كلمات في الطريق (620)
الشيخ محمد خير رمضان يوسف
(خاص بمنتدى العلماء)
- من حرصَ على الطاعة،
وأدَّى العباداتِ على وجهها وفي وقتها،
صارتْ جزءًا من حياتهِ وبرنامجهِ اليومي،
لم ينسها، ولم يتخلَّ عنها، ولم يجدْ صعوبةً في أدائها.
ومن أدَّاها على كبرٍ وجدَ صعوبة؛
لأنه لم ينشأْ عليها،
ولم يسخِّرْ أعضاءَهُ لها،
إلا إذا كان أداؤهُ بشوقٍ وقلبٍ حاضر،
فتستجيبُ أعضاؤه، وترتاحُ نفسه.
- العلمُ الشرعيُّ، ومثلهُ كلُّ علمٍ نافع، فيه الجدُّ والعزيمة،
وتُستَصعبُ مسائلُ منه،
وقد تملُّ النفسُ من كثرةِ الاشتغالِ به،
فتستعينُ بالمقبِّلات،
وهي الأخبارُ الطريفة، والملَحُ الظريفة،
والأبياتُ الجميلة، والحكاياتُ اللطيفة،
والحِكمُ والأمثالُ السائرة،
حتى تغيِّرَ الجوَّ وتَنشَط،
ثم تعودَ إلى ما كانت عليه من جدّ.
- لا تُعرَفُ الاستقامةُ من القول،
وإنما تُعرَفُ من المعاشرةِ والتجربة،
وحتى هذه لا تكونُ من معاشرةٍ مؤقتةٍ في يومٍ وأسبوع،
فإن الذي يبيِّتُ غدرًا لا يكشفُ نفسَهُ في أولِ تعاملٍ له،
بل يريدُ أكبرَ حظٍّ من مغامرته،
فيصبرُ وقتًا، وينتهزُ فرصة.
- الذوقُ الفاسد، والفطرةُ المقلوبة، والنظرةُ الشاذة،
قد تَستسيغُ الخبيثَ وتَستقذرُ الطيب!
فإذا كان أصحابُها في جهةٍ مسؤولةٍ أفسدوا على الناسِ حياتَهم،
بقراراتٍ وفعالياتٍ ومنكراتٍ تلائمهم هم،
وبحثَ الآخرون عن خلاصٍ لهم،
تناسبُ نفوسَهم السويَّة.
- أعلمُ يا بنتي أنكِ لا ترتاحين نهاركِ في البيت،
وقد لا يحصلُ لكِ الجلوسُ والراحةُ إلا قليلًا،
والتعبُ يلازمُكِ ما دامَ الأطفالُ صغارًا،
ثم يلازمُكِ همُّ دراستهم ومعيشتهم إذا صاروا كبارًا.
والمهمُّ تربيتُهم ليكونوا على استقامةٍ في دينهم وتعاملهم.
والله يحفظُكِ ويحفظهم.