إضاءات حول كتاب ” الاكتفاء العلمائي “
أ. عثمان باعبد الله
استقبل طلاب العلم الشرعي والعلماء كتابًا متميزًا في عنوانه ومحتواه، وهو من أهم المؤلفات التي تهتم بنقد الوسط العلمائي، وتقديم النصيحة لهم بأسلوب جميل، ودراية تامة بما يجب أن يقال ويكتب في هذا المجال. ومن المعلوم أنه من الصعب الدخول إلى هذا النوع من الكتابة النقدية، ولا سيما أن العلماء في الغالب هم قادة الرأي في المجتمعات الإسلامية، وهم من يوجهون النقد والنصيحة لغيرهم لا العكس.
وبقدر ما يعكسه العنوان من معنى مهم، وهو ” دراسة نقدية تشخيصية للواقع العلمائي، ورسم مسارات الإصلاح المشيخي ” إلا أن الأهم في هذا الكتاب، أنه مبني على تجربة طويلة، وممارسة واقعية، ومليء بالأمثلة والنماذج العملية التطبيقية، وهي أمور في غاية الأهمية نراها ونسمعها في مؤسسات العلماء، ونعيشها أثناء العمل معهم، ونعلم أنها مسببة لتأخر الدعوة والعمل وانحرافهما عن المسار الصحيح.
وقد صدر الكتاب عن مؤسسة منتدى العلماء، وطبع في مكتبة الأسرة العربية بتركيا، والكاتب هو : محمد علي بلاعو، أكاديمي وأستاذ جامعي في بريطانيا، وقد أجاد في عرض المشاكل ورسم مسارات الإصلاح بأسلوب سهل، وعبارة أدبية راقية، وَنَفَس متواضع، حيث ابتدأ بمقدمة شرح فيها مقصده من التأليف والمنهج الذي اختاره، ومما ذكره أنه قضى ما يزيد عن أربع سنوات في تأليف هذا الكتاب. ثم مهّد لأبواب الكتاب بالحديث عن فضل العلماء ومنزلتهم، ومسؤوليتهم أمام الله.
وقد قسم الكتاب إلى خمسة محاور وخاتمة قصيرة وفهارس.
والحقيقة أن الكتاب جدير بالقراءة مرات ومرات، فهو كتاب تربية وبناء، ولا غنى عنه لطالب علم أو عالم مهما علا شأنه، ويجدر بالجامعات والمعاهد الشرعية أن تقرره على طلابها في السنة الأولى كمادة في الآداب والأخلاق، أو في التربية والتزكية، كما يجدر بروابط واتحادات العلماء أن تطبعه وتوزعه على منتسبيها والمنخرطين تحت مسؤوليتها من العلماء والدعاة.
هذه بعض الإشارات لتسليط الضوء على هذا الكتاب المهم، راجيا من الله القبول والتوفيق.
