع)