مقالاتمقالات مختارة

مهلكم رواد النت…. انْظُرُوا عَمَّنْ تَأْخُذُونَ دِينَكُمْ

مهلكم رواد النت…. انْظُرُوا عَمَّنْ تَأْخُذُونَ دِينَكُمْ

بقلم لخضر لقدي

كانت في البداية صحف وجرائد ومجلات، ثم جاءت قنوات وفضائيات، وانتهى الأمر في أيامنا بالانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، فاضت المعلومة، واختلط صافيها بعفنها، وصحيحها بسقيمها، وكما أصبحت المعلومة متاحة، فإن الوصول إلى المعلومة الصحيحة أصبح صعبا، واختلط الصحيح بالسقيم، والحق بالباطل، والمشهور بالغريب، والثابت بالمختلق، والمجروح بالسليم، وكاد المسلم أن يدخل دائرة الشك والريبة في كل شيء.

وأود في هذا المقال المختصر أن أشير إلى معان تفيد المسلم في دينه، تقيه الشر، وتنير طريقه.

المعنى الأول:

انْظُرُوا عَمَّنْ تَأْخُذُونَ دِينَكُمْ، فليس كلُّ من لبس لباس العلم يؤخذ عنه، وليس كل من حفظ القرآن وتغنى به وزين به صوته يِؤخذ عنه العلم، ففي الحديث: رُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَيْسَ بِفَقِيهٍ …وليس كلُّ من صدَّره الإعلام والفضائيَّات والصحف يؤخذ عنه، وليس كلُّ من كتب مقالاً أو بحث مسألة شرعيَّة أو كتب كتاباً يعدُّ عالماً يؤخذ عنه.

العلم لا يؤخذ إلا ممن عُرف بالعلم والاستقامة والتقوى، روى مسلم في صحيحه عَن مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ: إِنَّ هَذَا الْعِلْمَ دِينٌ، فَانْظُرُوا عَمَّنْ تَأْخُذُونَ دِينَكُمْ.

وذكر ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله عن مَالِك بْن أَنَسٍ رَحِمَهُ اللَّهُ: لَا يُؤْخَذُ الْعِلْمُ عَنْ أَرْبَعَةَ، سَفِيهٍ مُعْلِنِ السَّفَهِ، وَصَاحِبِ هَوًى يَدْعُو النَّاسَ إِلَيْهِ، وَرَجُلٍ مَعْرُوفٍ بِالْكَذِبِ، وَرَجُلٍ لَهُ فَضْلٌ وَصَلَاحٌ لَا يَعْرِفُ مَا يُحَدِّثُ بِهِ.

خذوا دينكم عمن تثقون في دينه وعلمه وعدالته، وتعرفون مدى التزامه بدينه ودورانه معه، خذوا دينكم من مواقع العلماء المعروفين لديكم، ومن المواقع الرسمية للجهات الشَّرعيَّة التي تثقون فيها.

ولا تأخذوا دينكم عن مجهول لا تدري هل هو عالم أو لا، وقد قال ربنا:{فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}[النحل:43] وقال:{إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا}[الحجرات:6].

وقال علماؤنا بمنع الأخذ عن مجهول الحال، والمجهول لا يوثق بفتواه، ولا يُدرى هل هو عدل أو غير عدل.

المعنى الثاني :

احذروا المواقع التي صنعها الأعداء، فقد قاموا بتطوير بعض المواقع عن قصد لنشر معلومات خاطئة عن القرآن الكريم والحديث الشريف، وتزييف المعلومات، ونشر العداوات.

المعنى الثالث:

احذروا رسائل الجهال ولا تكتبوها، ولا تنسخوها ولا ترسلوها، من أمثال الرسائل التي يأتي فيها:

  • استحلفك بالله أن تقرأها وترسلها، -عاملين حملة استغفار وصلاة ،-أمانة في رقبتك- أرسلها إلى عشرة من أصحابك أمانة في ذمتك وستسأل.-أستحلفك بالله أن تنشرها….

واعلموا أنه لا إثم عليكم في ترك الاستجابة لها ولو كانت المعلومة صحيحة، ولا يقع به يمين، ولا يلزم الإنسان إذا وصله مثل هذا الحلف أن يحلف، لأن فيها إﻟﺰاﻣﺎً ﻷﻣﺮ ﻟﻢ ﻳﺠﻌﻠﻪ ﷲ واﺟﺒﺎ، ولأن ﻓﻴﻪ ﺗﺠﻨﻴﺎً ﻋﻠﻰ ﻧﺼﻮص اﻟﺸﺮع الذي ﻟﻢ ﺗﺮد ﺑﻤﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﺼﻴﻎ، ولأن ﻓﻴﻪ ﺗﻜﻠﻴﻔﺎً ﻟﻠﻨﺎس ﺑﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻠﻔﻮا ﺑﻪ، ولأن فيها رجما بالغيب، وتقوّلا على الله بغير علم.

أما المعلومات المغلوطة والكاذبة فنشرها ومشاركتها إثم وكذب وبهتان، أنزهكم عن فعلها، وأبرئكم من الخوض فيها، وأبرأ إلى الله إذا فعلتموها…كونوا فُقَهاء، فُهَماء، نُبَهَاء…ولا تكونوا إمعة من بني وي  وي.

(المصدر: صحيفة البصائر الالكترونية)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى