القرآن قبل التاريخ لفهم الواقع السياسي
بقلم د. محمد العبدة
سألني صاحبي : كيف يستطيع الواحد مننا أن يتفهم الواقع وتكون نظرته لما يجري من أحداث هي أقرب للصواب إن لم تكن هي الصواب ، ماهي الأمور التي تساعده على ذلك ، مع أن أمور السياسة معقدة ومتداخلة ؟. قلت له : المصدر الأول هو القرآن الكريم ، قال : كنت أظن ستقول : التاريخ ، قلت : سنأتي على التاريخ ، ولكن القرآن أولاً ، لماذا هذا الحديث المتكرر عن فرعون ودعوة موسى عليه السلام له ، أليس لأن فرعون هو النموذج الواضح البارز للطغيان والفساد في الأرض ولذلك لم يذكر اسمه ولا في أي قرن عاش لأنها ليست قصة تاريخية بل تشريح لنفسية الطغاة وكيف يفكرون وكيف يتصرفون ، وكيف تكون عاقبتهم ثم ضرب لنا القرآن مثالاٌ هو النموذج الصارخ للرأسمالية البشعة ، عندما يتكدس المال بيد فرد أوبيد طغمة تستأثر بالثروات وتفسد في الأرض ، إنه قارون الذي يقول ( إنما اوتيته على علم )
ومن العوامل المساعدة لفهم الواقع السياسي ومايدور على الساحة في منطقتنا وفي العالم الاسلامي أن تدخل في العملية الحسابية عامل الدين أو المذهب أو عقيدة من العقائد التي ينتحلها البشر.
هل نستحضر أمريكا ولا نستحضر رأي المحافظين الجدد وايمانهم بنبوءات التوراة والصراع في فلسطين، وأقول نستحضر وليس معنى هذا أن كل السياسيين هكذا.
هل الهند دولة محايدة ولا أثر للهندوسية فيها؟ إذن لماذا كل هذا التعصب والايذاء للمسلمين وهدم مساجدهم ؟
هل كثير من الدول والحكومات لا تتحرك إلا بمنطق الاقتصاد والسياسة؟ إذن لماذا يقول رئيس فرنسا السابق ( ديستان ) : أوروربا قارة مسيحية ولا نقبل بدخول تركيا في الاتحاد الأوروبي.
هل ايران تتحرك بمنطق المصالح فقط كما يدعي البعض أم تصدير التشيع هو شيء أساسي في سياستها؟
وهل مايجري في سورية واليمن والعراق من تدمير وقتل لأهل السنة هو لمصالح اقتصادية وسياسية فقط؟
(المصدر: موقع المنهل)