أنقذوا مريم رضوان وأطفالها من مخالب الكنيسة!
بقلم حامد عبد العظيم
الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف خلق الله وبعد:
فبينما يستمر القمع والظلم وقتل الأبرياء من السلطات المصرية، يعمل آخرون بصمت، أعني الكنيسة المصرية التي تسير وفق مخطط محكم بعناية وذي خطوات راسخة نحو ما يسمونه التحرر من الاحتلال “العربي الإسلامي”، والذي بدأ في عقيدتهم بفتح عمرو بن العاص رضي الله عنه لمصر عام 642 ميلادية.
الكنيسة المصرية بقيادة الأنبا تواضروس رأت في عهد السيسي عهدها الذهبي وفرصته السانحة لتوسيع إمبراطوريتها العملاقة، بمزيد من الأراضي والكنائس والمشروعات، وزيادة ميزانيتها التي تُعد الميزانية الثانية في مصر التي لا يُسمح لأحد أن يقترب منها أو يعرف مقدارها أو مصادر إيرادتها ومصروفاتها بعد ميزانية الجيش، في حين أن الأزهر الشريف والأوقاف الإسلامية والجمعيات الخيرية مراقبةٌ مراقبةً شديدة ولا يوجد جنيه يدخل لها أو يخرج منها إلا ويُعرف من أين جاء وإلى أين يتجه.
ومن استراتيجيات ونهج الكنيسة المصرية للحفاظ على كيانها: (استرداد الشعب الضال)، أي العمل على استعادة الذين يتحولون من الأقباط إلى الإسلام إلى حظيرة الكنيسة مرة أخرى، سواء بطريقة سلمية أو بالجبر والإكراه، كما حدث من قبل في قضايا عديدة فُضحت على مرأى ومسمع الرأي العام المصري والتي بلغت ذروتها قبيل ثورة الخامس والعشرين من يناير في قضية الأخت كاميليا شحاتة كان الله في عونها.
أشهر هذه القضايا كانت قضية الشهيدة وفاء قسطنطين، زوجة الراهب التي أسلمت ثم خطفتها الكنيسة وأودعتها أحد الأديرة وماتت تحت التعذيب، رحمها الله رحمة واسعة. وقد قلّت عمليات اختطاف الكنيسة للمسلمين والمسلمات الجُدد بعد اندلاع ثورة 25 يناير، ولكن مع الانقلاب العسكري في 3 يوليو 2013م وترسُّخ الطغيان مرة أخرى عادت عمليات الاختطاف، وآخرها والتي افتُضح أمرها خطف أسرة كاملة مسلمة، مكونة من أم وثلاثة أبناء، وهي الأخت مريم رضوان وابنتها فاطمة عمر رفاعي (4 سنوات)، وعائشة عمر رفاعي (عامان ونصف) وعبد الرحمن عمر رفاعي (6 أشهر).
وقد كان الاختطاف هذه المرة عن طريق عقد صفقة مع النظام المصري، الذي تسلم الأسرة بدوره من السلطات الليبية، ثم من حينها اختفت الأسرة ولم يُعرف مصيرها حتى تسربت تسريبات من جهات متعددة بأن الأسرة في قبضة الكنيسة، وصدر بيان من ثمانية وعشرين من علماء المسلمين يطالب بإظهار الأسرة، وكتب نشطاء سياسيون وحقوقيون عن هذا الأمر.
لقد عُقد في سنوات ما قبل الثورة مؤتمر برعاية الكنيسة المصرية بعنوان: “مؤتمر تثبيت الإيمان”، وهو بدعوة وحث من الأنبا السابق “شنودة”؛ لبحث ظاهرة زيادة أعداد الداخلين في الإسلام من الأقباط، وشارك في هذا المؤتمر الكثير من القساوسة؛ كالأنبا باخوميوس مطران البحيرة، والأنبا دانيال الأسقف العام، والأنبا موسى أسقف الشباب، والقمص أنسطاسي الصموئيلي، وغيرهم..
ومعظمهم أعضاء في المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية. وقد سُجل وسُرب بعض ما دار في هذا المؤتمر، ونُشر الشريط المسجَّل على الإنترنت في مواقع كثيرة (رابط إلكتروني:www.youtube.com/
في هذا الشريط اعترف القساوسة بأنه لا يخلو حي -بدون استثناء- بالقاهرة من حالات ارتداد “يقصدون بالارتداد: التحول للإسلام”، وأن الدعاوى التي يدعيها النصارى من الاختطافات من قِبل المسلمين والإكراه على الإسلام غير صحيحة، وأن يوميًّا توجد عدة حالات تحوّل للإسلام، وفي بعض الأيام توجد أعداد لا تخطر على بال أحد، وأن الداخلين إلى الإسلام من جميع الأعمار حتى ممن هم في المرحلة الإعدادية والثانوية، وقالوا إن إسلام فرد واحد من النصارى يورث الكهنة إحباطـًا وتعبًا نفسيًّا؛ لشعوره بأنه فقد خروفـًا من رعيته! وأن التحول إلى الإسلام يُعد أخطر مشكلة يواجهها النصارى، وأن التحول إلى الإسلام لا يقتصر على الأفراد، بل قد تتحول أسرة بل عائلات بأكملها للإسلام، والأمثلة على ذلك كثيرة جدًّا، وهذا شيء يحزنهم جدًّا، وأنه لابد من وجود مَن يتفرغون لمنع التحول إلى الإسلام في كل مدينة، وأن بعض القساوسة يصل بهم الأمر أنهم يُقبّلون أرجل وأحذية المسلمين الجُدد حتى يعودوا للنصرانية مرة أخرى، وأن مِن المتحولين إلى الإسلام خُدامًا وخادمات سابقين للكنائس، وأنهم لابد أن يُصَلوا كثيرًا من أجل التقليل من حالات التحول إلى الإسلام، وأنه لا ينبغي تعريف الناس بحالات التحول إلى الإسلام، وأنهم يموتون بالبطيء من حالات التحول إلى الإسلام، وأنكروا مرة أخرى أن هناك من يُختطَف سواء رجل أو امرأة، وأن أعداد الداخلين في الإسلام يوميًّا من 80 إلى 200 فرد! وأن النصارى سينقرضون بعد 200 أو 300 سنة.
هذا بعض ما جاء في هذا المؤتمر، وقد أكد صحة هذا الكلام الأنبا مكسيموس في لقاء معه على قناة الجزيرة (رابط إلكتروني:http://www.youtube.com/
وعلى صعيد آخر حذرَ الدكتور النصراني “كمال فريد إسحاق” أستاذ اللغة القبطية بمعهد الدراسات القبطية من انقراض معتنقي النصرانية في مصر، مؤكـِّدًا أن نسبة النصارى المصريين تقل تدريجيًا بسبب هجرة بعضهم إلي الخارج، واعتناق عدد كبير منهم الإسلام، إضافة إلي ارتفاع معدلات إنجاب المسلمين، وأكـّد أن النصارى سينقرضون فعلاً من مصر في زمن أقصاه مائة عام بسبب الهجرة والتحول إلى الإسلام، إضافة إلي أن معدل الإنجاب عند المسيحيين ضعيف علي عكس المسلمين (جريدة المصري اليوم، بتاريخ: السبت ١٢ مايو ٢٠٠٧م، العدد رقم ١٠٦٣).
إننا نناشد كل مسلم وكل إنسان حر، أن يسعى بكل ما أوتي من قوة لمعرفة مصير السيدة مريم رضوان وأطفالها، فهي قضية إنسانية لا يمكن أن يُختلف فيها، ولا يمكن السكوت عليها، فهذا يُعيدنا إلى القرون الوسطى الكنسية المظلمة التي يبدو أن الكنيسة المصرية لا تستطيع أن تحيا بدون ارتكاب نفس أفعالها من الخطف والتعذيب والحبس، فما أضعف دين يفعل أصحابه هذه الأفعال!
أنقذوا مريم ورضوان وأطفالها من مخالب الكنيسة المصرية!
(المصدر: مجلة “كلمة حق”)