مقالاتمقالات مختارة

دعوات اليهود لاقتحام الأقصى يوم العيد

دعوات اليهود لاقتحام الأقصى يوم العيد

بقلم كمال زكارنة

تصاعدت دعوات الجماعات اليهودية المتشددة لرئيس حكومة الاحتلال نتنياهو الأكثر تشدداً وتطرفاً منها، المنادية بالسماح لأعضائها وأنصارها وأتباعها باقتحام المسجد الأقصى المبارك يوم الأحد الذي يوافق عيد الأضحى، بحجة أن هذا التاريخ يتوافق مع مناسبة «خراب الهيكل» المزعوم عند هذه الجماعات الخرافية والخزعبلاوية، التي تؤكد أن مناسبة عيد الأضحى المبارك عند المسلمين لا تعنيها، وأن المسلمين بإمكانهم أداء صلاة وشعائر العيد خارج المسجد الأقصى.

إنه تصعيد لسلوك إرهابي ليس جديداً من قبل المتطرفين الصهاينة، لكن الجديد فيه والذي يحمل خطورة كبيرة، هو الاستيلاء على باحات وأروقة ومصليات المسجد الأقصى المبارك، في مناسبات يهودية معينة وإغلاقه أمام أصحابه الشرعيين المسلمين بوصفه أقدس الأماكن للعبادة في فلسطين وفي العالمين العربي والإسلامي، والأخطر أن تصبح هذه العادة والمناسبات اليهودية نهجاً دائماً للجماعات المتطرفة بدعم كامل من حكومة وجيش وشرطة الاحتلال في القدس المحتلة.

يزداد التطرف الديني في صفوف هذه الجماعات الإرهابية عنفاً وتشدداً، بالتزامن مع أهم المناسبات الدينية لدى المسلمين، مثل الأعياد وشهر رمضان الفضيل ومواسم الحج وغيرها من المناسبات المهمة والأكثر قدسية، بهدف استفزاز مشاعر المسلمين وتقييد الحريات الدينية ومحاولة إثبات أن السلطة الدينية بأيدي تلك المجموعات، وأنها هي صاحبة القرار والسيادة على أماكن العبادة الواقعة تحت الاحتلال الصهويني، وهي تحاول يومياً التسلل إلى المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة واقتحامهما بحماية مباشرة من جيش الاحتلال وأجهزته الأمنية، وتمارس سلوكيات تمس القيم والحريات الدينية، وتعيث الخراب والفساد في كل مكان تستطيع الوصول إليه.

هي في الأساس تسعى إلى خلق واقع ديني جديد في المسجد الأقصى، يتيح لها التواجد المنتظم والدائم فيه ومنع المسلمين من الاعتراض على ذلك، والحد من قدرتهم على التدخل ومقاومة تلك المجموعات والتصدي لها وحماية الأقصى من رجسها وتدنيسها.

لا تمانع حكومة الاحتلال اقتحام هذه الجماعات المتطرفة باحات الأقصى في أي وقت، بل توفر لها الدعم والحماية وتكرم المجرمين المتطرفين والحاخامات الذين يمجدونهم ويمجدون جرائمهم وإرهابهم، وقد يكون يوم عيد الأضحى دامياً في مسرى النبي الكريم، وفي القدس المحتلة عموماً، إذا حاول المتطرفون الصهاينة اقتحامه وأداء طقوسهم التلمودية فيه، أو إذا أغلقت قوات الاحتلال باحات وبوابات الأقصى في وجه المصلين المسلمين صباح العيد.

يشكل المسجد الأقصى حالياً، الهدف الرئيس للمحتلين الصهاينة، اعتقاداً منهم بأن الفصل بينه وبين المسلمين، قد يؤدي إلى إضعاف تعلقهم به تدريجياً وانتزاعه من قلوبهم ووجدانهم مع مرور الوقت، متناسين أن قدسية وأهمية الأقصى لدى المسلمين وتمسكهم به وحرصهم عليه تزداد قوة وصلابة يوماً بعد يوم ومستمرة حتى قيام الساعة، تشعل وقودها الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة.

الموقف العربي الإسلامي من ممارسات وسلوك الاحتلال الصهيوني في القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، يجب أن يتطور صعوداً بما يتناسب مع المخاطر التي تنجم عن تلك السياسات وضرورة التصدي لها والحفاظ على هوية القدس الفلسطينية العربية الإسلامية.

(المصدر: صحيفة الدستور الأردنية / المركز الفلسطيني للإعلام)

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى