إسطنبول.. عرب وأتراك يطلقون مسابقة فنية دفاعا عن النبي بوجه ماكرون
أطلق عدد من النشطاء العرب والأتراك، اليوم الأحد، مسابقة أفضل رسوم كاريكاتيرية و”أنيميشن هادف”، وذلك للرد على حرية التعبير التي أطلقها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بعد ما أقدمت صحيفة “شارلي إيبدو” الفرنسية على إعادة نشر رسوم كاريكاتيرية مسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وأشار القائمون على المسابقة التي ترعاها بشكل رسمي وإعلامي “وكالة أنباء تركيا”، أنها تنطلق بتاريخ اليوم 20 أيلول/سبتمبر الجاري، وتستمر حتى 7 تشرين الأول/أكتوبر المقبل.
وجاء إطلاق المسابقة خلال حفل رسمي أقيم في مدينة إسطنبول التركية، اليوم.
وأضاف منظمو المسابقة أنه سيكون هناك معرض للرسوم الكاريكاتيرية، وحفل توزيع للجوائز بتاريخ 10 تشرين الأول/أكتوبر المقبل، في ولاية إسطنبول، ومن ثم سيقام مزاد لأول 3 لوحات فائزة، على أن تكون عائدات هذا المزاد المادية للأعمال الإغاثية.
الشيخ باسل هيلم، أحد أعضاء لجنة تنظيم المسابقة، قال في كلمة له خلال الحفل إن “العجب الأكبر هو جواب رئيس دولة فرنسا ماكرون منذ أيام عن سؤال وجه له عن هذه الرسومات المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، فكان جوابه وللأسف هي (حرية التعبير)، بدلا من أن يجيب بسفاهةِ ووضاعةِ هذه الأفعال التي تسئ لمليار ونصف المليار إنسان يعيشون على الكرة الأرضية”.
وأوضح هيلم مخاطبا ماكرون “حرية التعبير هي حق أساسي من حقوق الإنسان بموجب المادة رقم 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ويُعترف به في القانون الدولي لحقوق الإنسان في العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، ولكن اسمع ، دون إيذاء لقوانين الدول أو معتقدات الشعوب و دون المساس بها”.
وتابع قائلا “إنها نماذج لهولوكوست بتاريخ دامٍ، ويأتي رئيس فرنسا الآن ليتجرأ ويقول عن حماقات رسام متعصب وحاقد أساء لمشاعر مليار ونصف ويقول حرية تعبير، بالله عليكم هل هذه حرية تعبير؟”.
وأضاف هيلم مؤكدا أن “حرية التعبير لها ضوابط وأصول، إن تعدت على حقوق الغير أو أساءت لهم خرجت من مصطلح الحرية، لأنها تصبح اعتداء و انتهاكا لحريات الآخرين وتمس كرامتهم، وهذا معاكس للهدف المنشود لحرية التعبير”.
وأكد هيلم “نؤمن بجميع الأنبياء والرسل والكتب السماوية الحقة، وسنعمل على الزود عنها ممن يريد الإيذاء أو الاستهزاء بها، سواء كان بالتطاول لفظا أو إيحاء أو رسما”.
من جانبه، قال حمزة تكين الصحفي التركي وأحد أعضاء لجنة تنظيم المسابقة “لقد أطلقنا المسابقة بشكل خاص للرد على ما قاله ماكرون، الذي قال إن (الرسومات المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم هي حرية تعبير)، ومن هذا الباب ومن حرية التعبير التي أعلن عنها السيد ماكرون نريد أن نرسم مختلف الرسمات الكاريكاتيرية ومنها هو، ويحق لرسامي الكاريكاتير في أي مكان في العالم أن يرسموا ماكرون كما يشاؤون وكما يرونه بأي صورة يشاؤون، ضمن حرية التعبير التي أعلن عنها هو بشخصه، وبالتالي لا يحق له الآن الاعتراض على أي رسمة تأتي من أي رسام كاريكاتيري ضمن هذه الفعالية وهذه المسابقة”.
وأكد تكين لـ”وكالة أنباء تركيا” أنه “يحق لنا اليوم كمسلمين أن نقوم بهذه الخطوة لندافع عن نبينا بوجه هذه الحملات الشرسة التي يقودها الغرب وفرنسا بالتحديد وبدعم من ماكرون بشكل علني، بهدف الإساءة للمسلمين في مختلف دول العالم دون أي اعتبار ودون أي احترام لهم”.
ومطلع أيلول/سبتمبر الجاري، أدان رئيس الشؤون الدينية التركي البروفيسور علي أرباش وبشدة، إقدام صحيفة “شارلي إيبدو” الفرنسية على إعادة نشر رسوم كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، قائلا “أدين بشدة هذا الهجوم العدواني الناجم عن عقلية مريضة”.
كما أدانت وزارة الخارجية التركية وبشدة، إقدام صحيفة “شارلي إيبدو” الفرنسية على إعادة نشر رسوم كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، مشددة أنه “من غير المقبول أن يبرر المسؤولون الفرنسيون وفي مقدمتهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هذه الحادثة على أنها حرية تعبير”.
وسبق كل ذلك إعلان صحيفة “شارلي إيبدو” الساخرة، نيتها إعادة نشر الرسوم المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، قبل بدء محاكمة المتهمين في الهجوم الذي استهدف مقرها عام 2015، وأسفر عن مقتل 12 من موظفيها.
كيفية المشاركة في المسابقة:
- تسليم اللوحات والرسومات من خلال رابط الموقع التالي huriyataltaebir.com.
- لتتولى عملية التحكيم لجنة متخصصة من دكاترة ومتخصصين بهذا الفن.
- سيتم ترشيح 10 لوحات رسم، و10 لوحات أنيميشن هادف.
- سيعلن عن الفائزين بتاريخ 10 تشرين الأول/أكتوبر المقبل.
- سيتم توزيع جوائز على اللوحات والرسومات الثلاثة الأولى، فضلا عن شهادات تقدير للوحات والرسومات العشرين الأولى.
- سيتم ترشيح أول 3 لوحات ورسومات فائزة، لمزاد علني تشارك به نخبة من التجار والصناعيين، على أن يكون ريعه للأعمال الإغاثية.
(المصدر: وكالة أنباء تركيا)