اسم الكتاب: الاستراتيجيَّة الإيرانيَّة في الخليجِ العربيِّ.
اسم المؤلف: نجلاء مكاوي، ويحيى صهيب، وتامر بدوي.
إشراف ومتابعة: عبد الله الشايجي، ومصطفى الحباب، وفاطمة الصمادي، وعادل العبد الله.
عدد الصفحات: 344 صفحة.
الناشر: مركز صناعة الفكر للدراسات والبحوث.
نبذة عن الكتاب:
منذُ قيامِ ما يسمَّى بالثَّورة الإيرانيَّة ضدَّ نظامِ الشَّاه، والإطاحةِ به، ومجيءِ الخُميني الذي دشَّن قيامَ دولةٍ يزعُمُ أنَّها إسلاميَّةٌ، بنزعةٍ شيعيَّةٍ صريحةٍ، والعلاقةُ بين تلك الدَّولةِ وبين جيرانِها على ضفافِ الخليجِ العربيِّ تمرُّ بالعديدِ مِن حالاتِ التَّصادم والتَّفاهم، والهبوط والصُّعود، وكانت أهمَّ العناصرِ التي تؤثِّر على تلك العَلاقة المصلحةُ السياسيَّةُ، والتأثيراتُ الخارجيَّة، والاختلافُ المذهبي، وكان التوتُّر الدبلوماسيُّ بشكلٍ عامٍّ هو المتسَيِّدَ في تاريخِ تلك العَلاقاتِ.
وزاد التوتُّر في الآونة الأخيرةِ نتيجةَ أحداثٍ وتطوُّرات أذكَتِ الحساسيَّةَ بين الطرفينِ؛ أهمُّها إصرارُ إيرانَ على تطويرِ قُدراتِها النوويَّة، ودعمُها لفوضى الشِّيعة في البحرين، ودعمُها الكاملُ لنظامِ الطَّاغية بشار في سوريا في قَمعِه شَعبَه الذي خرج مطالبًا بإسقاطِ نظامِه، وباحثًا عن العَيشِ بكرامةٍ وحُريَّة.
جاءت هذه الدراسةُ تستهدفُ مُقاربةَ الاستراتيجيَّة الإيرانيَّة تجاهَ دول الخليجِ العربيِّ، من خلال أسئلةٍ عِدَّة، يُسهِمُ طَرحُها ومحاولةُ الإجابةِ عليها في توضيحِ ركائزِ تلك الاستراتيجيَّة، ومُنطلقاتِها، وتتبُّعِ مسارِها، وعمليَّة وضعِها وتنفيذِها، ومدى تأثُّرِها بالعوامِلِ المختلفةِ النِّطاقِ محليَّةً وإقليميَّةً ودوليَّةً، وحدود تأثيرِها الرَّاهِن، والمحتَمَل على دول الخليجِ؛ أمنيًّا وسياسيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا، في إطارِ مُعطَياتٍ إقليميَّةٍ، ودوليَّة، تقود المنطقةَ إلى معادلةٍ جيوسياسيَّة جديدة.
قُسِّمَت الدراسةُ إلى عدَّة مباحث:
جاء المبحث الأول: عن تطوُّرات النِّظام السياسيِّ الإيراني، وسلطاتِه الرئيسيَّة، قدَّمَ فيه الباحثونَ استعراضًا تاريخيًّا عن إيران قبل ثورَتِهم المزعومة، ثم قيامها، وكيف تم التأسيسُ لنظام ثيوقراطي، وما هي بِنيةُ هذا النِّظام ومرتكزاتُه، وسلطاتُه الرئيسيَّة؟ كما يتناول المبحثُ الشخصيَّات التي تولَّت أهمَّ مَوقعينِ في النِّظام، وهما (الوليُّ الفقيه، ورئيس الجمهورية) والسَّمْتَ العام لسياسَتِهم، والفُروقَ بينها وحدودَها.
المبحث الثاني: وجاء بعنوانِ (القوى المشَكِّلة والمؤثِّرة في صنع الاستراتيجيَّة الإيرانيَّة).
المبحث الثالث، حمَلَ عنوان (ثوابت الاستراتيجيَّة الإيرانيَّة وعلاقتُها بالسياسةِ الخارجيَّة لدُوَل الخليجِ العربية) وأهم ما تناوله المبحثُ: كيفيةُ تأثيرِ تعقيداتِ تركيبةِ السُّلطة في إيران على سياسَتِها تجاه دولِ الخليج، عبْرَ الإداراتِ المختلفة، وأيضًا تناوَلَ: سياساتِ دولِ الخليجِ تِجاهَ إيران؛ ومرتكزاتِها، ومُنطلقاتِها.
وفي النِّهاية يطرحُ المبحثُ سؤالًا عن طبيعة التغييرِ (استراتيجي أم تكتيكي مرحلي؟) في السياسة الإيرانيَّة تجاه دُول الخليج، عقِبَ تولِّي (روحاني) رئاسة الجمهوريَّة الإيرانيَّة، ويحاوِلُ الإجابة عليه.
وأمَّا المبحث الرابع: فتناوَلَ بالتَّفصيل (قضايا النِّزاع وملفَّات التفاعُل بين إيران ودُوَل مجلس التَّعاون الخليجي) التي أثَّرت على العلاقاتِ الخليجيَّة الإيرانيَّة في كلِّ مراحِلِها.
ومِن أهمِّ الملَفَّات التي تناوَلَها هذا المبحثُ موضوعٌ مُهمٌّ طالَما عَمِلَ على توتُّرِ العلاقات بين إيران ودول الخليج، وهو علاقة إيران بالشِّيعة في تلك الدُّول.
وأمَّا المبحث الخامسُ فهو عن (استراتيجيَّة التفاوُضِ الإيرانيَّة مع دول الخليج “المُنطَلَقات/ الرَّكائِز/ التكتيكات”).
واستعرض المبحث السادس: (الموقِفَ الإيراني من تغييرِ أنظمة الحكم في الشَّرق الأوسط).
والمبحث السابع والأخير حاول وضع (رؤيةٍ استشرافيَّةٍ لِمُستقبَل العلاقات بين إيران ودُوَل مجلس التعاون الخليجي).
وفي نهايةِ هذه الدِّراسات جاءت التَّوصِيات، وهي مُكَوَّنة من عدَّة نِقاطٍ، خَلُصَ إليها الباحثون نتيجة دراسَتِهم لهذا الموضوع، ونحن نشيرُ هنا إلى أهمِّها:
– ضرورةُ إعادة الهيكلةِ لأمنِ الإقليمِ على أساسِ وَحدة المصالحِ بين الدُّول الخليجيَّة، وبتوفُّر الإرادة السياسيَّة.
– صياغةُ رؤيةٍ جديدة لأمن الخليجِ، أحدُ أهَمِّ مُكَوِّناتها عدمُ الاعتمادِ على الخارِجِ، خاصَّة الولاياتِ المتَّحدة؛ لتجنُّبِ مخاطِرِ انسحابِها التدريجي، أو تراجُع موقِعِ الخليج في أجندة التزامَاتها الأمنيَّة الخارجية.
– ضرورةُ دَفعِ فكرةِ الارتقاءِ مِن مستوى التعاوُنِ الخليجيِّ إلى الاتِّحاد بين دُوَلِ مَجلس التَّعاون، بكافَّة الوسائِلِ والأدوات.
– ضرورةُ العمَلِ على تقويةِ كُلِّ ما يدفَعُ باتِّجاه تحالُفٍ سُنِّي في المنطقة؛ لِمُواجهةِ المدِّ الإيراني، والانفتاح الأوسَع على الدُّوَل الإسلاميَّة؛ مثل: تركيا وباكستان وماليزيا.
– الاهتمامُ بالمشاريعِ التي تقِفُ ضدَّ التيَّار الإيراني في منطقة الخليجِ العربي، من خلال دعْمِ القُوى السنيَّة الفاعلة في الخليج والعِراق واليَمَن؛ للحَدِّ مِن طموحاتِ إيرانَ في بَثِّ مصادِرِ القوَّة النَّاعمة.
– بلوَرةُ مشروعٍ استراتيجيٍّ خليجيٍّ نحو اليَمَن؛ لتجنُّبِ سُقوطه للأبدِ في أيدي الإيرانيِّين، أو لتفادي خطَر تقسيمِه؛ لأنَّ ما يحدُث في اليَمَن سوف ينعكِسُ على الخليجِ، لأنَّ اليَمَن هو البداية للمُخطَّط الإيرانيِّ في المنطقةِ.
وتُعدُّ هذه الدراسة من الدراسات الجادَّة الحريصة على وحدة وأمن الخليج.
المصدر: الدرر السنية.