سعد الهلالي ووحيد القرن!!
بقلم د. أحمد زكريا
لا يزال الناس يشهدون في كل حين ظهور بعض الشخصيات التي تحاول التصادم مع قطعيات الشريعة وما أجمع عليه المسلمون منذ زمن النبي صلى الله عليه وسلم وحتى يومنا، والدافع الرئيس لهؤلاء في محاولة كسر طوق الفضيلة هو تحقيق رغبات سيئة دفينة (إن النفس لأمّارة بالسوء إلا ما رحم ربي) (يوسف: 53)، والحديث ذو شجون …
وبدلا عن البحث عن مجدد القرن،الذي يجدد للأمة دينها،تظهر بعض الشخصيات التي تنافس على لقب (وحيد القرن)!!
ومِن هذه الشخصيات يطل علينا د. سعد الدين الهلالي، فمَن هو سعد الدين الهلالي؟!
هو سعد الدين مسعد أحمد حسن هلالي من مواليد عام 1954، تلقى تعليمه في المعاهد الأزهرية بالمنصورة حتى تخرج من كلية الشريعة والقانون عام 1978 ثم حصل على درجة الماجستير في الفقه المقارن عام 1982 ثم على شهادة الدكتوراه عام 1985.
عُين الهلالي معيدا بكلية الشريعة عام 1979 ثم تدرج في سلم وظائفها حتى حصل على درجة الأستاذية عام 1996م، كما شغل بعض المناصب الأكاديمية في عدد من المؤسسات التربوية الأخرى حيث تمت إعارته لكلية الآداب للبنات بمدينة الدمام بالمملكة العربية السعودية ثم كلية التربية بالمدينة المنورة خلال الفترة بين 1988-1993.
وفي عام 1994م نُدب عميدا بكلية الدراسات الإسلامية بأسوان، وعميدا بكلية الدراسات الإسلامية بنين في دمياط عام 1995م.
حصل على درجة الأستاذية عام 1996م، وقد تولى منصب رئيس قسم الفقه والأصول بكلية الشريعة في الكويت من 2001 وحتى عام 2003.
هذا الكمّ العلمي الأكاديمي قد يخدع الكثير من الناس، لكن الحقيقة أن هذه الشهادات والخبرات والمناصب الأكاديمية قد تكون وبالاً على صاحبها في الدنيا والآخرة، فهي لم تعفِه من العتب الشديد الذي أوقع نفسه فيه لكثرة شذوذاته التي عمت وطمت؛ فقد ذكرت جريدة اليوم السابع في عددها الصادر بتاريخ 4 مايو 2014 أن هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف وفي جلستها الأخيرة برئاسة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، اتخذت قراراً بإحالة جميع فتاوى الدكتور سعد الدين الهلالي، أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، إلى لجنة علمية لفحصها!!!
وذكرت الجريدة أن سبب الإحالة كان بخصوص فتاوى الهلالي حول (إباحة) الخمر وزواج المتعة وغيرهما!!!، ورغم المحاولة العديدة لبعض الإعلاميين الجهلة من أمثال المدعو يوسف الحسني لتبرير فتاوى الهلالي والدفاع عن فتواه بإسلام من تلفظ بالشهادة الأولى وإن كفر بمحمد صلى الله عليه وسلم!!
المخالفات العقدية الأصلية عند سعد الدين الهلالي
دأب سعد الدين الهلالي في برامجه التلفزيونية -سواء اللقاءات التي أجراها معه محاوره خالد الجندي على قناة أزهري أو في غيرها من القنوات- على محاولة الطعن بثوابت الإسلام والتشكيك بالمسلّمات العقدية من خلال الكذب، بنسبة هذه الأقوال إلى بعض العلماء زوراً وبهتانا.
فقد زعم في أحد لقاءاته أن كل من قال “لا إله إلا الله” يعدّ من المسلمين، وحتى لو كفر بالنبي محمد وكان يؤمن بالنبي عيسى فقط، بحسب رأي أحد الفقهاء، مستدلاً بالحديث النبوي الشريف (المسلم من سلِم المسلمون من لسانه ويده)!.
وأضاف الهلالي، أن من اكتفى فقط بالإيمان بسيدنا عيسى، فحسابه عند الله فقط، ولا يحق لأحد أن يحاسبه، ولكنه إذا كان يؤمن بأن الله هو الإله الواحد، فهو من المسلمين، حتى لو كفر بالنبي محمد.
إلا أن الفطرة المسلمة لا تقبل عدّ هذه الفتوى من جملة الفتاوى الشاذة فقط، بل هي من جملة ما خالف به الهلالي أهل الإسلام قاطبة بجميع طوائفهم، بل وأهل الشرك فإنهم لا يقرون بالإسلام ولو أقر بعضهم زوراً بـ (لا إله إلا الله)، ولو أنه التزم بالفهم الفاسد للحديث الشريف كما يدعي للزمه القول بإسلام كل من سلم المسلمون من لسانه ويده حتى وإن لم يقر بـ (لا إله إلا الله)، ولكنه منهج التلفيق!!
لم يكتف سعد الهلالي بأمثال هذه الفاقعة التي ليس لها راقعة حتى خرج على الناس يوماً وفي خطاب سياسي فاسد ووصف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ووزير داخليته محمد إبراهيم بأنهما رسولان!! حيث قال: تمر الأيام وما كان لأحد أن يتخيل أن سنة الله تنكر ويأتي من يقول لا إسلام إلا ما نمليه عليكم ولا دين إلا ما نعرفه لكم، ويقيض الله للمصريين من يقف في مواجهتهم لكي يحققوا أن يكون الدين لله كما أمر الله، فابتعث الله أيضا رجلين، كما ابتعث الله موسى وهارون أرسل وابتعث رجلين.”
وتابع: “ما كان لأحد من المصريين أن يتخيل أن هؤلاء من رسل الله عز وجل، وما يعلم جنود ربك إلا هو، خرج السيسي ومحمد إبراهيم، لتحقيق قول الله (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله)”.
واستدرك هلالي موقفه لاحقا ليوضح أن ما كان يقصده هو التشبيه في المواقف وليس في العصمة من الخطأ!!!! ولكن هذا في الحقيقة يكشف لنا عن مقدار جرأة الهلالي على الباطل والحطّ من مكانة أصول الإسلام.
منهجية التلفيق وأثرها في بناء الفتوى عند سعد الدين الهلالي
لا تعجب إن علمت أن الهلالي يجيز أكل لحم الكلاب بزعم أن الإمام مالك لا يحرّمه برغم ورود النصوص عن الإمام مالك في تحريم لحم الكلب!! بل وستعجب أيها القارئ من تناقضه في فتواه بجواز الإجهاض بزعم أن القول بمنع الإجهاض إنما هو قول الإمام مالك فقط وهو قول شاذ على حد زعمه، ولم يقل به أحد من العلماء عدا مالك!
تلك الانتقائية المزاجية في تتبع المسائل والتشهي في اختيار الأقوال إنما هي من جنس الخديعة للناس بحجة التيسير المزعوم، فعندما يريد إباحة الحرام يتكئ على كذبة أن الإمام مالكا أجازها! وعندما يريد إباحة محرم تحجج بأن من حرّمها فقط عالم واحد وهو الإمام مالك! وهذه طريقة الهلالي وأمثاله من دعاة الفتنة في عصرنا.
وبينما يفتي سعد الهلالي بتحليل أجر عامل الخمر في البارات والمركبات السياحية، إذ به يحرّم أجر معلم القرآن في المسجد، ففي فتاواه السابقة حلّل هلالي أجر العامل الذي يقدم الخمر بالأماكن السياحية والبارات الليلية، مؤكدا على عدم حرمة وظيفته وأنه يجب عليه ألاّ يتركها لأن هناك مذاهب إسلامية وأحاديث نبوية تحللها!!
ولنفترض جدلا بصحة قوله بجواز العمل بالخمور رغم أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن في الخمر عشراً!!! فهل غفل الهلالي عن أقوال العلماء في جواز أخذ الأجرة على تعليم القرآن، وما هو الهدف المراد من محاربة الفضيلة والدعوة للرذيلة في فتاواه؟؟!!.
وهذه من عجائب الرجل أن يشرع ويدافع عن عدم جواز استحقاق معلم القرآن للأجر في مقابل صحة العمل ببيع الخمور والخدمة السياحية فيها، فأي عقل هذا؟؟!!! وهل هذا داعية للإسلام والخير أم هو داعية للفجور والفاحشة ومحارب للقرآن والإسلام!
ومن عجائبه في تلفيق أحكام الإسلام قوله بصحة زواج المتعة المعتمد عند الشيعة فقط وأنه رأي فقهي معتبر! ويزيد على ذلك في التلفيق فتواه بأن من زنا بخادمته في بيته فإنه لا يقام عليه حد الزنا بزعم وقوعه في شبهة الإجارة (أي أن الخادمة أجيرة وهذه الشبهة عنده كافية لإسقاط حد الزنا)!
هذه الفتاوى تعطي تصوراً عن المنهج التلفيقي الفاسد عند هذا الرجل، وتطرح أسئلة جادة عن غايته من تسهيل أمور الفاحشة من الزنا والعمل في البارات، وتشجيع الراقصات في واحدة من أكثر فتاواه التي هزت الرأي العام حيث اعتبر الهلالي الراقصة شهيدة إذا ماتت وهي تسعى للمأكل والمشرب! واعتبر الهلالي في فتوى أخرى الخمر أو البيرة حلالا ما لم تُسكر، وهو قلبٌ للمفاهيم والموازين الدينية عن سبق إصرار وتعمّد.
وهذا الحرص على تحليل الفواحش بالفتاوى التلفيقية يثير كثيرا من التساؤلات عن حقيقة مقصد الهلالي من وراء ذلك؟
الكذب سلسلة لا تنقطع عند أئمة الضلال
سبق أن ذكرنا في الحلقات السابقة اعتماد أهل الفتنة والضلال على الكذب لتلميع وتمرير ضلالهم وباطلهم، وهذا الكذب إنما يدل على مدى تشبعهم بما لم يعطوا، فضلا على أنه يدل على نوايا فاسدة.
ففي سبيل الدفاع عن موقف جابر نصار رئيس جامعة القاهرة بحظر ارتداء النقاب لعضوات هيئة التدريس، وكعادة الهلالي في لبس الحق بالباطل، زعم الهلالي كذباً أن الإمامين البخاري ومسلم رويا حديثاً فيه أن الصحابة كانوا يذهبون إلى المسجد ليروا النساء، ثم استشهد بحديث زعم أنه في البخاري ومسلم، وقال بما نصه: (إن امرأة جميلة كانت تأتي وتصلي فكان الصحابة الكرام الأخيار كان بعضهم يتأخر عن الصلاة لكي يقف في الصف الأخير وينظروا من بين القدمين ليروا وجه تلك المرأة الجميلة)! والحديث لا وجود له في صحيح البخاري ولا في صحيح مسلم، بل إن الحديث ضعيف باتفاق أئمة الحديث!!
وهاك كذبة ثانية للهلالي على الإمام ابن حجر الهيتمي، ففي لقائه مع جريدة الوطن الكويتية قال الهلالي: سوف أسمعكم الشيء الذي أخفوه عنا وجعلوا الدنيا سوداء أمامنا، فمن أنا وهناك (ابن حجر الهيتمي)…. قال بأن هناك رأيين فنصف أهل العلم قالوا بأن المسيحي واليهودي لأنه مؤمن بكتاب نزل من السماء فإنه يوصف بالمسلم لأن رسوله موصوف بالمسلم، والنصف الآخر من العلماء قالوا: لا، النبي فقط هو مسلم، لكن التابع لا يسمى مسلماً. أ.ه
والحقيقة أن الهلالي كذب على ابن حجر الهيتمي، حيث أوهم الناس بأنه يقول بقوله، وهذا من الكذب الذي له قرون، فقد قال ابن حجر الهيتمي في كتابه (الزواجر عن اقتراف الكبائر) (1/52): (ومنها: لا يحصل الإسلام من كافر أصلي أو مرتد إلا بنطقه بالشهادتين وإن كان مقراً بإحداهما).
لم يكتف سعد الهلالي بكذبه على ابن حجر الهيتمي بل زعم أن هذا القول هو قول شيخ الإسلام ابن تيمية، حيث نسب له كذباً فقال: (وابن تيمية المتوفي سنة 728هـ والمتهم بالتعصب والتشدد يقول “كل من آمن بالله من الأديان السماوية فهو مسلم بالإطلاق العام. في حين أننا مسلمون بالإطلاق الخاص، لأن المنتمي لأي دين سماوي تحقق في حقه الإجزاء – أي الحد الأدنى- ونحن تحقق في حقنا الكمال- أي ما فوق الحد الأدنى وزيادة).
نعم هذا من الكذب الذي له قرون، فشيخ الإسلام ابن تيمية قال كما في مجموع الفتاوى (3/94): ما نصه: (قد تنازع الناس فيمن تقدم من أمة موسى وعيسى هل هم مسلمون أم لا؟ وهو نزاع لفظي، والقول هو “كل من آمن بالله من الأديان السماوية فهو مسلم بالإطلاق العام).
وضع خطوطاً تحت كلمة فيمن تقدم، فالكلام عن الذين لم يدركوا زمان النبي محمد صلى الله عليه وسلم من أتباع الأنبياء، وليس عمّن أدركه وسمع به ولم يتبعه مع وجود التحريف في الدين!!
يقول شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى (5/524): (ومعلوم بالاضطرار من دين المسلمين وباتفاق جميع المسلمين أن من سوّغ اتّباع غير دين الإسلام أو اتّباع شريعة غير شريعة محمد صلى الله عليه وسلم فهو كافر، وهو كَكُفر من آمن ببعض الكتاب وكفر ببعض كما قال الله تعالى: )إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا * أولئك هم الكافرون حقا وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا( (النساء: 150-151). ألهذا الحدّ بلغ التحريف وبتر نصوص العلماء عند الهلالي!؟ ولمصلحة من؟!
دفاع سعد الدين الهلالي عن العلمانية ورجالاتها !!!
بعد عرض ما تقدم لم يكن من الغريب على سعد الهلالي الدفاع عن علي عبد الرازق صاحب كتاب (الإسلام وأصول الحكم) ليشرعن العلمانية بل وليؤصل لها، فيكون النسخة الجديدة العصرية من علي عبد الرازق، الذي ردّ عليه الأزهر في وقتها وسحبوا شهادته الأزهرية وبينوا خطر كتابه الذي دعا فيه إلى تنحية الدين عن الدولة، ففي لقاء جريدة الوطن الكويتية مع الهلالي قال ما يلي:
الوطن: تموج بلادنا بمشكلات لا حصر لها بسبب الخلط بين أنظمة الحكم والدين الإسلامي وشخصيا أرى أن النبي عليه الصلاة والسلام عندما توفي لم يترك نظام حكم واضحا، وعليه يجب أن يكون هناك فصل واضح بين أنظمة الحكم والدين الإسلامي وهذه مسؤولية العلماء؟
د. سعد الهلالي: هذا سؤال خطير، وهذا الأمر عندما نعلنه يستثمره أصحاب التوجه الذين يعرفون كيف يحشدون الناس ويقولون لك: هذا اتجاه علماني وذاك توجه ليبرالي فأين الحكم بما أنزل الله تعالى؟ فأولئك هم الكافرون، وأين {إن الحكم إلا لله} لابد وأن يكون الحكم لله، ولكن الإجابة الشافية نمكث نمهد لها وفق الفهم!!
الوطن: الشيخ علي عبد الرازق قال بكلام مشابه لهذا؟
د. سعد الهلالي: ما قاله علي عبد الرازق كان صحيحاً .. ثم أردف قائلاً: وقد ألف كتاباً اسمه «الإسلام وأصول الحكم» قال فيه بأن سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام لم يضع منهجاً للحكم لأن الحكم إنساني ومدني ويختاره المجتمع، ويجب فصل الدين عن الدولة.
ولما سأله المحاور له من جريدة الوطن قائلا :لكن الرسول عليه الصلاة والسلام قال (أنتم أدرى بشؤون دنياكم) وهذا يعني أنه صلى الله عليه وسلم ترك لنا كيفية تنظيم حياتنا.
كان الجواب أغرب حيث قال الهلالي: تحت غطاء شرعي، والقرآن الكريم ليس فيه آية لها معنى واحد وعليه فسوف تعمل وفق الفهم الذي تظنه صحيحاً.
هروب من الجواب بتعمية لا علاقة لها بالمقصود، مجرد تكرار شبهة رددها العلمانيون والمستشرقون حول أن القرآن لا يصلح للاستدلال لأن معانيه متعددة!!
لكن العجيب أن الهلالي يناقض هذه النظرية الفاسدة يقيناً (أن نصوص القرآن لا تصلح للاستدلال لأن معانيه متعددة) حيث يستدل سعد الهلالي بالآيات في حواراته؟!!
