كلمات في الطريق (515)
الشيخ محمد خير رمضان يوسف
(خاص بمنتدى العلماء)
- القلبُ كالزئبق،
يرتاحُ للرضا والقولِ الحسن،
وينقبضُ من البغضِ والكرهِ والكلامِ السيء،
فلْيعرفِ الأولادُ أحوالَ القلوبِ عندما يتفوَّهون بكلماتٍ أمامَ والديهم،
ويتعاملون معهم،
فإن قلوبَهم تتقلبُ بحسبِ كلامهم وتعاملهم.
- إذا رأيتَ قماشًا وأعجبكَ لونهُ ونقشهُ فلا يكفي لتتخذَهُ لُبسًا،
ولكنْ عليكَ أن تتأكدَ من نوعهِ وتعلمَ أنه جيدٌ متماسك.
وكذلك الإنسان،
إذا أردتَ أن تعرفَهُ أو تثقَ به وتتخذَهُ صديقًا،
فلا يكفي جمالُ طلعتهِ وفاخرُ ثيابه.
- الألوانُ موجودةٌ في الدنيا؛
لتتجملَ بها الطبيعةُ وتُعرَفَ الأصنافُ المتشابهة،
وتزهوَ بها وتجلبَ النظر؛
ليُقبِلَ عليها الإنسانُ والحيوان،
كالعشبِ في لونهِ الأخضرِ الجميل،
والفاكهةِ بألوانها ومرآها،
والأسماكِ والطيورِ التي لا يملُّ النظرُ إليها.
وإذا كان هذا آيةً للتفكرِ والتدبر،
فإنه أيضًا فتنةٌ لبعضِ الناس،
حينما يُخدَعون بالألوانِ والمظاهرِ ولا يهتمون بالمخابر.
- يا بني،
لا تنزعجْ من الأصواتِ التي يُصدرها الصنَعَةُ في معاملهم،
فهذا ما لا بدَّ منه،
وله منفعةٌ من بعد،
ولكنْ يحقُّ لكَ أن تضجرَ من أصواتِ السفهاءِ وصفيرهم وجعجعتِهم وسوءِ كلماتهم،
عندما ينادي بعضُهم بعضًا في الشوارعِ والنوادي والمقاهي وما إليها،
فلا أدبَ يجمِّلهم،
ولا صنعةَ تَشغَلُهم فتمنعُهم،
ولا نفعَ يُرجَى منهم!
- يا ابنَ أخي،
إذا كانت الكرةُ خفيفةً على يديكَ وبين رجليك،
والكتابُ ثقيلًا على عينيك،
فإنك تحتاجُ إلى المرورِ على عياداتِ العلماء؛
ليفقِّهوكَ بأهميةِ العلمِ وقيمةِ الكتاب،
وسبيلِ الشفاءِ من أدواءِ الجهلِ والأميةِ والضياع.
