مقالاتمقالات مختارة

تعليقات سريعة على قتل الطّالب الشيشاني أستاذَه المسيء للنبيّ صلى الله عليه وسلّم

تعليقات سريعة على قتل الطّالب الشيشاني أستاذَه المسيء للنبيّ صلى الله عليه وسلّم

بقلم محمد خير موسى

• من البداهة أن نقول: إنّ أرواحنا فداءُ غبار نعل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وإنّ شسع نعل رسول الله صلى الله عليه وسلّم عندنا أغلى من ملء الأرض من أمثال ماكرون وغيره من الحاقدين على الإسلام.

• إنّ الغيرةَ على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم هي غيرةٌ على الدّين وهي من أهمّ الواجبات التي ينبغي أن يضطلع به المسلم في حياته مع نصرة النبيّ صلى الله عليه وسلّم ونصرة الشريعة الغرّاء.

• الغيرةُ على النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ينبغي أن تكون غيرةً منضبطةً بأحكام الشرع، فالشرع هو الضّابط لسلوكيّاتنا وأفعالنا مهما تعاظم غضبنا واحتدّ الغيظُ في نفوسنا، فقد منع النبيّ صلّى الله عليه وسلّم الصّحابة في العديد من المواطن من إنفاذ غضبهم والتّعبير السّلوكيّ بالبطش عن غيرتِهم رغم صدقها وعدم التّشكيك في حرقتهم وغيرتهم

• ما قام به المدرّس الفرنسيّ من إساءةٍ لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم جريمةٌ عظيمةٌ يجب على المسلم الحقّ الغضب منها ورفضها والعمل على معاقبة مرتكبها وردع غيره، ولكن بطريقةٍ لا تتنافى ومقاصد الشريعة ومبادئ الإسلام العامّة.

• عند بحث حكم الفعل الذي ارتكبه الطّالب الشيشانيّ فلا فقيمة لصدقه وغيرته وحرقته في تبيان الحكم أو تبريره على الإطلاق، فالقصد الصّالح لا يبرّر الفعل الخاطئ ولا يهوّن من وطأة وفداحة الجريمة غير المبرّرة.

• النّظرُ في مآلات الأمور معتبرٌ شرعًا وإن كان الفعل الذي ظاهره نصرةٌ للإسلام سيؤدّي إلى الإضرار بالإسلام فإنّه يغدو محرّمًا على الرّغم من أنّ ظاهره نصرة للدّين؛ فقد حرّم الله تعالى على المسلمين أن يشتموا الأصنام التي تُعبَدُ من غير الله إن كان ذلك سيؤدّي إلى تطاول المشركين على الذّات الإلهيّه؛ فقال تعالى: “وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ ۗ كَذَٰلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ” وكذلك إن كان الفعل الذي ظاهره نصرةً للنبيّ صلى الله عليه وسلّم سيؤدّي إلى تشكيل صورةٍ عامّة سلبيّة عن الإسلام فإنّ هذا الفعل يغدو محرّمًا، فقد بيّن النبيّ صلى الله عليه وسلّم علّة رفضه طلب عمر بن الخطّاب رضي الله عنه قتلَ عبدالله بن أبيّ ابن سلول الذي شتم النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ووصفه بأقبح الأوصاف؛ فقال: “دَعْهُ، لا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أنَّ مُحَمَّدًا يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ” وهذا يبيّن بشكلٍ واضحٍ أن فعل الشّاب الشيشانيّ غير جائزٍ شرعًا ولا يعدّ على الإطلاق صورةً سليمةً للتعبير عن نصرة النبيّ صلى الله عليه وسلّم

• فإن كان مجرّد تشكيل صورةٍ سلبيّة عن الإسلام مانعًا شرعيًّا من الإقدام على ما فعله الشّاب الشيشاني فكيف لو علمنا أنّ ما فعله سيكون له آثار سلبيّةً حقيقيّةً على واقع ملايين المسلمين الذين يعيشون في الغرب وسيكون له دورٌ في تشجيع المناهضين للإسلام في تصعيد حربهم ضدّ الإسلام؛ فعندها يمكننا وصف ما أقدم عليه الشّاب بأنّه جريمةٌ بحقّ الإسلام والمسلمين تفوقُ جريمةَ المدرّس الفرنسيّ من حيثُ آثارُها ومآلاتُها.

• محاولةُ تصوير المؤيّدين لفعل الشّاب الشيشاني بأنّهم محبّون لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم والرّافضون للفعل بأنّهم مبغضون لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم ما هو إلّا ضربٌ من المزايدة الفارغة، فحبّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم حقًّا يكون بتطبيق سلوكه في معالجة هكذا مواقف لا بانتهاج النهج الذي يكون مآلاه كارثيًّا على الإسلام كلّه.

• حجم التصارع على وسائل التّواصل الاجتماعيّ بين الرّافضين لهذه الجريمة والمهللين لها يوضّح بجلاءٍ لا شكّ فيه أنّ المسلمين يعيشون أزمةً حقيقيّة في فهم دينهم وروحه ومقاصده، ويبيّن عظيم حاجتنا إلى الرّشد والسلامة النفسيّة والفكريّة في زمن التوحّش الذي ألقى بظلاله على كلّ شيءٍ مع بالغ الأسف.

(المصدر: رابطة العلماء السوريين)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى