مقالات مختارة

عرض الفتاة نفسها للزواج من الرجل الصالح قضية للبحث

بقلم عماد عنان

الخطبة.. الزواج.. شريك العمر، كلمات طالما تحلم بها حواء وتنتظرها منذ صغرها، إلا أن الانتظار قد يطول فلا تلبث تلك الأحلام أن تنهار، وحين ذلك يداهمها هاجس العنوسة، فلا تجد إلا الإقدام على ما يخالف الأعراف والتقاليد المتبعة حتى لا تسقط فريسة لهذا اللقب، فمنهن من لا يجدن مانعاً فى ظل هذه الظروف من عرض الزواج على شاب تراه جديراً بها حتى يتقدم لخطبتها، ونجد بعض الشباب ذكوراً وإناثاً يؤيدون هذه الفكرة، والبعض لا يوافق عليها باعتبار ذلك يقلل من كرامة الفتاة، أو يعرضها للخداع من جانب الشاب واستغلال هذا الموقف لغرض فى نفسه.

بداية أكد الدكتور علي الصبان، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، أن الأصل في الاختيار أن يكون من قبل الرجل، مراعياً فيه الصفات التي أرشد إليها الإسلام، لكن يجوز للمرأة أن تعرض نفسها على رجل من أهل الصلاح، فقد روى الإمام البخارى أن ثابت البناني قال: كنت عند أنس رضي الله عنه وعنده ابنة قال أنس: جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تعرض عليه نفسها، قالت: يا رسول الله ألك بي حاجة ؟، فقالت بنت أنس: ما أقل حياءها واسوأتاه! قال أنس: هي خير منك، رغبت في النبي صلى الله عليه وسلم فعرضت عليه نفسها.

وفي صحيح الحديث: جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله: جئت أهب لك نفسي، فنظر إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصعد النظر فيها وصوبه، ثم طأطأ رسول الله رأسه فلما رأت المرأة أنه لم يقض فيها شيئاً جلست…. “، وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني: وفى الحديثين دلالة على جواز عرض المرأة نفسها على الرجل وتعريفه رغبتها فيه، وأن لا غضاضة في ذلك، وأن الذى تعرض المرأة نفسها عليه إن شاء رضي وإن شاء رفض، “لكن لا ينبغي أن يصرح لها بالرد بل يكفي السكوت، لأن السكوت ألين في صرف المرأة وآدب من الرد بالقول.

وأضاف الصبان أنه إذا جاز للمرأة أن تختار الرجل الذي ترغب في زواجه، فالشرط لهذا الجواز أن يكون الرجل المختار متصفاً بالتدين والصلاح أو بالعلم…. إلى آخره، وقد ترجم الإمام البخاري في صحيحه باب: عرض المرأة نفسها على الرجل الصالح. وقد قال الله تعالى على لسان ابنة شعيب :}قالت إحداهما يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوى الأمين قال إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين على أن تأجرني ثماني حجج فإن أتممت عشراً فمن عندك وما أريد أن أشق عليك ستجدني إن شاء الله من الصالحين{ (القصص: 26- 27 ).

كما أشار الداعية أحمد سالم، أنه في هذا العصر الذي انتشرت فيه الفتن، ينظر الناس إلى التي تعرض نفسها للزواج من رجل صالح نظرة فيها الكثير من معاني الاستخفاف والتحقير، ولو كان الأمر كذلك، لما ارتضاه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولنهى النساء عن فعله، وقد عرض سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ابنته السيدة حفصة على سيدنا عثمان وسيدنا أبو بكر ثم تزوج بها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

المصدر: الملتقى الفقهي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى