كلمات في الطريق (616)
الشيخ محمد خير رمضان يوسف
(خاص بمنتدى العلماء)
- جعلَ الله لكَ لسانًا واحدًا كما خلقَ فيكَ قلبًا واحدًا،
حتى لا تنطقَ بكلامٍ متناقضٍ في وقتٍ واحد،
ولا تحملَ عقيدةً متناقضةً في قلبك،
ولو لم يكنْ كذلك لتحيَّرَ الناسُ في تصنيفك،
فأيَّ لسانٍ يصدِّقون،
وإلى أيِّ قلبٍ يشيرون؟
- أيها الملهوف،
أنت لا تدري ساعةَ الفرج،
ولذلك يبقَى قلبُكَ معلَّقًا بالله،
وإذا جاءَ الفرجُ فلا يخلونَّ من الذكرِ والشكرِ والدعاء،
فإن الامتحانَ جارٍ ما دامتْ هناك حياة.
نسألُ الله العافيةَ في الدينِ والدنيا،
ونسألهُ الدوامَ على الثباتِ فيما يرضيه.
- من ظنَّ أن السعادةَ في ملءِ بطن، أو ملءِ جيب،
فقد نظرَ إلى ناقصٍ يزولُ من قريب،
وإذا ما مُلئَ القلبُ بالإيمانِ والرضا فهو السعادة؛
لأن صاحبَهُ يرضَى بما قسمَهُ الله له،
فنظرهُ إلى ما هو أعلى وأجلّ،
لا إلى مصلحةٍ قريبة، ومتعةٍ تزول.
- عندما يكثرُ الفساد،
يخفُّ صوتُ الحق،
وتَعظمُ صولةُ الباطل،
ويفعلُ كلُّ ذي نيةٍ سيئةٍ ما يشاء،
دون أن يخشَى عقابًا،
فتُهدَرُ الحقوق،
ويَكثرُ اللصوص،
وتكونُ حالُ الناسِ في حيصَ بيص،
وكأنهم في سوقٍ تُنهَب،
أو بلدٍ يُقلَب!
- لقد سكتوا،
فلا تراهم، ولا تسمعُ منهم همسًا،
هؤلاءِ الذين كانوا حواليك، وماتوا.
كانوا مثلكَ يتكلمون،
ويأكلون ويشربون، ويتصلون أو يكتبون،
ويجادلون ويغضبون، ويمشون ويركضون،
كلُّ شيءٍ كان يدلُّ على حياتهم ونشاطهم،
وفجأةً صمتوا،
ووُوروا بالتراب، وأُسدِلَ على حياتهم الستار.
لنا يومٌ مثلَ يومهم.
فليمهِّدْ أحدُنا لقبره،
وليُحسِنْ عملَهُ وخُلقه،
ليرحمَهُ الله،
وليترحمَ عليه الصالحون من الأحياء.