مقالاتمقالات مختارة

نهضة بأخلاق عثمانية!

نهضة بأخلاق عثمانية!

بقلم ربيع محمود ربيع

بينما انشغل العالم بما فيه من اتحادات واتفاقيات تعاون دولية، بمواجهة هذا الوباء، كان لافتاً غياب كلّ ما تم التوقيع عليه من وثائق ومعاهدات فيما بينهم.

فشعار “اللهم نفسي” دقت ساعته، وهشاشة الوثائق الورقية كانت أول ما فتك به “المُتجَدّد 19″، النظام الصحي، مُنفرداً، في كل دولة بات مشغولاً في مواجهة الانتشار السريع لخلايا مترابطة شكلت قوة تغيير كبيرة على مستوى دولي.

بين ليلة واخرى تحول هذا العالم المتطور الذي يسعى للكمال الى “قرية نائية في فصل الشتاء”، تعتاش على “محصول أيام الخير” .

ولكن هذا الشتاء قد يطول !

العديد من الدول دخلت في سباتٍ عن غيرِ موعِده، وأخرى استغاثت بعد أن كانت وجهةً للمُستغيثين والمهاجرين.

أمريكا، عن عُمر يُناهز 243 عاماً، كُنّا نظنُّها تحكم العالم، وصرفت أكثر من 30 ترليون دولار على صناعة مختلف أنواع الأسلحة منها الكيماوية والنووية والبيولوجية، تبيَّن أنها لا تستطيع أن تواجه الفايروس المتجدد، لا بل وتركته ينهش بجبروتها ويفتك بهيبتها بين باقي الدول.

ولم يتوقف الأمر على ذلك، فشعار الحضارة والإنسانية تلاشى، فالطبيبة “آشلي كانا” العاملة في مستشفى “إنجوولد – نيوجيرسي” تقول: “لا نزال نمتلك بعض أجهزة التنفس الصناعي المتوفرة هنا في المستشفى، ولكن نتوقع بأنه سيتوجب علينا الاختيار بين من سيعيش ومن سيموت، في الأسابيع القادمة، استنادا على السن، مع نفاذ أجهزة التنفس الصناعي المتوفرة في المستشفى‪”.‬

كان ذلك بمثابة سقوط سِباق التَسلّح وفشله، فالنظام العالمي الجديد سيقوم على العلم، مع العمل على رفع القيمة الإنسانية لدى بعض الدول التي كانت ترفعه زوراً وبهتاناً فقط.

واجتمع العلم والإنسانية، فكانت عاصمة هذا العالم أجمع “تركيا” تخطف الأضواء، حيث الجهوزية التامة لمواجهة كل السيناريوهات المحتملة، وبمجهود ذاتي، وربما فائض، مكَّنها من مد يد العون للحضارة الغربية الهشَّة.

فقد تمكنت تركيا من صناعة “أجهزة التنفس الاصطناعية” وكانت رقم واحد في امتلاك أسرّة للعناية المركزة لكل 100 ألف شخص.
وعلى عكس تصريحات العديد من المسؤولين الأوروبيين: “كورونا يقتل المسنين الذين يشكلون عبء على الدولة”، كان للطيب أردوغان قولٌ آخر: “رعاية المُسنين والاهتمام بهم واحترامهم دَينٌ في أعناقنا”،

رحِم الله آل عُثمان ومن تخلّق بأخلاقهم.

وعملاً بقول نبينا مُحمد صلَّ الله عليه وسلِّم:

(( إِنَّ أَحَدَكُمْ مِرْآةُ أَخِيهِ فَإِنْ رَأَى بِهِ أَذًى فَلْيُمِطْهُ عَنْهُ )) [الترمذي عن أبي هريرة]

كان لتركيا العثمانية خطة عمل في إماطة الأذى من الداخل، وفي الوقت الذي تستنجد فيه دول من “الاتحاد الأوروبي” المصدوم من هول ما يحصل، أجرى “الطيب” اتصالات مع رؤساء العديد من الدول مُبدياً استعداد “دولة الرجل القوي” لمد يدّ العون والمساعدة.
انطلقت قوافل المساعدات لعدة دول غربية واسلامية كإسبانيا، ايطاليا، كولومبيا، المجر، تونس وغزة الحبيبة.

وكانت الخارجية التركية الأولى بين الدول في الإستنفار التام لإجلاء رعاياها وطلابها الراغبين بالعودة إلى حضن الوطن.

نعم، في ظلّ ما يمرّ به العالم من خوف وتفكك، أثبتت تركيا أنها “عاصمة الكون” الذي لطالما حاول عرقلة واخفاء عظمة وجديّة العمل الذي عاد للحياة مع عودة “التفاحة الحمراء” لأهلها.

حفظَ الله تركيا

(المصدر: وكالة أنباء تركيا)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى