بسبب د. عمر عبد الكافي.. عصيد يصف “الإعجاز العلمي في القرآن” بـ”الخرافة والدجل” وجماهير العلماء والدعاة بـ”الضالة”!!
ناضل أحمد عصيد رفقة بضعة مناضلين من طينته لمنع الدكتور المصري عمر عبد الكافي من تقديم محاضرته بمسرح محمد الخامس بالرباط قبل أيام، لكن المحاضرة أقيمت وعرفت إقبالا كبيرا، ثم حاضر بنفس المكان في يوم آخر بنفس الإقبال. وبموازاة المحاضرة الثانية لعبد الكافي، حج آلاف المغاربة لحضور محاضرة في السيرة النبوية للدكتور السوري محمد راتب النابلسي أقيمت بمدينة مكناس، وانتشرت صورها بشكل كبير في مواقع التواصل الاجتماعي، رفقة صورة لنشاط سابق في السيرة كان من بين محاضريه د. عمر عبد الكافي. العديد من المغاربة اعتبر الإقبال الكبير على محاضرات الدكتورين خير رد على الدعوة الإقصائية لعصيد و”دعاة الكراهية” من العلمانيين الذين يعادون العلماء والدعاة، ولهم موقف جد سلبي من الخطاب الإسلامي؛ غير أن المناضل العلماني المتطرف عصيد خرج في مقال جديد له عنونه بـ”الجماهير بين عمر عبد الكافي وهيفاء وهبي”، لينتقص من قيمة الإقبال المغربي الكبير على الشيخين، ممثلا بجمهور المغنية اللبنانية هيفاء وهبي وأنه أكثر، بالرغم من معرفته باختلاف الجمهورين وقيمتهما، لكن كونه يرى جمهور العلماء والدعاة مجرد قطيع، استطاع مقابلته مع جمهور الغناء والرقص وتحريك الأكتاف وهز الأرداف. وكما يقال “الشيء من معدنه لا يستغرب”، فالخروج لمهاجمة حتى جمهور العلماء والدعاة ووصفهم بـ”الجماهير الضالة” غير غريب على من جعل نفسه وصيا على المغاربة بخصوص هويتهم، حيث لا يجف له مداد ولا يبح له صوت وهو يسلط الضوء -بزعمه- على هوية الإسلام القاتلة، حيث قال في أحد مقاطعه المنشورة إنه “لبناء الوعي الوطني المغربي لابد من تخليصه من هوية الإسلام القاتلة وذلك من خلال التمسك بالأجزاء الثلاثة للهوية الأصلية العريقة المغربية، وهي روافد العبقرية الإفريقية والمتوسطية واليهودية”. عصيد وصف في مقاله الجديد “الإعجاز العلمي في القرآن” بالخرافة والدجل، حيث كتب “فما دام هناك تخلف فسيهجر الناس العلوم الحقة وسيقبلون على الخرافة والدجل كمثل الإعجاز العلمي في القرآن“. ففي الوقت الذي اعترف فيه عدد كبير من علماء الغرب الذين يدعونا عصيد للسير على دربهم -وإن كنا في المجال العلمي التجريبي لا حرج لدينا، فالإسلام يدعو للرقي والحضارة-، بقوة حقائق القرآن الكريم وإعجازه في العديد من العلوم والحقائق الكونية، ها هو عصيد يصف ذلك بالخرافة والدجل، ولن نرد عليه، بل نكتفي بتوجيهه إن استطاع التغلب على موقفه العدائي والسلبي ليقرأ قصة إسلام الطبيب الفرنسي موريس بوكاي، وليتابع برنامج “ThereIsNoClash“، إن كان بالفعل يبحث عن الحقيقة والصواب، الذي يدعي أن العلماء وجمهورهم لا يمثلونهما. ثم في النهاية يبقى عصيد دائما مجرد برنامج بدائي يجمع كلام المستشرقين والمستغربين من هنا وهناك ويكرره ويمجه في آذان أتباعه استجلابا لسخطهم على الحضارة الإسلامية ومقدسات المسلمين، من دون أن يكون له أي فضل أو مشروع علمي نهضوي في أي مجال من مجالات الصناعة والابتكار والاكتشاف، فيكون مثله كمثل الذي “لم يعرف الوضوء، ولا صعد للقمر”.