في ذكراها الـ 949.. ملاذكرد من أهم معارك التاريخ الإسلامي
إعداد أحمد زكريا
تمر الذكرى الـ 949 لمعركة ملاذكرد التاريخية، والتي انتصر فيها الأتراك السلاجقة بقيادة السلطان ألب أرسلان على البيزنطيين، في حين يصف مؤرخون تلك الموقعة بأنها من أهم معارك التاريخ الإسلامي.
وفي 26 آب/أغسطس من كل عام، يحيي المسلمون عامة والشعب التركي خاصة ذكرى الملحمة التاريخية التي انتهت بانتصار ساحق للأتراك، والتي دارت رحاها في ملاذكرد الواقعة حاليا عند حدود ولاية موش شرقي تركيا، وذلك عام 463 هـ، الموافق لـ 1071م.
وبدأت أحداث المعركة عقب انزعاج الإمبراطور البيزنطي رومانس ديوجنيس الرابع، والذي أدرك خطورة التوسعات والفتوحات التي قام بها السلطان أرسلان تدريجيا في إيران والعراق وسوريا، إضافة إلى سيطرته على حدود المناطق المسيحية مثل أرمينيا وجورجيا وشن غارات على صقلية، فكان القرار حاسما ببدء الحرب ضده.
وجمع الإمبراطور البيزنطي مقاتلين من أعراق مختلفة من الروس والفرنجة والكرج (الجورجيون) والأرمن وغيرهم، حيث قدر عددهم بنحو 300 ألف جندي، في حين لم يتجاوز عدد جيش ألب رسلان الـ 20 ألف مقاتل.
وخلال ذلك أدرك ألب أرسلان خطورة الموقف في حال أقدم على مهاجمة جيش البيزنطين، فأرسل إليهم رسولا يعرض عليهم الصلح والهدنة، إلا أنهم رفضوا وأبلغوه بأنه لا هدنة إلا في مدينة “الرى” عاصمة السلاجقة، عندها أيقن ألب أرسلان أنه لا مفر من القتال والمواجهة.
ووضع ألب أرسلان خطة محكمة أشعلت الحماسة في نفوس مقاتليه الذين بدأوا بالهجوم على جيش البيزنطيين بكل شراسة وقوة، ولم تكد تمضي سوى ساعات قليلة على انطلاقتها حتى امتلأت ساحة المعركة بجثث القتلى البيزنطيين، وتم أسر الإمبراطور البزنطي.
وبعد ذلك أطلق السلطان ألب أرسلان سراح الإمبراطور البيزنطي بعد أن تعهد بدفع فدية كبيرة وإطلاق سراح كل أسير مسلم في أرض الروم، وعقد معاهدة صلح مدتها خمسون عاما يلتزمون خلالها بدفع الجزية السنوية ويعترف بسيطرة السلاجقة على المناطق التي فتحوها من بلادهم ويتعهدون بعدم الاعتداء على ممتلكاتهم.
وبعد الانتصار الذي تحقق في ملحمة ملاذكرد بدأت الفترة الأولى للإمارات التركية في الأناضول بالظهور، وكان ذلك أيضا تمهيدا لتأسيس دولة سلاجقة الأناضول أو سلاجقة الروم، ومن بعدها الدولة العثمانية أقوى الإمبراطوريات في التاريخ التركي.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وصف معركة ملاذكرد، بأنها “فتحت أمام الشعب التركي أبواباً جديدة ضمن جغرافيا الأناضول”، مضيفاً أن “هذا الفتح ليس في الجغرافيا وعلى الأرض فقط، بل هو فتح القلوب والعقول والأفئدة أولاً”.
وكان الباحث في التاريخ الإسلامي، الدكتور أيمن يزبك قال في تصريح لـ “وكالة أنباء تركيا”، إن “معركة ملاذكرد أحد أمجاد هذه الأمة، التي يجب أن يفتخر بها ويذكرها كل مسلم لأولاده، وينقلها لمن لا يعرف، وحق لكل مسلم أن يحتفل بها، وليست خاصة بعنصر معين من عناصر هذه الأمة”.
(المصدر: وكالة أنباء تركيا)