ففي حواره مع حسن عبد الله يسأله المحاور فيقول: من هو المسلم في رأيك؟
المحاور: ما تفسيرك لقول الله سبحانه وتعالى «إن الدّين عند الله الإسلام»؟
سعد الهلالي: سأجيبك، لكني أقول أولاً إن اليهودي والمسيحي لديهما نصوص مقدسة تقول إن الدين عندهم لم ولن ينسخ أو ينتهي وأنه حق تام.
المشكلة الحقيقية هي في توهّمك أن دينك – أي الإسلام –ابتلع الأديان الأخرى، وهذه ثقة زائدة بالنفس تؤدي إلى رفض صريح للآخر وإجبار للآخرين كي يؤمنوا بما تؤمن أنت به.
وفي نفس اللقاء يطرح عليه محاوره قائلاً: هل أصبحت علمانيا؟
سعد الهلالي ضاحكا: وماله!! العلمانية مش وحشة أبدا. لقد ظلمنا العلمانية وأعطيناها مفهوما مستنكرا بحيث تنفر منه الناس، ونحن سنحاسب عن تشويه هذا المفهوم الراقي وهو العلمانية التي لا تتعارض أبدا مع الدين.
المحاور: المفهوم السائد هو أن العلمانية ضد الإسلامية؟
سعد الهلالي: هذه أكبر جريمة نرتكبها في حق أنفسنا ويجب على من حفّظك وحفّظني هذا المفهوم أن يحاسب في المجتمع. فعكس إسلامية كفرية وليس علمانية.
سعد الدين الهلالي والمسجد الأقصى
ليس بمستغرب على مثل هذه العقلية الشاذة علميا أن تتلفظ بما يجرح مشاعر المسلمين في مقدساتهم حيث يقول: يجب ألا نزجّ بالمسجد الأقصى في الحرب مع اليهود حتى لا ندخل في حرب دينية!!!
وقال الهلالي خلال مداخلة هاتفية على فضائية “العاصمة” أن الرسول صلى الله عليه وسلم مات والمسجد الأقصى كان في قبضة النصارى، ومن ثم لا يجب الآن إثارة حرب بسبب رغبة اليهود والمستوطنين في اقتحامه.
ودعا سعد الهلالي إلى عدم رفع اسم المسجد الأقصى وأي شعار ديني من أي حزب بين الناس، ورأى أنه لا يجب الحديث عن نصرة الدين، كل شخص ينصر دينه لنفسه، لا يوجد ما يسمى (انصر دين الله)، ومن يقول ذلك فهو متاجر بالدين همّه جمع الأموال.
هل انتهى سعد الدين الهلالي هنا؟!
وقاحة سعد الهلالي وعدم تأدبه مع الله
يقول الهلالي في لقائه مع حسن عبد الله: لقد تحدث معي الحبيب علي الجفري بأن القرآن وصف أتباع الديانات السماوية السابقة بالكفر (لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة). فقلت له: إنهم يقولون إن الله ثالث ثلاثة ويختمون بالقول: إله واحد آمين. فقال لي ربنا الذي يقول هذا. فقلت له: المهم قناعتهم هم، لا قناعاتك أنت، فهم يعتقدون أنهم موحدون وهذا يكفي، ولنتركهم لله هو الذي يحاسبهم. أقول: هل يقول هذا مسلم يعرف ربه؟؟!! أترك الجواب للقارئ الفطن.
وختاماً .. ضلالات المدعو سعد الدين الهلالي كثيرة جدا والكتابة فيها تحتاج لعدة مقالات إن لم يكن أكثر، ويكفي اللبيب الإشارة، والعاقل ينفر مما سبق من أقواله الفاسدة التي تخالف دين الإسلام، ومن ضلالاته التي تستحق التأمل:
– القول بحل الويسكي والبيرة بشرط أن لا يصل المرء إلى درجة الإسكار.
– القول بأن مذهب الشيعة مذهب فقهي معتبر.
– القول بصحة زواج المتعة الشيعي.
– مناداته الصريحة بالعلمانية وقوله: المسلم الحق؛ علماني بالضرورة.
وغيرها الكثير، فإن تجديده الخرب والفاسد ما زال يثمر فسادا عريضاً، فالّلهم سلم، اللهم سلم، اللهم سلم.
(المصدر: صحيفة الأمة الالكترونية)