مقالاتمقالات مختارة

مالكوم أكس.. الداعية الذي نشر الإسلام في أمريكا

مالكوم أكس.. الداعية الذي نشر الإسلام في أمريكا

بقلم محمود محمد القريوتي

كلنا نعرف عن الملاكم محمد علي كلاي الذي بات اسمه منتشراً في تاريخ الملاكمة، ولكن من منا يعرف كيف أسلم محمد علي؟ من منا يعرف مالكوم اكس هذا الرجل الذي نساه التاريخ أو بالأصح نساه الناس. إنه مالكوم أكس الداعية والمفكر الإسلامي الذي نشر الإسلام في الولايات المتحدة بشكل كبير والذي تعرف على الإسلام ومبادئه وأخلاقه بعد أن كان من الشباب الفاسدين.

ولد مالكوم في اوماها في ولاية نبراسكا وقتل والده على يد مجموعة من العنصريين البيض عندما كان مالكوم إكس صغيراً، كما أن واحداً على الأقل من أعمامه قد أُعدم دون محاكمة، وأما أمه فقد وضعت في مستشفى للأمراض العقلية عندما كان في الثالثة عشر من عمره. وفي عام 1946م، أي عندما كان عمره عشرين سنة، سُجن بتهمة السطو والسرقة.

تحولت أفكار مالكوم في السجن حيث كان مطّلعاً على الكثير من الكتب وفي عام 1948 انتقل مالكوم إلى سجن كونكورد وكتب إليه أخوه فيلبيرت أنه اهتدى إلى الدين الطبيعي للرجل الأسود، ونصحه ألا يدخن وألا يأكل لحم الخنزير، وامتثل مالكوم لنصح أخيه ثم علم أن إخوته جميعاً في ديترويت وشيكاغو قد اعتنقوا الإسلام، وأنهم يتمنون أن يسلم مثلهم، وقد اعتنق جميع إخوة مالكوم أكس الدين الإسلامي على يد محمد إلايجا (الذي ادعا انه النبي محمد الذي أرسل إلى السود) فسعوا لإقناع مالكوم بالدخول في الإسلام بشتى الوسائل والسبل حتى أسلم، – ولكن كان لمنظمة الإسلام أفكار منحرفة عن الدين الإسلامي – وتحسنت اخلاق مالكوم. وقد سعى لنشر الدين الإسلامي في السجن وأسلم على يده الكثير من السود مما جعل ادرأه السجن تمنحه عفوا لكي يخرسوا صوته.

وبعد أن خرج مالكوم من السجن أصبح داعياً كبيراً في الولايات المتحدة، وعينه إلايجا المتحدث الرسمي باسم منظمة أمة الإسلام، وغير اسمه من مالكوم ليتل (صغير) إلى مالكوم أكس وتعني مجهول كما في الرياضيات. اشتهر مالكوم بين الناس وأصبح خطيباً جيداً، فتغير تغيراً واسعا حيث تحول من شخص فاسد إلى شخص قيادي وصاحب قضية، يدافع ويناضل من أجلها. سافر مالكوم أكس من إلى مصر ومكة من أجل الحج وكان الهدف منها جمع التبرعات لأجل منظمة أمة الإسلام، وكانت هذه الرحلة تغييراً جذرياً في حياته، ففوجئ بالإسلام الحقيقي الذي لم يكن كإسلام إلايجا فيقول مالكوم “لقد أوسع الحج نطاق تفكيري وفتح بصيرتي فرأيت في أسبوعين ما لم أره في تسعٍ وثلاثين سنة، رأيت كل الأجناس من البيض ذوي العيون الزرق حتى الأفارقة ذوي الجلود السوداء وقد ألّفت بين قلوبهم الوحدة والأخوة الحقيقية فأصبحوا يعيشون وكأنهم ذاتٌ واحدة في كنف الله الواحد”.

وبعد الحج ذهب مالكوم إلى مصر والتقى بالشيخ الأزهر، فأعلن إسلامه مرة أخرى، وغير اسمه إلى الحاج مالك شباز، وشباز هذا عالم يعتقد أن السود كلهم قبيلة واحدة فاعتبر نفسه معهم. وأعلن براءته عن جماعة أمة الإسلام وحاول أن يقنع ألايجا فرفض فأسس حركة مستقلة هو رئيسها اسمها جماعة أهل السنة. وتوسعت هذه الجماعة، ففي عام 1964 القى مالكوم خطاباً شهيراً يهدد فيه السياسيين البيض إما أن يوفوا بعهودهم أو يواجهوا العنف وكانت كلمته الشهيرة “The Ballet Or The Bullet” وتعني الاقتراع أو الرصاصة. لقد كان مالكوم جريئاً في هذا الخطاب. ولدى مالكوم أكس الكثير من المقولات التي لها معنى كبير منها:

• لا انفراج إلا بعد شدة ولا معنى للحرية إلا بعد الأسر والعبودية.
• كن مسالماً ومهذباً وأطِع القانون واحترم الجميع، وإذا ما قام أحد بلمسك فأرسله إلى القبر.
• ‏إذا لم تأخذ حذرك‏ فإن الإعلام سيجعلك‏ تكره المظلومين وتحب من يمارسون الظلم!
• لو اضطررت للتوسل إلى رجل آخر من أجل حريتك فأنت لن تنالها أبداً. الحرية شيء يجب أن تناله بنفسك.
• أرى أن السجن يأتي بعد الجامعة مباشرة كأنسب مكان لمن يريد أن يفكر.

وكثرت الخلافات بين مالكوم ومنظمة أمة الإسلام، فقامت المنظمة بإعطاء أوامرها بقتل مالكوم إكس، ومباشرةً وفي 14 شباط / فبراير 1965 قامت مجموعة بإضرام النيران في بيته إلا أن النجاة كتبت له ولعائلته من النيران، في الحادي والعشرين من نفس الشهر الموافق 18 شوال 1384 هـ صعد مالكوم إلى منصة في قاعة مؤتمرات في مدينة نيويورك ليلقي محاضرة يدعو فيها إلى الإسلام، خلال المحاضرة نشبت مشاجرة مفتعلة في الصف التاسع بين اثنين من الحضور، فالتفت الناس إليها، وحاول الحراس الشخصيون لمالكوم السيطرة على الوضع، فاقترب رجل من المنصة وأطلق النار عليه وأصابه في صدره وبعدها تقدم رجلان آخران من المنصة وأمطروا مالكوم بوابل من النيران فأردوه قتيلاً، أصيب مالكوم بست عشرة رصاصة في صدره، تدفق الدم بغزارة من جسد هذا الداعية ليلقى مصرعه على الفور.

تم القبض على القتلة الذين اتضح بعد ذلك أنهم من رجال منظمة أمة الإسلام ولكنهم أنكروا أن يكونوا قد تلقوا أوامر من إليجا محمد بقتل مالكوم إكس، وقالوا أنهم فعلوا ذلك من تلقاء أنفسهم فلم يُدَن إلايجا محمد بشيء رحم الله هذا المناضل الذي حدث في حياته تغييراً كبيراً فقد نشر مالكوم الإسلام في الولايات المتحدة الأمريكية بشكل كبير ومالكوم اكس هو نموذجاً لنا يجب علينا ان ننشر قصته وتاريخه.

(المصدر: مدونات الجزيرة)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى