مقالاتمقالات مختارة

اعترافات الملحدين بصحة القرآن!

اعترافات الملحدين بصحة القرآن!

بقلم أشرف عبد المنعم

منذ عدة شهور قال أحد أشهر الملحدين على «اليوتيوب»، وهو سوري الأصل، أن أهله وهو صغير كانوا يُحذِّرون من سَبْ وشتم الشيوخ، ويهددون من يفعل ذلك بعقاب من الله، فقال الملحد أنه سَبَّ وشتم الشيوخ ولم يحدث له شيء، بل وسَبَّ وشتم الرسول الكريم ولم يُعاقبه الله تعالى، وسَبَّ وشتم الله تعالى ولم يحدث له شيء بل على العكس، أن صحته في تحسن مستمر!

وتأمل معي قوله تعالى {…..وَيَقُولُونَ فِي أَنفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ ۚ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا ۖ فَبِئْسَ الْمَصِيرُ}! فكأن الملحد يعتبر عدم معاقبة الله الفورية له، دليلا على صواب كفره وإلحاده!! المهم أن بعد ذلك الفيديو بثلاثة أيام، مات الملحد في البلد الأوروبي الذي يعيش فيه، وظلت جثته في المستشفى لمدة طويلة، لارتفاع تكلفة دفن الموتى في ذلك البلد، وظل أصدقاؤه وزوجته يتسولون التبرعات من الملحدين أتباعه حتى تم دفنه، وقد وَثَّـقَ الدفن صديقه مصري الجنسية وملحد أيضا،

ما أثار انتباهي في الفيديو هو تلعثم الملحد وهو ينعي صديقه! ثم يختم الفيديو بعبارة تنسف الإلحاد تماما، حيث قال «أتمنى أن ترقد رُوحه في سـلام»!

ونفس هذه العبارة تكررت من ملحدين ومنافقين بعد انتحار الملحدة «سارة حجازي»! فمن المعلوم أن الملحدين يُنكرون وجود الخالق عَزَّ وجل، وينسبون الخلق للطبيعة وللصدف العمياء والعشوائية، ويؤمنون أن البشر عبارة عن وساخة كيميائية أتت من العدم بالصدفة وستذهب للفناء! وينكرون وجود «الرُّوح» بل يتنطعون ويقولون أنه لا يمكن إثبات وجودها معمليا! وكأن المعمل هو السبيل الوحيد لإثبات وجود المخلوقات! وبالرجوع لأمنياتهم أن ترقد روح الملحد في سلام، فهذا اعتراف صريح منهم، بإيمانهم بوجود «الرُّوح» وهذا ينسف إنكارهم للإيمان بما هو غيب ولا يمكن لمسه أو رؤيته أو سماعه أو شمه كما يزعمون أنه سبب عدم إيمانهم بالله تعالى وبالملائكة وبالغيب الذي أخبرنا الله عنه في كتابه الكريم أو على لسان رسوله الكريم! وكذلك اعتراف صريح منهم، بوجود حياة بعد الموت وهم ينكرونها بشدة أيضا! وإلا فأين سترقد الروح بسلام؟!

واعترافهم بوجود خالق قوي متحكم في الخلق وهو الذي بيده أن يقرر كيف وأين ترقد «الروح» بعد الموت، وإلا فليقولوا لنا، هل الروح سترقد بإرادتها أم بإرادة خالقها؟ فإن قالوا بإرادتها، قلنا فلترجع للحياة إذن بإرادتها! وإن قالوا بأن هناك قوة أخرى ستقرر الأمر وتفعله، فهذا اعتراف منهم بعبثية الإلحاد وتفاهته وهشاشة منطقه السقيم.

ثم نتعجب من طوفان من طلبات الملحدين والمنافقين بإلحاح شديد، من المسلمين أن يدعو الله للملحدة بالرحمة والمغفرة!! فهم لا يطلبون من عُبَّاد البقـر أن يدعو البقرة أن ترحم الملحدة مثلا! ولم أسمع أنهم توجهوا للكنائس طالبين بإلحاح من النصارى أن يدعون يسوع أن يرحم ويغفر للملحدة! أو يدعون العذرا أو القديسين أو القساوسة أو الرهبان أن يتوسطوا للملحدة عند الثالوث! وتحيرت كثيرا لماذا هذا الإصرار على هذا الطلب الذي يعلمون أنه مُحَرَّمُ علينا فعله لقوله تعالى {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ}.

 

لاحظ أن الأمر بالتحريم يشمل النبي الكريم سيد الأنبياء وإمام المرسلين، فكيف بمن هم دونه؟!

وأقول -رأيي الشخصي- أن الملحدين العرب لم يُلحدوا لاكتشافهم أن الإسلام يتناقض مع الفطرة السوية أو العلم أو أنه يدعو للفجور والظلم بل إلحادهم مجرد غطاء لمشاكل تعرضوا لها، فبدلا من توجيه اللوم للأب أو الأم أو النظام الديكتاتوري أو للمجتمع الجاهل الظالم، فوجهوا غضبهم لله تعالى ولرسوله الكريم ولدينه الحنيف، وطلبهم أن ندعو الله لمن يموت منهم بالرحمة والمغفرة، لهو تعبير عما بداخلهم بأنهم يعلمون بأن الإسلام هو دين الحق وأن المسلمين على حق وربما تَـمَـنَّـوا أن لو استطاعوا التغلب على نفوسهم وأهواءهم وشهواتهم وأصبحوا مسلمين، واقرأوا معي قوله تعالى {رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ}، فكل كتب التفسير تتكلم أنَّ هذا التمني سيكون في الآخرة، ولكن هل هناك ما يمنع أن يكون ذلك في الدنيا؟! الله تعالى أجل وأعلى وأعلم.

والحمد لله على نعمة الإسلام.

ودمـتـم.

(المصدر: صحيفة الأمة الالكترونية)

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى