كلمات في الطريق (594)
الشيخ محمد خير رمضان يوسف
(خاص بمنتدى العلماء)
- عقدةُ بعضِ المسلمين أنه لا يستطيعُ التوفيقَ بين واقعهِ وما يطلبهُ منه الإسلام،
سواءٌ في بيته، أم مكتبه، أم سوقه..
وهذا لنقصٍ أو ضعفٍ في شخصيته،
وخوفًا من ردودِ بعضِ السفهاء،
أو المتمدنين المتميعين المنجرفين وراءَ العاداتِ والسلوكياتِ الزائفة،
والموديلاتِ الغربيةِ البعيدةِ عن روحِ الإسلام،
ولا يجدُ في نفسهِ قوةً إيمانيةً للوقوفِ في وجوههم والردِّ عليهم بعزمٍ وحزم،
يدلُّ على صلابتهِ في دينهِ وثباتهِ على مبدئهِ في أيِّ ظرفٍ كان.
- إذا عرفتَ خُلقًا سيئًا في شخصك، فابتعدْ به عن الآخرين ما استطعت،
ولا تورثْهُ أولادك، حتى لا يتضاعفَ الإثمُ عليك.
واعلمْ أن هذا الخُلقَ سيخفُّ أثرهُ عليكَ كثيرًا إذا ذكرتَ الله،
ودعوتَهُ بأن يزيلَهُ عنك،
وصبرتَ على كتمه.
ولا تنسَ الدعاءَ بما صحَّ من قولهِ عليه الصلاةُ والسلام:
“اللهمَّ اهدني لأحسنِ الأعمالِ وأحسنِ الأخلاقِ لا يَهدي لأحسنِها إلا أنت،
وقِني سيِّئَ الأعمالِ وسيِّئَ الأخلاقِ لا يَقِي سيئَها إلا أنت”.
- إذا تكلَّلَ جهدُكَ بالنجاح، وكان مشروعًا،
فاحمدِ الله تعالى الذي وفقكَ إليه،
واطلبْ منه المزيدَ من التوفيقِ والنجاح،
ولا تبخلْ بنصائحِك؛ لينجحوا هم أيضًا،
فإن المسلمَ يحبُّ الفلاحَ للآخرين كما يحبهُ لنفسه.
- لا تزرعْ شرًّا حتى لا تحصدَ شرًّا،
أما أن تكونَ حياةُ المرءِ في الظلمِ والفسادِ والمالِ الحرام،
ثم يطلبَ السيادةَ على الآخرين،
ويعاهدَهم على الأمانةِ والكرامةِ والحياةِ الطيبة،
فذلك ما لا يصدَّق،
ومن تقبلَهُ أو تابعَهُ فهو جاهلٌ أو مغرور،
أو فاسدٌ مثله.
- هناك من ينفقُ نفائسَ عمرهِ في الكلام!
فوقتهُ بين مجلسٍ ومقهى،
وأيامهُ بين قيلٍ وقال،
ورسالتهُ أن يبلِّغَ بالنهارِ ما سمعَهُ بالليل،
وهكذا، لا هدفَ له سوى قطعِ الوقتِ بالكلامِ والسماع،
وكأنه لا يعرفُ أن الملائكةَ يكتبون ما يقولُ وما يفعل،
وأنه سيرى في صحيفتهِ يومَ القيامةِ ما لم يتوقعْ إحصاءَه!