هكذا يحرم الغزيون المستوطنين المحيطين بهم من “النوم”
مع حلول ساعات المساء، يتجمّع عشرات النشطاء الفلسطينيين قبالة الحدود الشرقية لقطاع غزة، ثم يتجهون إلى أقرب نقطة حدودية تفصلهم عن أراضيهم المحتلة، ليقوموا بإشعال الإطارات وتشغيل مكبرات الصوت المزودة بأصوات صفارات الإنذار، إلى جانب إطلاق الألعاب النارية.
وأطلق هؤلاء النشطاء الذين باشروا نشاطهم خلال الأيام القليلة الماضية، اسم “وحدة الإرباك الليلي” على أنفسهم، إذ يهدفون لزيادة الإشغال والضغط الليلي على جنود الاحتلال، إلى جانب ما تشهده الحدود والمناطق الشرقية للقطاع خلال ساعات النهار.
وتتحوّل هذه المناطق إلى ساحة مواجهة شبه يومية، إذ يعمد النشطاء الشباب إلى افتتاح نقاط مواجهة جديدة إلى جانب خيام العودة المتواجدة منذ بدأت مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار في الثلاثين من آذار الماضي، من خلال اختيار أقرب المناطق القريبة للجنود والمستوطنات المقامة على الأراضي المحتلة عام 1948.
وأضحت هذه المناطق النائية بالنسبة للغزيين تضجّ يوميّاً بحركة غير معهودة بفعل ما يقوم به النشطاء من فعاليات يومية، يحشدون خلالها أكبر عدد ممكن من أجل إرباك جنود الاحتلال وتنظيم فعاليات تهدف لإزعاج المستوطنين والجنود على حدٍ سواء.
وعمدت وحدة الإرباك الليلي أخيراً إلى توجيه رسائل لبعض سكان هذه المستوطنات بشكلٍ استباقي، كان من ضمنها مستوطنة كيسوفيم الواقعة شرقي دير البلح وسط القطاع، إذ دعوا المستوطنين لمغادرة مناطق سكنهم.
الصواف: “الإرباك الليلي .. إبداع فلسطيني جديد”
يعلق الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف في أحد لقاءاته الصحفية بالقول إن الهدف من استحداث هذه الوحدة يعود إلى الرغبة في إنجاز أحد أهم أهداف انطلاق مسيرات العودة وهو إنهاء الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة منذ عام 2006.
ويضيف الصواف: وحدة الإرباك الليلي “هي إبداع فلسطيني جديد، وفي حال لم تنجح أو استنفدت هذه الوسيلة، فالفلسطينيون قادرون على استحداث وسائل جديدة، خصوصاً أن هدف كل هذه الوسائل الضغط على الاحتلال المتردد في رفع الحصار مقابل التهدئة”.
ويشير الصواف إلى أن عملية الاختيار المنتظمة للأماكن التي تتواجد بها هذه الوحدات ليلاً تهدف للتأثير على الجيش والمستوطنين على حدٍ سواء، من أجل إرباكهم وإرباك المؤسسة العسكرية وفي الوقت نفسه زيادة الضغط على المستوطن الإسرائيلي الذي لا يقبل العيش تحت الضغط النفسي.
ويلفت إلى أنّ “الاحتلال في حال استشعر بالضيق سيقوم بالتصعيد وسيحاول جر المقاومة الفلسطينية لمواجهة لا يريدها هو الآخر، وهذا الخيار سيبقى قائماً إذا لم يستطع الاحتلال إنهاء ما يجري على الحدود الشرقية للقطاع”.
يُذكر أن مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار التي انطلقت في 30 مارس/آذار الماضي، ابتدع خلالها الفلسطينيون وسائل عدة للمقاومة الشعبية،كان منها البالونات والطائرات الورقية الحارقة وقص السلك وإحراق المواقع العسكرية القريبة والملاصقة للقطاع من الجهة الشرقية والشمالية.
(المصدر: موقع بصائر)