مقالاتمقالات مختارة

تعليق على من اعتبر تصنيف العلماء إلى علماء السلطان وعلماء القرآن تصنيف إيديولوجي – د. محمد عوام

تعليق على من اعتبر تصنيف العلماء إلى علماء السلطان وعلماء القرآن تصنيف إيديولوجي – د. محمد عوام

التصنيف تشهد له ٱيات كثيرة وأحاديث وقد بينت ذلك في مقال لي سابق، والتصنيف ليس إيديولوجيا كما قال سي عبد الرزاق وقية. وإلا حسب رأيه سنظل تائهين لا نميز بين علماء القرٱن وعلماء السلطان، ولا يخفى أن العلماء منذ زمن تناولوا قضية التعامل مع الحاكم والدخول عليه، ونحن لا ننكر ذلك إذا كانت في ذلك مصلحة شرعية. أما الإنبطاح للظالمين والفسقة والفجرة من الحكام الذين أذلوا عباد الله وخربوا الأوطان والديار فهذا من الركون المنهي عنه وصاحبه ٱثم قال تعالى: “ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار”.

ثم إن معيار التمييز بين علماء القرٱن وعلماء السلطان هو مدى تمسك العالم بثوابت القرآن، ومناصرة قضايا الأمة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، ونصرة النبي صلى الله عليه وسلم وغير ذلك.

أما أن نجد العالم يدور في فلك السلطة والحاكم الجائر، يبارك أعماله الشنيعة، ويدافع عن فسقه وفجوره من أجل فتات أو لقيمات أو دولارات وريالات يقذف بها إليه مثل الجرو، فهذا قطعا ليس من العلماء.

فنحن في حاجة إلى علماء أحرار، وإلى مؤسسات علمائية حرة مستقلة، تقدر مصلحة أمتها بوسطية واعتدال، لا أن تكون ذيلا ملتصقة بنظام معين، يملي عليها ما تقول، ويوجهها حيث يريد، فأين عزة العلم والعلماء مع هذالصنف، بل ضاعت الأمة معهم، وأصبحت لقمة سائغة للفسقة والفجرة وشياطين الإنس، لو كانت لنا مؤسسات علمائية حقيقية لها كلمتها المسموعة، وتأثير في مجتمعاتنا، هل كان بوسع التافه البليد ماكرون واللوبي الصليبي والصهيوني أن يناصر او يتجرأ على المقام السني والدوحة الشريفة والجمال المحمدي الطاهر الشريف لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

مع الأسف وجدنا من يدعو إلى التطبيع ومحاربة الأخيار والدعاة الربانيين ويصفهم بالإرهاب ويشوه بسمعتهم الطيبة، وينال منهم، في الوقت الذي يسكت عن المجرمين وهذا هو المنحى الذي ركبه وناصره ابن بية أليس مثله ومن معه من أسوأ علماء السلطة والاستبداد. فإذن التفريق واضح لا غبار عليه لا إيدلوجية ولا ديماغوجية فيه.

وليس معنا هذا أن جميع العلماء ممن يعملون في المؤسسات العلمية الرسمية ينطبق عليهم اسم علماء السلطة، نعم هم قلة، ولكن على الأقل ساكتون لا يتورطون في ما يمليه الحاكم، والسكوت أخف الضررين من المشاركة الفعلية للحاكم الظالم المستبد.

ورحم الله ابن الوردي حين قال في المياه
أنا لا أرضى تقبيل يد

قطعها أجمل من تلك القبل

ملك كسرى تغني عنه كسرة

وعن البحر اجتزاء بالوشل

ونسأل الله العفو والعافية والثبات وحسن الخاتمة.

(المصدر: هوية بريس)

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى