مقالات مختارة

أنواع المقاصد باعتبار حظ المكلف وعدمه

 بقلم الشيخ عبدالعزيز رجب

نتناول في هذا المطلب تقسيم المقاصد باعتبار حظ المكلف وعدمه، وهي تنقسم بهذا الاعتبار إلى مقاصد: (أصلية، وتابعة).

القسم الأول: المقاصد الأصلية:

المقصود بالمقاصد الأصلية: هي الغاية للحكم، وهو التوجه إلى الواحد المعبود بغاية الخضوع والطاعة والمحبة له، وإفراده بالتعبد إليه في كل حال، ويتبع ذلك قصد التعبد لنيل الدرجات في الآخرة، أو ليكون من أولياء الله تعالى، وما أشبه ذلك [1].

مثل الصلاة، وأصل مشروعيتها الخضوع لله سبحانه بإخلاص التوجه إليه، وتذكير النفس بالذكر له؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي ﴾ [طه: 14].

يعني أن اشتمال الصلاة على التذكير بالله أكبر وأعظم من نهيها عن الفحشاء والمنكر؛ لأن ذكر الله هو المقصود الأصلي.

القسم الثاني: المقاصد التابعة:

وهي التي روعي فيها حظ المكلف، أو مقصد ثانوي، أو مقصد ثانٍ للحكم؛ فهو تابع للأول مكمل له[2].

مثال: النكاح مشروع للتناسل على المقصد الأول، وهو الأصلي، ويليه طلب السكن والتعاون على المصالح الدنيوية والأخروية، من الاستمتاع بالحلال، والنظر إلى ما خلق الله من المحاسن في النساء، والتجمل للمرأة، والتحفظ من الوقوع في المحظور من شهوة الفرج، ونظرة العين.

————————————

 [1] مقاصد الشريعة الإسلامية: دراسات في قضايا المنهج والتطبيق (134، 135)، نحو تفعيل مقاصد الشريعة (126)، الموافقات (2/ 15: 152؟)، الاجتهاد المقاصدي (41).

[2] المصدر السابق.

المصدر: شبكة الألوكة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى