بقلم الشيخ د. سلطان العميري.
في محيط الدعوة هناك فنون مهمة لابد من الإبداع فيها ، وهذا الإبداع يساهم في إنجاح البرامج الدعوية والرقي بها نحو الكمال .
وأغلب برامج الدعاة يحيط بها تنسيقات بين الشيخ والمكتب الدعوي في تلك المنطقة ، سواءً كان الشيخ في نفس المنطقة أو قدم إليها من مدينة أخرى .
ومن خلال ارتباطي بالبرامج الدعوية وبمنسقي تلك البرامج وقعت لي تجارب وذكر لي بعض المشايخ بعض الأمور وهمس لي بعض المنسقين ببعض الخواطر فجمعت كل ذلك ، وأضفت بعض النقاط التي أحببت أن أهمس بها ، فإليكم هذه الهمسات التي قسمتها على أجزاء ، فجزء منها لذلك الضيف ” الشيخ ” وجزء للمكتب الدعوي ، وجزء للأخ المباشر في التنسيق ، وجزء لإمام الجامع .
أولاً :همسات للضيف ” الشيخ ” سواء قدم من مدينة أخرى أو في نفس المدينة .
- الإخلاص مطلب مهم لك أيها الداعية في كل تحركاتك الدعوية ونحن نذكرك به لأنه من أعظم أسباب تأثيرك وقبولك عند الله وعند الناس .
- بعض الشيوخ لديه زهد كبير في السفر والانتقال لأجل البرامج الدعويةوهذا بلا شك نقص كبير في الهمة في نصرة الدين ، ولعل البعض لديه ارتباطات ولكن بصراحة يوجد ضعف كبير لدى البعض الآخر ومن جهة أخرى لو قيل لبعضهم اذهب لتلك المدينة في زيارة عمل وسوف يكون لك انتداب مالي فإنه سيسافر بلاشك وتغيب الأعذار التي كانت تمنعه من السفر ، فيا لله العجب لماذا لا نسافر لله ولأجل تبليغ دينه ؟ متى يتحرك الدعاة وطلاب العلم وأساتذة الجامعات الذين ملئوا البلد ؟ ومتى يقوم بعض القضاة من كراسيهم لينطلقوا في القرى التي بجوارهم فضلاً عن المدن التي وراءهم ؟ ياحسرتاه أن نقرأ في قصص المنصرين والرافضة أنهم في تلك الدولة في أفريقيا ولهم عشرات السنين وبعض مشايخنا لم يرحل أبداً في الدعوة إلى الله .
- بعض الشيوخ يتم الاتصال به والإرسال ولايرد أبداً وهذا بلاشك قصور وتجاهل لرسائل المكاتب الدعوية وللمنسقين ، وقد نقبل عذره في عدم الرد على الاتصال ولكن كيف نقبل العذر في عدم الرد على الرسائل ، ألم يقرأها ؟
- بعضهم يرد ويخبرك بالموعد المناسب له ولكن لايضبط الموعد في سجل مواعيده مما يجعلك تتفاجأ بالاعتذار منه عند قرب الموعد مما يؤثر في البرنامج في تلك المدينة .
- ومنهم من يشترط عند الاتصال به أن تحجز له في الدرجة الأولىويشترط فندق مميز وأحياناً يطلب حجز لزوجته على حساب المكتب الدعوي وهذا لايجوز في نظري لأن هذا أكل للمال الدعوي بغير حق فالمقصود بالحضور هو وليست زوجته ويمكنه أن يحجز هو لها وليس المكتب .
- ومنهم من يتأخر عن موعد الرحلة وتفوته الرحلة ثم يعتذر عن البرنامج الدعوي مما يؤثر سلبياً على المنسقين في تلك المدينة وقد يقعوا في حرج بسبب غياب ذلك الضيف ، خاصةً وأنه قد تم الإعلان عن المحاضرة أو الكلمة وقد يأتي لتلك المحاضرة بعض الناس من القرى المجاورة لتلك المدينة .
- ومنهم من يصل للمدينة ولكنه غير صبور على قلة الإمكانيات لدى ذلك المكتب مما يشعرك بأنه في ترف دعوي وهذا يقدح في كمال الصبر على الدعوة ، فليس كل المدن فيها الفنادق المميزة أو الخدمات المناسبة .
- وبعض الشيوخ لديه جفاف عاطفي حينما يقابله المنسق أو إمام المسجدفلا تجد منه البشاشة ولا الترحيب وهذا لا يليق بالداعية لأن قدوتنا النبي صلى الله عليه وسلم في ابتسامته وبشاشته .
- وبعض الضيوف همته ضعيفة في البرامج ويرغب في الراحة ، فيا سبحان الله لقد تحملت أخي الداعية أعباء السفر فلماذا لا تتحمل بعض البرامج البسيطة التي فيها نفع بلا شك لتلك المنطقة التي زرتها .
- بعض الدعاة إذا نزل بالمنطقة يشترط أموراً قد لا يمكن للمسجد إحضارها مثل بعضهم يشترط تصوير بكاميرا احترافية وقد يكون المسجد لا توجد لديه مثل تلك الإمكانيات ، فمن الجميل أن تكون أيها الشيخ الفاضل خفيف الظل على إخوانك الذين فرحوا بزيارتك وأن تتنازل عن بعض الأمور .
- وبعض الشيوخ يقرر في لحظات إلغاء برامجه لمستجدات غير ضرورية ، مثل بعضهم كان ضيفاً على مدينة جدة وكان ذلك في يوم الجمعة ، ولديه برامج في المغرب والعشاء ولكن الشيخ المحترم ألح على المنسق أن يذهب به لمكة للبقاء في المسجد الحرام لإدراك ساعة الاستجابة ، ألا يعلم الشيخ بأن البرنامج الدعوي ونفع الناس محاط بالأجر كذلك ، ومن ناحية أخرى فإن الإخوة في المكتب قد حجزوا لك ورتبوا برامجك لكي تنفع المنطقة لا لتذهب لتتفرغ للعبادة في الحرم .
- وبعض الدعاة يتكلف العبارات في كلمته والذي ينبغي أن يكون عليه الداعية أن يستخدم العبارات السهلة والبسيطة التي يفهمها عامة الناس ، وليس المعنى هو الحديث بلهجة عامية لا ، بل نحن ندعو إلى العناية باللغة العربية ولكن بدون تعقيد وهذا ممكن لمن تدرب على مثل ذلك .
- وبعض الفضلاء من الدعاة لا يعتني بجمال مظهره ، مع العلم بأن العناية بذلك تؤثر كثيراً على كلمته .
- بعض الشيوخ لا يلقي كلمته إلا إذا كان هناك إعلام وزحمة تصوير ومساجد كبيرة وقنوات ، وأما أن يلقي في أحياء بسيطة أو مساجد متواضعة فمستحيل لأنه لا يوجد زحام عليه ، وهذا قد يكون فيه إشكال من ناحية الإخلاص ، لأن الداعية هدفه الكبير هو الدعوة ونفع الناس ، وحينما يذهب بك المنسق لبعض المساجد غير المشهورة فلماذا تقلق وربما ترفض إلا أن يكون جامعاً كبيراً ، ومايدريك أخي الشيخ فلربما انتفع بك في المسجد الصغير أقوام أكثر من المساجد الكبار .
- ومن الغريب خروج بعض الدعاة الشبابيون – الذين ليس لهم في عمر الدعوة إلا بضعة أشهر أو سنوات قليلة – الذين بدأت المكاتب الدعوية في التنسيق معهم وربما ليسوا على جانب من الرسوخ في التوجيه والحكمة ولكن بسبب شهرتهم في الانستقرام تم التنسيق معهم ، وأرجو أن لا يفهم كلامي خطأ فبعض الدعاة الشبابيون لهم جهود مشكورة ونفع الله بهم نفعاً كبيراً ، وأنا اقصد هنا من هو في بداياته الدعوية ولم تكن له تجارب كبرى في طريق الدعوة ، فيا أيها المنسق عليك بالتأني قبل التنسيق مع الدعاة الشبابيون إلا بعد اليقين التام بمناسبة ذلك الداعية للبرنامج الذي ترغب في مشاركته لكم ، فإذا كان برنامجكم يتعلق بالأسرة فهل يناسب أن تنسق مع ذلك الداعية الذي لم يعرف إلا بالكلام في التوبة وما حولها ؟ أظن هذا ليس من الحكمة ، ولا يعني كلامي الزهد في الوعظ بل هو أساس مهم في الدعوة ولكن مرادي هو التدقيق في التنسيق ، إذاً فاحرص أنت أيها المكتب الدعوي وأنت أيها المنسق على ذلك الفن لكي لا توقع الداعية في الإحراج في طرحه ذاك .
- اأقترح على الشيخ أن يُثبّت له منسق واحد في تلك المنطقة حتى يتعرف عليه ويعرف ذلك المنسق طبيعة الشيخ ومنهجيته في الترتيب ، وهذا أفضل من اختلاف المنسقين لك الذين ربما وقعوا في الإحراج معك .
- أيها الشيخ إن أغلب برامجك هي كلمات تلقيها ، ولكن تأكد أن أخلاقك التي تظهر منك خلال زيارتك لتلك المنطقة هي أعظم أثراً في نفوس الناس من كلماتك ، فاحرص بارك الله فيك على إحسان خلقك مع الناس أكثر من تحسين كلماتك .
- ستأتيك طلبات بتكرار الزيارة ، فكن لبقاً في الرد على تلك الطلبات وقم بشكر الناس على حفاوتهم وحرصهم .
همسات للمنسق الشاب :
بداية نشكر الشباب المنسقين للبرامج الدعوية فلهم والله جهد كبير في خدمة الدعوة وهذه الهمسات لا تعني أنني ألغي كل الجهود ولكن هي إشارات لتصحيح الخلل الذي ربما يقع من بعض المنسقين .
- عليكم بالإخلاص لله تعالى قبل البدء بالتنسيق لإقامة البرامج ، وأن يكون هدفكم هو نفع الناس ابتغاء الأجر من الله تعالى ، ولنفع الناس ، ومزاحمة الباطل الذي انتشر وللأسف .
- من الخلل عند بعض المنسقين عدم الذوقيات في الاتصال والتنسيق ، فهو لا يتقن الكلام مع الدعاة وقد يختار الوقت غير المناسب أو العبارات التي تدل على ضعف الخبرة في التنسيقات ، وهذه مسؤولية المكتب الدعوي الذي يختار مثل هذا الشاب غير المميز .
- الدعاء للشيخ والتلطف معه في العبارات التي تجعل الداعية يرغب في البرنامج .
- بعضهم يلح في الرسائل مع أن الضيف قد اعتذر ولديه ظروف .
- ومنهم من يتأخر عن استقبال الضيف في المطار مما يوقع الحرج على الضيف وربما مضت الساعة وهو في المطار وهذا بلا شك خلل كبير ، وبعض الضيوف من الدعاة قد لا يعرف أحد في تلك المنطقة مما يجعله ينتظر وينتظر ..
- وبعض الشباب يستقبلك بسيارته ” وهي غير نظيفة ” لأنه لم يفكر في فنون الاستقبال للضيوف ، وربما تجد في سيارته رائحة الفصفص والبروست والسمك ، فماذا يضر هذا الأخ أن يغسل سيارته ويعطرها قبل ذهابه لاستقبال الشيخ ، أليس هذا من الذوقيات الرائعة ؟
- ومنهم من يأخذ الضيف من المطار إلى ذلك المسجد لإلقاء تلك الكلمة ،وربما احتاج الضيف للراحة ، أو تغيير ملابسه أو الحاجة لدورة المياه ، وكان الأولى أخذ الضيف ليرتاح قليلاً من عناء السفر ثم البدء بالبرامج بعد ساعة من راحته .
- وبعض المنسقين يستقبل الشيخ ويبدأ بسرد المنكرات له في البلد ويشعرك بأنك في بلاد السوء والفسق ، مهلاً يا أخي ، اذكر للضيف إيجابيات المنطقة التي أنت فيها وحدثه بأحسن مالديك من أخباركم التي تبعث التفاؤل .
- ومن المنسقين من يستأجر للضيف مكاناً غير جيد حيث أنه لم يستعد من قبل لتلك الزيارة ، ويدخل الشيخ لتلك الشقة ولا يجد في القرب منها مغسلة للملابس ولا بقالة وربما لم تكن نظيفة وروائحها تنبعث من كل مكان ، وهذا لا يعني أن نستأجر أفخم الفنادق لا ، ولكن لو أن المنسق رتب جيداً وبحث عن شقق مناسبة للضيف لوجد مكاناً يليق بالشيخ الذي سافر من بلده إلى هذه المنطقة لإقامة ذلك البرنامج ، ولعل المكتب الدعوي يتحمل جزء من ذلك لأنه لم يوكل شاباً مميزاً في اختيار السكن المناسب المميز الذي تتوافر فيه الخدمات المناسبة ، ويجب أن نعطي موضوع السكن جانباً من الأهمية لأن الشيخ ضيف على المنطقة كلها .
- وبعض المنسقين ليس بحكيم في ضبط الحجوزات وقطع التذاكر وقد يوكل صديقه لإكمال الحجز فينسى هذا وينسى هذا وتفوت الفرصة لقطع التذكرة مما يترتب عليه إلغاء الحجز وتفوت المحاضرة ويضطر الجميع للواسطة لحجزٍ جديد وهكذا ، وكل ذلك بسبب أن المنسق لم يحجز ولم يقطع بطاقة الصعود للشيخ .
- ومن المنسقين من يرهق الشيخ بالبرنامج بطريقة مزعجة ، فيتنقل به من مسجد لمسجد ومن مجلس لمجلس بلا أدنى فنون ، يامحب لابد من ترتيب برنامج الشيخ بطريقة متناسقة ومتوازنة بين وقت للكلمات ووقت للراحة ووقت لترتيب نفسه وأغراضه ، ولا يعني هذا أن نفرط في الاستفادة من الشيخ بل لابد من إعداد جدول مناسب ومتوازن يمكنكم من خلاله من الاستفادة من الشيخ وفي نفس الوقت لاتوقعون الشيخ في زحمة المواعيد التي تنسيه الاستجمام والراحة ولو لبضع دقائق .
- من الجميل تنويع البرامج للشيخ ، فجزء لكلمات في المساجد وزيارة للسجن وزيارة لدور التحفيظ ولقاء مع الدعاة ولقاء مع مشرفي الحلقات ، وكلمة لدور تحفيظ النساء ، وزيارة لدور الملاحظة ، وزيارة لمحافظ المنطقة ، وهكذا في تنوع جميل يذهب الملل وينوع الجمهور الذي يخاطبه الشيخ .
- من الجميل أن ترسل للشيخ برنامجه على جواله أو على البريد قبل أن يصل لمدينتكم لكي يرتب نفسه في الموضوعات التي سيتحدث عنها ولكي يعرف طبيعة وأوقات البرنامج ومدة كل برنامج .
- بعض المنسقين يحصل بينهم نوع حسد لان المنسق ” س ” يحضر المشايخ الكبار ، والمنسق ” ص ” لايتم التواصل معه من ذلك الشيخ .
- يكفي المنسق شرف وفخر أنه أقام مجلس ذكر وانتفع الناس بذلك البرنامج الذي كان سبباً فيه .
- المنسق هو البطل المجهول الذي قد لايعرفه الكثير ، فنقول له : حتى لو لم يعرفك الناس فيكفيك أن الله يعلم بأنك السبب في إقامة هذا البرنامج الدعوي .
- حبذا إرسال رسالة تذكير للشيخ قبل الموعد بيوم أو في نفس اليوم إن كان في داخل المدينة .
- إرسال رسالة شكر للشيخ بعد الانتهاء من كلمته أو برنامجه الدعوي الذي أقامه .
- بعض المنسقين لا ينسق إلا محاضرات فقط ، والأفضل التنويع في التنسيق فمرة ينسق كلمات في المسجد ومرة كلمات في السجن أو لدور التحفيظ أو على الشواطئ أو في الاستراحات .
- التبكير في التنسيق مع الشيخ قبل موعد البرنامج بشهرين أو أكثر أحياناً ، لأن بعض الدعاة لديهم مواعيد أخرى ، فمن الجميل أن تحجز الموعد معه مبكراً .
- قد يكون هناك تصاميم دعوية من أجل برنامج الشيخ فاحرص على متابعة المصمم قبل وصول الشيخ وهل تمت طباعة التصميم وهل تم التوزيع وماهي آلية التوزيع .
- التزم بمواعيدك مع الشيخ في التبكير لإحضاره لمكان البرنامج قبل الموعد بوقت مناسب ، أقول ذلك لأن بعض المنسقين يتأخر في إحضار الشيخ من الفندق مما يجعلهم يتأخرون عن المسجد وربما وقعوا في زحام الطريق .
همسات للمكتب الدعوي :
- بعض المكاتب ضعيفة إدارياً من جهة التنسيق مع الدعاة وتعتذر بأنه ليس لديها مال مع أن أكثر المكاتب لديهم دعم من جهاتٍ من هنا وهناك وبعضهم لديهم أوقاف ، فيجب على المكتب الدعوي أن يبذل همته في التنسيقات مع الدعاة وكم من داعية نفع الله به تلك المنطقة أو المحافظة وماكان هذا ليكون لولا الله ثم جهود المكتب التعاوني في هذه المنطقة .
- لو أن المكتب الدعوي نسق مع أحد الفنادق المميزة أو الشقق المفروشة المناسبة ويكون كل الضيوف في هذا السكن لكان هذا التريتب معين لهم ويمكنهم أن يخاطبوا مدير الفندق أو صاحب الشقق ليعمل لهم خصم وربما جعل لهم ذلك مجاناً كما رأينا في بعض المدن وهذا يرجع إلى فنون العلاقات مع التجار وأصحاب الشقق والفنادق .
- بعض المكاتب الدعوية إذا جاءهم شيخ مشهور استأجروا له فندق مميز جداً قد يكلفهم ألف ريال في الليلة الواحدة وأما إن كان غير مشهور فهذا يحجزون له في شقة مفروشة ب ١٥٠ ريال فلماذا التفريق ؟ قد يقول قائل ” انزلوا الناس منازلهم ” فأقول : صحيح ، ولكن لا يصح أن نجعل الفارق كبير جداً حتى في نوعية السكن والسيارة وطريقة الاستقبال ، فيا مدراء المكاتب اتقوا الله ، وإنه لشيء غريب أن تخرج الأموال حينما يأتي الضيف المشهور وأما إن كان غير مشهور فيقول مدير المكتب ماعندنا مال .
- من الجميل أن يكون مدير المكتب أو نائبه في استقبال الشيخ في المطار أو في الفندق وهذا بلا شك يعطي انطباع للشيخ بالاحترام والذوق لدى ذلك المكتب .
- لاتختار أيها المدير لاستقبال الشيخ إلا أفضل الشباب أدباً .
- من الجميل تسجيل محاضرة الشيخ صوتياً أو عبر الفيديو وتنزيلها في اليوتيوب لنفع الناس ، واذكر أن أحد المشايخ زارنا في تبوك في يومٍ علمي وأقام أربعة دروس وتم تسجيلها وعند توديعه أعطيناه سيدي كامل لكل دروسه فاستغرب من هذا الترتيب والإعداد .
- إعداد وجبة العشاء للشيخ شيء جميل واقترح أن يكون من ضمن الحضور نخبة من الشباب الجادين والمتميزين في المنطقة أو المحافظة ليستفيدوا من الشيخ ولا تختصر الحضور فقط ببعض زملاءك يا مدير المكتب .
- إكرام الشيخ بهدية مناسبة قبل توديعه شيء جميل ، ومن وجهة نظري فإن الاقتصار في الإهداء على ” درع تذكاري ” شيء ممل ولا فائدة منه غالباً وربما أخذ حيزاً من حقيبة الشيخ ومكتبته .
- من المناسب أخذ الشيخ في جولة سياحية ولو لساعة من ضمن البرنامج في منطقتكم وإدخال السرور عليه وتعريفه ببعض المزايا والمرافق والمناظر .
همسات لإمام المسجد الذي سيكون فيه البرنامج الدعوي أو العلمي :
- لابد أن يكون هناك ترتيب بين الإمام والمؤذن في استقبال الشيخ عند الباب .
- بعض الأئمة غير مميز في التقديم للشيخ ، فعبارته جافة وطريقته باردة في التقديم ، ولايعني هذا أن نبالغ في المديح للضيف ، ولكن من وجهة نظري فإن هناك فنون في التقديم للمحاضرات وللمحاضرين .
- بعض الأئمة بمجرد أن يقوم الضيف لإلقاء الكلمة أو المحاضرة إذ بالإمام يخرج مباشرة ولا يجلس لسماع المحاضرة ، وربما نعذره أحيانا ، وأما أن نعرف أن هذا الإمام لم يجلس ولا مرة لسماع المحاضرات مع أنها ربما تكون أسبوعية فيا ترى ما هذا الكبر عن سماع المحاضرات ؟ والله إني لأجلس لكل من يلقي كلمات في مسجدي وبعضهم من طلابي .
- ترتيب طاولة المحاضرات وتجهيزها ووضع كأس ماء وفاين ، ومن الطريف أني حضرت لألقي محاضرة ولم يعلم بها المؤذن والإمام غائب بقلبه وقالبه عن مسجده ، فقام المؤذن وأخرج طاولة من مكان قديم والغبار مليء وقام بمسحها أمام الناس ثم وضع سجادةً عليها مما يدل على عدم الإعداد والترتيب المسبق بينه وبين الإمام .
مواقف وقصص :
- نسق معي المكتب الدعوي في ذلك الحي وأتيت لجامعٍ كبير ولم يتصل بي لا الإمام ولا المؤذن لتأكيد الموعد مع أن برنامجي وكلمتي رسمية ومعلقه عند الأبواب ، فلما انتهينا من الصلاة انتظرت ثواني وإذ بالإمام يخرج من الباب الأمامي ويلحقه المؤذن ويغلقون الباب عليهم فترددت هل أقوم ؟ وهل ألقي كلمتي بدون أن يقدم لي أحدهم ؟ وهل افتح الجهاز بعدما أغلقوه ؟ ومع ذلك قمت وألقيتها ومن الطريف أن عنوان كلمتي تلك ” إنا وجدناه صابراً ” ، قلت في نفسي : ماذا يضير الإمام أو مؤذنه المميز أن يستقبل الضيف ويرحب به .
- مما يدخل في ذوقيات الاستقبال أن يدخل الضيف من المدخل الأمامي –إذا كان هناك باب أمامي – وليس من باب الناس وخاصة إذا كان الضيف من كبار أهل العلم ، ومن العجيب أن أحد أعضاء الإفتاء جاء لأحد الجوامع في مدينة ” ع ” وقال المنسق لمسؤل الجامع : افتح الباب الأمامي ورتبوا مكان للشيخ في الصف الأول خلف الإمام ، فقال المسؤل : خل الشيخ يدخل من باب المساكين ، أليس هذا من سوء الأدب مع أهل العلم ؟ أليس من الذوقيات أن تستقبل هذا الشيخ في مقدمة الجامع ويتم إكرامه بالقهوة والشاي والبخور والاستقبال المميز ؟
- ومن المهمات في التنسيق في داخل المسجد أن يتم ترتيب لواقط الصوتيات والنظر فيها ، ولعل بعضكم يستغرب من هذه الإشارات ، وإليكم بعض ماجرى لي شخصياً من مواقف في مثل ذلك :
- أتيت لجامع في مدينة ” ج ” وتم التنسيق معي لخطبة الجمعة ، وجاءت إحدى القنوات ووضعت شعار القناة على لاقط الجامع وكان مغلق على خانة of ، ولما دخلت للجامع كان المؤذن ساهي أو نائم .. فلم يفتح الجهاز فسلمت والمكرفون مغلق ، ولما بدأت في الخطبة كان اللاقط مغلق بسبب شعار تلك القناة التي وضعت شعارها محيط باللاقط ، ومضت الثواني وأنا أتكلم بلا مكرفون والمؤذن يشير إلي من الأسفل أن افتح اللاقط وأنا لا أعرف كيف افتحه ، وبعد لحظات قام المؤذن – الساهي – بتحريك شعار القناة وتشغيل المكرفون وأكملت خطبتي التي كانت بعنوان ” قواعد التعامل مع المصائب “.
- ومن المواقف أتيت لجامع في مدينة ” ع ” وكان في شدة الصيف ودخلت المنبر وكان ضيق جداً والمكيف مغلق بداخله وبدأت الخطبة وبدأ العرق يتصبب من وجهي ويسيل على عيوني .. وحاولت أن التفت لأجد مكان تشغيل المكيف ولكن لم أعثر عليه .. وبدل أن أقلب الأوراق بيدي مضى وقتي وأنا امسح العرق بشماغي حتى ابتل بالعرق .. بصراحة ياكرام ، هل يضير المؤذن أو المنسق أن يفتح المكيف أو يجهز مروحة صغيرة في المنبر لأجل خطب الجمعة ؟
ومضة : مما يسعدني وأتشرف به أنني حينما استضيف في جامعي أحد المشايخ فإني في الغالب أنا الذي أستقبله عند الباب وقد سبق ذلك تجهيز الشاي والقهوة والتمر والحلا والبخور ونتحدث معه دقائق قبل الكلمة ثم نصلي ، ثم إذا بدأ في كلمته أحضر له قارورة ماء وافتحها له وأقرب له ” الفاين ” .
صدقوني أنني أشعر أن هذا الفعل قربة إلى الله وخدمة يستحقها هذا الضيف الذي جاء عندي لينفع الناس ويذكرهم .
يافضلاء .. هل يعجز أئمة المساجد ومنسقي الدعاة عن مثل هذه الذوقيات في استقبال أهل العلم والدعوة ؟ متى يرتقي هؤلاء ؟
ومن المواقف أني ألقيت كلمة في أحد المساجد ولما فرغت لم يقم الإمام ليسلم علي لانشغاله بالأذكار !!
فصليت الراتبة ثم خرجت من المسجد ، وبعد مضي خمس دقائق من خروجي إذ بالإمام المتميز يتصل بي ويقول وين رحت يا شيخ ؟؟
ياحبيبي وينك من ربع ساعة .. أبعد أن تركتني أصلي وأخرج تتصل بي بعد ..
شيء غريب عند بعض من ينتسب للعلم والدعوة ، الذوقيات في واد وهو في وادٍ آخر .
ومن الطريف أني أتيت لخطبة جمعة وكان الخطيب الرسمي قصير وقد وضع اللاقط في موضع ثابت لايتحرك على حافة منصة الخطيب ، ولما بدأت في الخطبة كنتُ في حالة انحناء طوال الخطبة لكي اقترب من اللاقط وكان موقفاً طريفاً ومحرجاً للغاية ، والحل لمثل هذا أن يضع الخطيب قاعدة متحركة في منصة الخطيب تتناسب مع جميع من يخطب من الدعاة لاختلافهم في الطول والقصر ، وهذه فنون فمن يدركها ؟
ختاماً يا كرام هذه همساتي لك أيها الشيخ ولك أيها المنسق وأنت يا مدير المكتب وأنت يا إمام المسجد .
همسات من محب لعلها ترتقي بعالمنا الدعوي لبعض التميز .
دفعني لكتابتها ما رأيت وسمعت من إضاءات حول هذا الجانب .
وأقسم لكم بالله أني أحب كل العاملين في ميدان الدعوة ولا أحمل لهم إلا الحب والدعاء الصادق ، فأتمنى أن لاتجدوا علي في بعض حروفي .
المصدر: موقع الشيخ سلطان العميري.