مقالاتمقالات مختارة

العلمانية.. ووهم الانتصار!

العلمانية.. ووهم الانتصار!

بقلم عبد المنعم إسماعيل

قال تعالى: {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ، إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا (81) وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ، وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا(82)}

العلمانية باطل في أصل فكرتها لأنها نشأت في بيئة منحرفة عقديا كنوع من رد الفعل البعيد عن قواعد التفكير المنهجي وبالتالي لم ولن تنتصر بل هي تسعى إلى خيبتها لأنها مصاحبة للبغي والظلم لا أقول للإنسان بل للحيوان والجماد لأنها من أدوات وأسباب نزول البلاء الإلهي على البشرية لمصاحبتها للظلم ونصرتها للظالمين .

تعيش العلمانية المعاصرة نشوة الانتصار عقب توالي الانتكاسات وانحسار خصوم العلمانية في النزاع البيني الذي لم يحقق لهم إلا مزيدا من تيه التجاذبات في الحوار الاستهلاكي مما وفر للعلمانية البيئة الحاضنة لفكرتهم المقيتة ولكن هل نجحت العلمانية كوريث للصهيونية والماسونية العالمية في مساعيها على الصعيد الدولي أو المحلي عند وكلائها في المنطقة العربية أو بلاد آسيا أو أفريقيا أو حتى أوروبا وأمريكا؟

نحن كأبناء الإسلام لنا ضوابط في توصيف معاني المفردات خاصة النصر أو الهزيمة فحين نرصد بعين الاستقراء الدقيق لحقيقة الواقع العلماني نجد أن العلمانية تمثل من خلال منهجها حالة من حالات الانتكاسة المتجددة لمن خالف الفطرة في التفكير وخالف الوعي في القياس العلمي الرشيد .

حيث من أساسيات الرشد العقل إدراك مصدر التلقي عند أي فكرتين متقابلتين.

ففكرة العلمانية حددت مصادر تلقيها من خلال الخصومة مع النصوص الشرعية الصحيحة وكذلك مع دلائل العقل البشري الصريح.

فليس من دلائل الرشد العلمي الذي تزعم العلمانية أنها تتحاكم إليه المساواة بين المختلفين في أصل مصدريتهم أو مآلات نهايتهم الفكرية أو العلمية أو العقلية.

العلمانية تمثل حالة من حالات الانتكاسة الجاهلية المتجددة حال فك الارتباط بين العلم والفضيلة أو بين العلم والعدل الذي قامت بتزوير حقيقته ومفرداته في عالم الواقع أو حتى الخيال والمثال.

هل من العقل أو من العدل خضوع الإنسان لوثنية جديدة بمزاعم التثليث او التعميد الجاهلي بواقعه الكنسي الذي جعل من الرهبان قطعان من الذئاب البشرية حال انقلابهم على الفطرة بجحود التوحيد ودلائله بقبول العبودية وإعلان مظاهرها السلوكية للعبد والانكسار أمام أسماء الله الحسنى والصفات العلى لله عز وجل.

العلمانية وجريمة محق التصورات العلمية الصحيحة عند من يصاحب الإنصاف والعدل والصدق والشجاعة.

فشلت العلمانية لأنها ساهمت بشكل كبير جدا في تزوير حقيقة الإسلام عن طريق فوبيا الإسلام عند شعوب العالم الغربي والشرقي ومع ذلك كان الفشل حليف العلمانية حين خسرت رؤية جنايتها على الأرض فدماء الملايين سقطت لكي تستقر العلمانية ونظريتها الشؤم في سدة الحكم وأماكن صناعة القرار.

فشلت العلمانية الغربية في وقف تدفق الناس أفواجا في ألمانيا وفرنسا وبريطانيا ليعلنوا للعالم عن حالة الفراغ النفسي والعقلي والروحي المصاحب لجميع المنصفين من شعوب العالم ومن ثم كان البحث عن الإسلام بديلا لحالة الضياع النفسي للبشرية.

العلمانية ووهم الانتصار عقب تبني الرؤية الصفرية مع أبناء الحركة الإسلامية المعاصرة فكم توهمت العلمانية أنها قد استقرت حال إقصاء حملة فكرة الربانية في التشريع للقوانين الحاكمة للاقتصاد والسياسة والأخلاق.

خسرت العلمانية سعيها وانكشفت أمام نفسها لأنها تتصادم مع سنن ربانية حاكمة لمنهج الهداية أو الغواية للناس كافة.

خسرت العلمانية بعد قرن من حاكميتها للأرض وأدرك العالم جنايتها على العقل والوعي والأرض بأخضرها ويابسها فاستدعت شياطين الأرض معها لكي تعيش أو تحكم أو تتمدد في البيئة العالمية المصنوعة خصيصا لها فهدمت العلمانية الإنسان وخسر الذئب أن يرعى مع الغنم حين يكون الراعي عبدا لله لا لهواه وحين تكون الأمة أمة كاملة شاملة لتنوع أبنائها وليست مجرد ثلة من أهل الثقة وجاحدة لأهل الخبرة في كل فن من العلوم.

فواقع العلمانية واقع استثنائي لطبيعة فهم خصوم العلمانية وعشوائيتهم.

(المصدر: صحيفة الأمة الالكترونية)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى