“اتحاد علماء المسلمين”.. 14 عاما في خدمة الإسلام
إعداد صهيب قلالوة
14 عاما كرسها “الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين” للحفاظ على الهوية الإسلامية للأمة، ومواجهة التيارات الهدامة والمعادية للإسلام، ضمن نهج راسخ ما فتئ يتعزز عبر السنين.
مؤسسة تقدّم نفسها على أنها إسلامية شعبية، ذات نفع عام، ومستقلة عن الدول، ولها شخصية قانونية وذمة مالية خاصة.
ومساء الأربعاء، يختتم الاتحاد فعاليات جمعيته العمومية، في دورتها الخامسة، التي انطلقت في مدينة إسطنبول السبت الماضي.
ومن المنتظر أن ينبثق عن الاجتماعات تغيير قيادة الاتحاد، وانتخاب رئيس جديد، بعد رفض رئيسه الحالي يوسف القرضاوي الترشح من جديد.
وترأس القرضاوي الاتحاد منذ تأسيسه عام 2004؛ أي على مدار 14 عاما الماضية.
وحاليا، يضم الاتحاد عشرات الآلاف من علماء المسلمين، من 57 دولة إسلامية، إضافة إلى بلدان إفريقية وأوروبية ومن أمريكا الشمالية واللاتينية، كما يركز اهتمامه على الأقليات والمجموعات الإسلامية خارج مجال بلدانه الأعضاء.
ويجمع الاتحاد تحت مظلته، اليوم، أكثر من 50 هيئة علمائية إسلامية، من الدول الإسلامية وغيرها.
وعلى مر السنين، توسع الاتحاد، لتكبر معه أهداف نشأته، بعد أن كان أعضاؤه لا يتجاوزن بضعة علماء، ليضم اليوم علماء من كل حدب وصوب.
وفي عام 2011، انتقل المقر الرئيسي للاتحاد إلى العاصمة القطرية الدوحة، بناء على قرار من المجلس التنفيذي للمؤسسة.
وفي السنوات الخمس الأخيرة، اتخذ الاتحاد من تركيا مركزا رئيسيا لأنشطته؛ حيث بات يعقد فيها سنويا، العشرات من المؤتمرات والندوات، إضافة إلى تواجد المنظمات العلمائية الإسلامية التابعة له في أراضي الجمهورية التركية.
** أهداف عامة
منذ نشأته، أقر الاتحاد أهدافا ترمي للحفاظ على الهوية الإسلامية للأمة، وعلى وسطيتها.
كما يهدف إلى مواجهة التيارات الهدامة والدعوات المعادية للإسلام، والأخطار الثقافية، داخلية كانت أم خارجية، عبر نشر الفكر الإسلامي الوسطي، وتوسيع نطاق الفقه في الدين، وتيسير تعليمه وتَعلُّمه.
مواجهة الغلو في الدين والانحراف في تأويل نصوصه يشكل، أيضا، أحد أبرز أهداف الاتحاد، مستندا في ذلك إلى ما تمليه وسطية الإسلام وسماحته وشموله، عقيدة وشريعة وعبادة ومعاملة وفكرا وسلوكا.
يضاف إلى ما تقدم، تثبيت قواعد العمل لتطبيق الشريعة، من خلال الاجتهادات المعاصرة المعتبرة التي تصدر من جهات موثقة أو من علماء مشهود لهم بالكفاية والأمانة، باعتبار ذلك سبيلا إلى تحقيق صلاحية الإسلام لكل زمان ومكان.
وأيضا توحيد قوى الأمة بمختلف مذاهبها واتجاهاتها، وتوحيد جهود العلماء ومواقفهم الفكرية والعلمية، في قضايا الأمة الكبرى لتواجه التحديات صفا واحدا.
** القضايا العربية والإسلامية
في بداية تأسيسه، لم يكن للاتحاد دورا بارزا في قضايا العالم الإسلامي، لكن، مع بدء ثورات الربيع العربي، اصطف إلى جانب الشعوب العربية المطالبة بالتغيير والإصلاح.
وأيد الاتحاد الثورات العربية بدءا من تونس ومرورا بمصر وسوريا واليمن وليبيا، من خلال إصدار الفتاوى التي تؤكد حقوق الشعوب العربية في مطالبها.
كما دعا الحكومات إلى المصالحة مع شعوبها، والنأي عن سياسات الإبعاد والتهميش، وإطلاق سراح كل المظلومين.
** القضية الفلسطينية
ويولي الاتحاد اهتماما خاصا للقضية الفلسطينية والقدس المحتلة، حسب تصريحات أدلى بها للأناضول في وقت سابق أمينه العام علي قرة داغي.
كما يحرم الاتحاد التطبيع مع إسرائيل، ويجرم ذلك، ويطالب الحكومات الإسلامية والعربية بوقف التطبيع السري والعلني، ويعتبر التطبيع مع إسرائيل حرام شرعا، لأنها دولة مغتصبة للقدس الشريف وبقية الأراضي الفلسطينية والعربية.
** الإرهاب
وعرف الاتحاد بمواقفة القوية تجاه التنظيمات الإرهابية والمتطرفة.
إذ جرم الاتحاد، منذ تأسيسه، التنظيمات الإرهابية، مثل “القاعدة” و”داعش” و”بوكو حرام”، واصفا أفعالها بـ”الإجرامية التي لا تخدم سوى المتربصين بالإسلام والمسلمين”.
** محاولات الوصم
ورغم محاربته للإرهاب، لم ينجو الاتحاد من تلك التهمة، إذ صنفته السعودية، في أكتوبر/ تشرين الأول 2017، كـ”مجموعة إرهابية”.
وحينها، أصدرت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء في المملكة بيانا قالت فيه: “من خلال رصدنا للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، لاحظنا أنه ينطلق من أفكار حزبية ضيقة، مقدما مصلحة حركته على مصلحة الإسلام والمسلمين”.
وردا على ذلك، وصف الاتحاد العالمي محاولة النيل منه والإساءة إليه ووصمه بـ”الإرهاب”، بأنها “اتهامات باطلة ولا أساس لها من الصحة”.
** الاتحاد وتركيا
وفي السنوات الخمس الأخيرة، شكلت تركيا موطئ قدم بالنسبة للاتحاد الذي ندد بالحركات الإرهابية الرامية إلى زعزعة الأمن بهذا البلد.
كما كان الاتحاد من بين أوائل المنددين للمحاولة الإنقلابية الفاشلة في يوليو/ تموز 2016.
ووصف تركيا أيضا ببلد الأنصار لاستضافتها 5 ملايين من اللاجئين العرب، معتبرا محاولة الغرب والولايات المتحدة النيل من تركيا بـ”المؤامرة الكبيرة” التي تستهدف البلد الأخير والإسلام والقدس.
(المصدر: وكالة الأناضول)