اسم الكتاب: كرامات الأولياء – دراسة عقدية في ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة.
اسم المؤلف: عبد الله بن عبد العزيز العنقري.
عدد الصفحات: 600 صفحة.
الناشر: دار التوحيد للنشر – الرياض.
نبذة عن الكتاب:
تعتبر كرامات الأولياء من الأصول التي اتفق عليها أهل السنة والجماعة, حتى بدعوا من أنكرها وأنكروا عليه, وقد أثيرت حول الكرامات كثير من الشبه، وترتب على الجهل بالكرامات وضوابطها آثار سيئة نتيجة الاستغلال السيئ لذلك قديمًا وحديثًا، بالإضافة إلى وجود من ينكر الكرامات في عصرنا الحاضر, ويهون من شأنها, لذا أفرد المؤلف هذا الموضوع بالدراسة.
وقد تألف الكتاب من بابين وتمهيد، أما التمهيد فقد تناول فيه المؤلف تعريف الكرامة لغةً واصطلاحًا، وذكر بعض التعريفات وعلق عليها مبينًا التعريف المختار، وهو أن الكرامة: هي ما يمتن الله به على أحد أوليائه من إكرام معنوي, أو خرق حسي للعادة, لوجود سبب يقتضيه. كما بيَّن الفرق بين الكرامة وآية النبي، والتي اصطُلح على تسميتها بالمعجزة، لكن عدل المؤلف عن هذا المصطلح لأسباب ذكرها, وذكر العديد من الفروق بين الكرامة والآية.
وفي الباب الأول من أبواب الكتاب, تحدث المؤلف عن الكرامة في معتقد أهل السنة، وذلك من خلال ثلاثة فصول:
تناول في الفصل الأول منها الكرامة في القرآن العظيم, وتحدث عن نوعين من الكرامة فيه:
– الكرامة المعنوية, وذكر لها عدة أنواع: كذكر عبد صالح بالاسم, أو بالنسبة, أو الثناء في كتاب الله, كذلك تصديق الله لأحد, وإظهار براءته في كتابه, ومن ذلك نزول آيات القرآن موافقة قول عبد صالح أو حكمه, وغيرها من الأنواع في هذا الجانب.
– الكرامة الحسية, وذكر منها كرامات للأمم من قبلنا ككرامات مريم ابنة عمران, وكرامة أهل الكهف, وكرامة الذي عنده علم من الكتاب, كما ذكر كرامات لأصحاب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم, كتغشي النعاس لهم أثناء القتال, ومشاركة الملائكة لهم في القتال, وغير ذلك.
أما الفصل الثاني فتناول فيه الكرامةَ في السنة, وسير السلف الصالح, وعصرنا القريب, فذكر من الكرامات المذكورة في السنة كرامات صالحي الأمم قبلنا, كحفظ عرض سارة زوج إبراهيم عليه السلام, وخبر جريج العابد, وأصحاب الغار, وغيرها.
وذكر أيضًا من الكرامات الواردة في السنة كرامات صالحي هذه الأمة, ككرامة الثابتين على الحق في آخر الزمان ممن يدرك الدجال ويكفر به, ونطق الجماد والنبات عونًا للمسلم, وقراءة المسلم للمكتوب بيني عيني الدجال مع كونه أميًّا, وغيرها.
كما تحدث عن نماذج من كرامات الصحابة والتابعين رضي الله عنهم, وختم هذا الفصل بالحديث عن الكرامة في عصرنا القريب, ووضح مدى صعوبة البحث فيه ومشقته، متطرقًا لكرامات المجاهدين الأفغان, وأخرى متفرقة.
وفي الفصل الثالث فصل عقيدة أهل السنة في الكرامة, فبدأ بالحديث عن ضوابط قبولها، وذكر من تلك الضوابط: الاستقامة على شرع الله, وبيان أن خرق العادة ليس دليلًا مستقلًّا على الكرامة, ومن الضوابط أن يثبت سند الرواية، وألا تكون القصة معارضة للشرع, وأن يتحقق الإكرام في الكرامة, وغيرها من الضوابط.
ثم تكلم عن الأحكام المتعلقة بالكرامة, والتي تعين على إيضاح حقيقتها, فذكر أنه لا بد من تمييز الكرامة عن غيرها مما يخلط بها, كالذي يحصل للاستدراج والفتنة, وما يكون من عمل الشيطان, وما يكون من باب الحيل والخداع, والناتج عن المجاهدات والرياضات, وغيرها.
وذكر أيضًا من الأحكام المتعلقة بالكرامة، أسباب وقوعها, كالحاجة, وإظهار الحق, والابتلاء, والدعاء, والإكرام المحض من الله للصالحين. ومما ذكره المؤلف أيضًا أن الكرامة غير محصورة في صنف معين من المؤمنين, وأن وقوعها لأحد لا يعني تفضيله بإطلاق, ولا يعني العصمة كذلك.
وعن موقف المؤمن حين وقوع الكرامة له يرى المؤلف أنه يتمثل في جانبين:
1- الفرح المقرون بشكر الله على ما مَنَّ به من الكرامة.
2- عدم الاتكال على الكرامة, أو الإعجاب بالنفس لوقوعها.
كما تحدث عن موقف من لم تحدث له الكرامة, وأنه لا ينبغي أن تذهب نفسه حسرات لعدم تحققها له, ولا يشتد تطلعه لوقوع الخوارق.
وأفرد المؤلف الباب الثاني للحديث عن الكرامة بين الإنكار والغلو, وفيه فصلان:
الفصل الأول عن منكريها ومناقشتهم, فذكر أنهم ينقسمون إلى قسمين:
1- منكرين صريحين, وهم أكثر المعتزلة القدامى.
2- منكرين مضطربين ممن لم يكونوا على نفس وضوح المعتزلة, وهؤلاء لم يقبلوا الكرامة بمفهومها الشرعي.
ثم نقل أقوال الفريقين وعرضها, وذكر الأسباب الداعية إلى الإنكار والتي منها: جهلهم بالأخبار, وعدم فهمهم الكرامة التي يريد أهل السنة, ومن الأسباب أيضًا ردَّة الفعل المضادة للمغالين فيها, والبعد عن أسباب تحقق الكرامة وغيرها من الأسباب. ثم ناقشهم مناقشة منهجية عامة.
كما تحدث المؤلف عن طريقة تعاملهم مع نصوص الكرامات الواردة في القرآن والسنة, والشبه التي احتجوا بها, والردود عليها.
أما الفصل الثاني من هذا الباب فخصصه للحديث عن المغالين في الكرامة ومناقشتهم, فذكر الغلاة في الكرامة من الصوفية والذين يرون أن الكرامة الحسية هي: (أمر خارق للعادة, غير مقرون بالتحدي, يظهر على يد عبد ظاهر الصلاح, ملتزم لمتابعة نبي من الأنبياء عليهم السلام, مصحوب بصحيح الاعتقاد والعمل الصالح), وقد ناقش المؤلف هذا التعريف, مبينًا مواطن الخلل فيه.
وذكر عنهم تسويتهم بين آيات الأنبياء صلى الله عليهم وسلم وكرامات الأولياء, كما تحدث عن غلوهم في الكرامة المعنوية, ومفصلًا غلوهم في الكشف, وتواصيهم بستر علوم الكشف, وتزهيدهم فيما عدا المكاشفات. مع نقد الكشف الصوفي نقدا علميا بيَّن فيه انعدام الضوابط في هذه الكشوف, والتباسها بأمور أبعد ما تكون عن الحق, كما تحدث عن تناقض هذه الكشوف وأهلها, فتراهم يمدحون الكرامة الحسية تارة, ويذمونها تارة أخرى, ويسترون علوم الكشف تارة, ويفشونها أخرى.
ثم قام المؤلف بمناقشة بعض القضايا المتعلقة بالكشف, كدعوى الأخذ المباشر عن الله, ودعوى التصرف في الكون, والتزهيد في نعيم الآخرة, وفي العلم الشرعي.
بعد ذلك ذكر المؤلف الآثار المترتبة على نظرتهم للكرامة ومنها: الإخلال بالتوحيد, ورفع درجة الولاية على النبوة, والإخلال بالميزان الشرعي في الحكم على الأعمال الظاهرة, واستغلال الناس باسم الكرامة, وفتح الجبهات للطعن في الإسلام والسنة.
وبعد ذكر الغلاة في الكرامة من الصوفية, ثنى بموقف الشيعة والآثار المترتبة عليه, فذكر أنهم يطوعون الكرامة لخدمة عقيدتهم في الإمامة, ساردًا نماذج من مروياتهم التي ترسخ خدمة الكرامة للإمامة, والمنهج المتبع لخدمة الكرامة بالإمامة.
وذكر أنهم يربطون الكرامة بعقائد متفرعة عن الإمامة, كعقيدة البراءة من غاصبي الأئمة حقهم, والمتواطئين معهم, وعقيدة الرجعة, وعقيدة تفضيل الأئمة على الرسل.
وعن الآثار المترتبة على نظرتهم للكرامة بين المؤلف أن هناك آثارًا مشتركة بين الصوفية والشيعة, وآثار انفرد بها الشيعة دون الصوفية, فمن المشتركة الإخلال بالتوحيد, ورفع درجة الولاية على درجة النبوة, والإخلال بالميزان الشرعي في الحكم على الأعمال الظاهرة, وفتح الجبهات للطعن في الإسلام, واستغلال الناس باسم الكرامة. أما ما انفرد به الشيعة فذكر منه: فتح الباب للفرق الغالية لتأليه الأئمة, وتثبيت العقائد الشيعية بواسطة قصص الكرامات. ثم أوجز بعد ذلك مناقشة عامة لموضوع الكرامة لدى الشيعة.
المصدر: الدرر السنية.